الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هتلر سورية ( الجستابو )

جوان رمو

2015 / 2 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


في خضم هذه المعمعة والفوضى اللاخلّاقة ، يتيه المواطن السوري ويتشتت أفكاره ، فالثورة شارفت على عامها الرابع ، والنظام لازال يمارس طغيانه واستبداده وتدميره للمدن والقرى .
وفي هذا المقام يخطر على باله السؤال التالي :
يا ترى ما هي الآلية التي يستخدمها هذا النظام للحيلولة دون سقوطه ؟!
وللإجابة على هكذا سؤال لابد من الاستعانة بالكتب التي تطلعنا على تجارب الشعوب
ومن خلال تصفّح العديد من الكتب ، ولا سيما الكتب التي عُنيت بدراسة الحروب تَبيّن إنّ هذا النظام هو نسخة مصغّرة ومكررة للنظام النازي ، الذي كان يعتمد على استخباراته السرية أو ما يسمى (الجستابو ) ، في حربه ضد المجموعات المقاومة للاحتلال النازي بقيادة هتلر ، حيث كان يعمد إلى صناعة قادة مزيفين ، ومجموعات مقاومة تدير الاستخبارات الألمانية قيادتها ، وتسلط الدعاية والإعلام عليها حتى تشتهر، ولو كلّف ذلك تحمّل الجيش الألماني لبعض الخسائر في سبيل شهرة تلك المجموعات المقاومة المصطنعة ، وعندما تكبر تلك المجموعات ويشتهر قياداتها وأبطالها المصطنعين ، تبدأ الاستخبارات في فرض وجودها على المجموعات المقاومة الحقيقية ، وتفتيت صفوفها أو اختراقها من قبل القيادات المصطنعة ، تحت دعاوى ضرورة توحيد الفصائل أو تنسيق أعمالها وتعاونها ...الخ .
وهذا ما عمد إليه نظام بشار الأسد تماماً ، من حيث رعايته لتنظيم داعش الإرهابي ، ولا يخفى على أحد كيف أنّ هذا النظام قام بتسليمه مطار طبقة العسكري في محافظة الرقة - على سبيل المثال لا الحصر- وضحى بالعديد من أفراد جيشه في سبيل تسليط الضّوء على هذا التنظيم الإرهابي ، والذي بالمقابل قدّم لهذا النظام خدمات جليلة لا تحصى وقاد معارك كثيرة بالوكالة عنه .
وإذا عُدنا بالذاكرة للوراء نتذكر حادثة مقتل قادة من حركة "أحرار الشام"، التي تعد إحدى أكبر المجموعات المقاتلة في الجيش السوري الحر ،والتي كانت بمثابة ضربة قوية للحركة، لاسيما أنّ الانفجار الذي وقع أودى بحياة ما يقارب 50 قيادياً عسكرياً جلّهم من الصف الأول .
حيث كانوا مجتمعين في مقر بقبو أحد المنازل في بلدة رام حمدان في ريف إدلب ، وبالوقوف على الحادثة وتفاصيلها ثمّة أقوال تشير إلى حدوث اختراق في صفوفها، لاسيما أنّ الاجتماع الذي كان معقوداً حين وقع الانفجار كان إلى حد ما سرياً .
ولكن وفي النهاية يجب ألّا ننسى بأنّ أقسى وأعتى أنواع المخابرات لم تستطع أن تحمي الأنظمة الدكتاتورية وطغاتها بدءاً من هتلر وموسوليني وليس انتهاء بالقذافي وسيزهر الربيع لا محالة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من المفاوض المصري المتهم بتخريب المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟


.. غزة: ما الجديد في خطاب بايدن؟ وكيف رد نتنياهو؟




.. روسيا تستهدف مواقع لتخزين الذخيرة والسلاح منشآت الطاقة بأوكر


.. وليام بيرنز يواجه أصعب مهمة دبلوماسية في تاريخه على خلفية ال




.. ردود الفعل على المستويات الإسرائيلية المختلفة عقب خطاب بايدن