الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عباس يحرّض على ذبح غزة ولبنان

محمد أبو مهادي

2015 / 2 / 14
القضية الفلسطينية



التقرير الذي نشرته جريد "السفير" اللبنانية بتاريخ 14 فبراير 2015 حول لقاءات عباس مع القادة الأوروبيين وتصوره حول مآلات الأوضاع الفلسطينية في حال فشل التعاون الأمني إسرائيل هو "الإرهاب"، متهماً حماس وحزب الله بإعتبارهما عناصر التفجير القادمة، يحمل دلالات خطيرة وذات مغزى تحريضي يتبناه لأوّل مرة مسؤول فلسطيني ويحمله إلى قادة وزعماء ما زالوا حتى وقت قريب لا يرون في حركة "حماس" و"حزب الله" منظمات إرهابية.

هذا التحريض الخطير على قوى فلسطينية ولبنانية يغفل عن عمد مسؤولية إسرائيل الأولى عن خلق بيئة متطرفة بفعل عدة حروب شنتها على قطاع غزة في أوقات متقاربة، ويعفيها من المسؤولية عن جرائم الحرب التي نفذتها بحق الأبرياء العزّل بحجة أنها كانت تحارب منظمة إرهابية، ويمنحها فرصة مثالية لمواصلة حصارها على قطاع غزة وشن حرب جديدة على غزة أو لبنان وعندها لن يستطيع العالم محاسبتها عن جرائمها المتوقعة بإعتبارها تشارك العالم حملته ضد الإرهاب بشهادة من رئيس فلسطيني سجّل سابقة في العمل السياسي الفلسطيني تعرضه لمحكمة ثورية لو وجدت قوى فلسطينية حيّة ترصد أفعاله وأقواله وتشكّل رادعاً لمسلكياته الشاذة منذ أن توّلى رئاسة السلطة حتى الآن.

الإرهاب يحتاج إلى بيئة ملائمة لكي ينمو ويضرب جذوره في أيّ مجتمع من المجتمعات، إسرائيل وعباس والغرب يعرفون جيداً أن قطاع غزة يعيش الكارثة الإنسانية بكل أبعادها، حيث آلاف الأسر الفلسطينية المشردة بعد الحرب، وآلاف الأسر أخرى فقدت معيلها الأساسي بعد أن فقدت مأواها وتنتظر في المراكز التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين مصيراً مجهولاً بعد أن نفض عباس ووكالة الغوث والمانحين أيديهم من مسؤولية الإعمار، جميعهم يدركون أن الفقر والبطالة والظروف القاسية تؤهل لبيئة من التطرف والكراهية والإرهاب، ولأنهم يعلمون ذلك يقومون بكل التصرفات التي ستؤدي حتماً لولادة قيصيرية لقوى أخطر بكثير من "داعش" وربما عصابات لا تحمل أي أجندات فكرية أو سياسية، لأن المقصود ذبح غزة والإنتقام منها بسبب تمردها المستمر في وجه الإحتلال، كما جرى الإنتقام من العراقيين والسوريين والليبيين ويحاولون مع المصريين واللبنانيين.

إسرائيل تواصل حصارها، وكالة الغوث أعلنت عدم قدرتها على تحمل نفاقات الاعمار وأن موازنتها خاوية لهذا الملف بعد تخلف المانحين عن الإيفاء بإلتزامتهم المالية، وهناك إنشغال دولي بالكامل في مواجهة الإرهاب يغطي على الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان قطاع غزة، كل ذلك كان يقتضي من "عباس" إنطلاقة فورية للبحث عن مخارج لأزمة الإعمار وإغاثة منكوبين لا يعنيهم حماس أو حزب الله ولا هم أعضاء في المنظمتين، بل هم فلسطينيون أرتكبت بحقهم مجزرة وعمليات تطهير هي الأخطر منذ نشأة القضية الفلسطينية حتى الآن، ويقتضي منه تخصيص موازنات كاملة لسد الثغرات الناجمة عن القصور الدولي بدل أن يقوم بمفاقمة الكارثة الإقتصادية وفصل مئات الموظفين العاملين في السلطة الفلسطينية وعدد من المتقاعدين بعد أن حرم قطاع غزة من الوظيفة العامة على مدار ثماني سنوات متواصلة وعاقبها بجملة من الإجراءات المالية شملت قطاعي الصحة والتعليم الأساسي والجامعي.

نتفق ونختلف مع حماس أو أي حزب سياسي آخر ولكن الخصومة والخلاف له قواعده وأخلاقياته التي يجب أن لا تصل إلى حد إحراق غزة بمن فيها وإسقاط مسؤولية إسرائيل الأولى عن كل ما يجري، والتخلي عن مسؤولياته كرئيس للشعب أينما تواجد حتى لو كان شعباً من "الإرهابيين" !

قطاع غزة بحاجة لخطة إنقاذ وطني تعفيه من تهمة الإرهاب التي ستعطّل عملية الإعمار وتؤهله لمجزرة جديدة، وبحاجة لمبادرة جدّية من حركة حماس تضع حداً لحالات الفلتان شبه المنظم، وتعيد تصويب العلاقة مع الأشقاء في جمهورية مصر العربية وإعادة بناء علاقاتها العربية والدولية إنطلاقاً من المصلحة الفلسطينية أولاً وأخيراً بدّل حالة الإنتظار والإعتماد على تغيير في سياسات دول تنقذ حماس من ورطتها كما يجري حالياً في سياق أوهام تحسّن علاقتها مع المملكة السعودية، فالدول والحكومات تبني سياساتها وفق حسابات ومعلومات ومصالح يجب أن تقرأها حماس وتقرّ بها قبل فوات الأوان.


[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي