الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإخوان المسلمون للنظام السعودي .. هل تشتريني عبدا ؟

سلمان العرباوي

2015 / 2 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


منذ وفاة الملك السعود السابق عبد الله ال سعود و مبايعة الملك الجديد سلمان بن عبد العزيز ساد الترقب التطمع و التطلع أجواء جماعة الاخوان المسلمين و من لف لفها في الوطن العربي و العالم املا في تغيير مفاجئ يطرأ على السياسة السعودية تجاه الجماعة يجعل من جماعة الاخوان تشتم و لو حلما و كذبا رائحة الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي في السلطة .بل و تطور ذلك التطمع إلى عمل ميداني تجلى على الأرض بحملات إعلامية نوعية و ما خفي ستظهره الأيام تباعا ..
اشهر الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز ال سعود سيف العداء على جماعة الإخوان المسلمين اما بإعلان العداء المباشر لهذه الجماعة في بعض دول ما يسمى بالربيع العربي و مما اظهر العداء المباشر للنظام السعودي لجماعة الاخوان دعم السعودية للإطاحة بحكم الإخوان و حكم محمد مرسي في 30 جوان العام الفارط حيث بادرت السعودية للترحيب بالنظام المصري الجديد و بادرت بدعمه على صعد سياسية و اقتصادي و عسكرية .
يأتي هذا بعد تزلف و تملق وصل حد التعبد من قبل جماعة الإخوان و مرسي للنظام السعودي . ففور وصوله للسلطة كانت السعودية اول بلد يطأه مرسي حاملا بين يديه ولاء الخنوع و الطاعة و التذلل و فورا حشر رأسه و رأس مصر في مشاريع استعمارية كانت قد ارتهنت لها السعودية مسبقا بفعل تبعيتها الأزلية للمستعمر ففورا الحق مرسي مصر بهذا الركب من خلال الزج بمصر في الصراع السوري الذي تعد السعودية احد أقطابه بحكم دعمها بل و حتى إنشائها لبعض فصائل المعارضة المسلحة و هو ما تجسد من خلال طرد مرسي للسفير السوري و دعوته لما يسمى الجهاد في سوريا .مرسي لم يرد ان يضع حدا لتزلفه عله يحضى برضاء السعودية عنه بل حشر بنفسه في قلب الصراع السعودي الإيراني حيث صرح تهديدا وعيدا مستعملا وجدانيات الدفاع العربي المشترك التي لم تحترمها الرجعية يوما .
كل هذا لم يشفع لمرسي و لجماعته و نظامه امام النظام السعودي ذو الاختلافات الفكرية و العقدية العميقة مع الجماعة الذي لم يتوانى عن دعم الخروج على مرسي مستندا لعلاقته التاريخية مع بعض الأطراف المصرية المناهضة لمرسي و المحسوبة على نظام مبارك الذي كان يشكل مع النظام السعودي ما يسمى بمحور الاعتدال العربي , الذي تشكل في مواجهة ما يسمى محور المقاومة و الممانعة المؤلف من سوريا و إيران و بعض جماعات المقاومة في فلسطين و لبنان .
ربما تدرك جماعة الإخوان المسلمين ان لا قدم سياسية لها دون حاضنة عربية قد تتقاطع معها في الأهداف و الغايات فمن الصعب ان تجد الجماعة دعما من نظام تقدمي قاطع الإسلام السياسي أو نظام وطني في قطيعة مع الغرب .
فالتقارب الوحيد الذي تستطيعه الجماعة تأمينه هو التقارب مع دول الخليج التابعة للغرب من جهة و التي لا تزال تحكم سلطة الدين
فلم تنفض الجماعة يدها من النظام السعودي اما عقلا و اما تحيلا فبعد وفاة الملك عبد الله و ووصول الملك سلمان أصبح الرهان الاخواني اليوم عليه لما تتداوله الأوساط الإعلامية عن تدين الملك الجديد و قربه من طبقة رجال الدين فأوهم الاخوان المسلمون أنصارهم ان الملك الجديد إخواني التوجه..
من ناحية اخرى تروج يوميا اخبار في الاوساط الاخوانية عن تصريحات وهمية للملك الجديد تحدث فيها عن تغيير شامل في المنطقة علما و ان هذا الملك صحيا غير قادر على الكلام
كذلك تلتقط اذان الإخوان تصريحات تنفخ في صورتها لمسؤول سعودي سابق لا سلطة له اليوم و ربما هناك سعي اخواني للاتصال بالسعودية قد تكشفه الأيام ..
و الاهم حملة حرب التسريبات ضد الرئيس المصر عبد الفتاح السيسي و التي يهدف ناشروها الى ضرب العلاقات المصرية الخليجية عموما و المصرية السعودية خصوصا

و بغض النظر عن حماقة الجماعة و أنصارها و اتخاذهم للشأن السياسي هزءا لأجل خداع من تبهم و من لف لفهم , الرهان الاخواني اليوم هو على شخص خرف مصاب بالزهايمر و غير قادر على الحكم ,و رفع عنه القلم وفقا لتعبير احد المعارضين السعوديين فان الحكم بيد الأسرة الحاكمة التي لها منظورات سياسية تفرض عليها عدم تغيير سياستها..
السعودية معروفة انها دولة ذات نظام تقليدي يجمع بين سلطة الدين و سلطة الملك و على اعتبار المعارض معارضا للدين و ليس للنظام و هو ما يتشارك فيه النظام مع جماعة الاخوان المسلمين مما يجعل بيئة العمل المعارض للاخوان داخل السعودية بيئة خصبة مثال ذلك الحركة الإسلامية للإصلاح التي أسسها المعارض السعودي الاخواني سعد الفقيه و هو السبب الرئيسي الذي يجعل من السعودية في عداء تام للجماعة و ان تزلفت او تطمعت او تعبدت لن ترضى عنها .
قطار جماعة الاخوان مضى دون عودة مع السقوط المدوي لمرسي في مصر و سقوط الجماعة اتخابيا في ليبيا و تونس و سقوطها عسكريا في سوريا لذا فان السعودية و من يحددون سياستها مع حليف جيد يكون قويا و غير ساقط شعبيا و سياسيا مثل جماعة الاخوان المسلمين .
في النهاية لم يعد الاخوان أي خطاب سياسي واضح , للإخوان هدف الوحيد الوصول للسلطة و البقاء فيها دون اعتبار لأي حسابات سياسية او مبدئية او إيديولوجية , و لم يعد للاخوان عدو او حليف المهم لدى الجماعة الطمع في دعم و نجدة تعيد الماضي الذي لا يعود .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز