الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ارامل امريكا !!!!!

عمرو عبد الرحمن

2015 / 2 / 15
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


هل معني أن يتم فتح الأبواب علي مصراعيها أمام حرية الإعلام أن يتحول الإعلام إلي حصان طروادة يمتطيه كل من يحمل سهاما موجهة إلي صدر الوطن .. وإلي دروع تحمي أعداء الوطن .. بل وإلي حامل للواء الفتن والتحريض وبث الشائعات ونشر الفوضي ودس السم في صلب العلاقة بين الشعب وقيادته، التي اختارها بكامل إرادته وفي لحظة وعي غير مسبوقة في تاريخه القريب، دون تزوير أو تغييب أو إكراه.

هل أصبح واجب الإعلام ووجبته اليومية : تشكيك الشعب في اختياره وشده شدا للتراجع عن قراره؟

لمصلحة من يجري هذا وعلي حساب من؟

أن تشهد مصر تحولا تاريخيا بمعني الكلمة وباتجاه عكس عقارب الساعة التي انضبطت عليها الدولة – قسرا أو قهرا لعصور مضت – باستقبالها زعيما بحجم الرئيس فلاديمير بوتين، فينشغل الإعلام المحسوب علينا (مستقلا) بما تروج له قناة الجزيرة من فيديوهات (ملعوب فيها) ويدير ظهره للحدث الكبير، أو علي الأقل يتعامل بفتور وكأن الذي زار مصر رئيس دولة من جمهوريات الموز .. فهذا ليس بإعلام ولكنه سلاح من أسلحة الجيل الرابع للحرب التي يشنها علينا أعداؤنا دون تجييش جيوش أو حشد حشود.

ينطبق هذا حرفيا علي قنوات بعينها، كانت ستقلب الآية لنقيضها، لو كان المدعو للقصر الرئاسي (كبيرهم أوباما) الذي كثيرا ما يقدمون أنباءه علي أنباء كبير البلد – وهو كبيرها رغم أنفهم – وهم حقا وصدقا يستحقون لقب: أرامل أمريكا.

أن يظهر من يطلقوا علي أنفسهم (نجوما فضائيين)، وفي لحظة يحتفل فيها القصر الرئاسي المصري بضيف عالمي هو الأهم بلا منازع بين جنباته منذ عقود، ليتحول الحدث إلي مجرد حديث جانبي يتذيل أطراف برامجهم، ليستغرقوا في حديث الانتخابات التي بقي علي انطلاقها أسابيع من الآن، فهذا ليس بجهل – فما هم إطلاقا بجاهلين - بل هو تجهيل متعمد وتوجيه مقصود لأعين الشعب بعيدا عن أولوياته السياسية والاقتصادية والعسكرية، علي طريقة (شوف العصفورة) .. في محاولة مكشوفة لتتويه الشعب عن بوصلة أهداف ثورته الكبري ضد النظام العالمي الجديد، وأذرعه من ساسة وإعلاميين واقتصاديين ومخربين و........ إرهابيين.

أن يتبني (أحدهم) التفسير الفاسد الذي استند إليه القتلة من ماسون داعش في تبرير حرق البشر، ثم يتعمد محاولة هدم ثاني أقدس رمز إسلامي بعد الرسول – صلي الله عليه وسلم – زاعما – كما زعم القتلة الفجرة – أنه قتل مسلما حرقا وهو حي، بحسب رواية مدسوسة علي صاحب أرق قلب مسلم عرفه التاريخ العربي منذ عهد النبوة، ليحول الصحابي الجليل إلي أول راع رسمي للارهاب الدولي ... وليلصق – عامدا متعمدا - بالاسلام تهمة الوحشية والهمجية إلي الأبد... ولا عذر له بأنه (مجتهد) فالاجتهاد في الدين مثله كالاجتهاد في الطب والهندسة والرياضة لا يجترئ عليه إلا المتخصصين وليس كل من هب ودب وصحا مبكرا فانتزع الميكروفون، قبل الآخرين..!

الهدف من هذه الجريمة الإعلامية هو محو أية مرجعيات ثابتة يعود إليها الناس كلما رأوا طلقات الفتاوي الدموية تتطاير فوق رؤوسهم وتجز بها رقابهم، وبالتالي تتساوي جميع المصادر في ضعفها وقابليتها للتشكيك في صحتها، وهكذا يتحول الدين – أي دين – إلي (تحفة أثرية نادرة) يتفرج عليها الناس في المتاحف لكنها غير قابلة (عمليا) لتكون جزءا من نسيج حياتهم.

أن يتحول (المذيع) من أياهم، إلي متحدث رئيس وصاحب الصوت الأعلي والكلمة النهائية في البرنامج، بينما الضيف، مهما كانت قيمته ووزنه، مجرد كمالة عدد ليكتمل ديكور الاستوديو، وويل للضيف لو اختلف مع (المذيع – النجم) فالسخرية والهجوم وترصد الاخطاء وزلات اللسان ، في انتظار الضحية – عفوا الضيف.

أن يستشهد (أحدهم) علي ما حاول الإيحاء بأنها (وحشية وعنف) الداخلية ضد جماعة الإخوان الإرهابية ممثلة في رابطتها التي يجب أن تعرف باسم (أولتراس بلطجي)، فيستعين بفيديو لقناة مجرمة ومعادية وداعمة للإرهاب ومحرضة علي قتل خيرة رجالنا، ثم ينشر صورة مزيفة علي شاشة برنامجه يضلل بها الرأي العام، وبعدها بساعات أو أيام يتذكر أنه لم يتأكد من صحة الصورة فيحاول أن يعتذر، علي طريقة (متأسفين أوي خالص...)
ولكن متأخرا جدا، بعد أن ساهم (سنزعم أنه بدون قصد منه !!) في إشعال الغضب في صدور المصريين ضد شرطتهم التي تخوض معركتها الأقدس في تاريخها... وذلك بما يتسق تماما وأهداف التنظيم الدولي للإرهاب الاخواني في إسقاط المؤسسة الأمنية وتشويه مشهد الزيارة الروسية لمصر، لصالح العدو الأميركي و(أذنابه) .. فهذا مثير للعجب والدهشة والتساؤلات التي أهمها : مع من أنت ؟؟؟
مع الحدث المجرد ولا يهم بعد ذلك إن كان سيشعل النار في الوطن أم لا .. بداع المهنية العمياء؟
أم أنت مع العدو؟
أم مع (الوطن) .. وبالتحديد: أي "وطن"؟

في مصر الآن، قطيع كامل من الإعلاميين الذين توحشوا وتغولوا وتحولوا إلي كتل أسمنتية كابتة علي عقول وصدور المواطنين، يجعلون من أنفسهم – بالعافية - أنبياء ورسلا للمعرفة الزائفة.

وبدعوي حرية الفكر والتعبير، يقحمون أنفسهم في ما ليس لهم فيه بزعم قدرتهم الفائقة علي أن يفوقوا أهل التخصص في تخصصاتهم، ويخوضوا في أعراض رموز الدين بدعوي أنهم أكثر فقها للواقع الذي لا يزيده وجود أمثالهم إلا سوادا ووحلا.

وهم في محاولاتهم تلك ليسوا مجتهدين بحسب ما يروجون له، بل هم مدفوعون ومدفوع لهم جيدا، كي يفتنوا الناس في دينهم ودنياهم، ويشتتوا تركيز الناس عن واجبات الوقت، ويشغلوا المصريين بتوافه الأمور، بعيدا عن خارطة طريقهم نحو مستقبلهم.

هم بذلك خدام مخلصون لأجندات أسيادهم من أمريكان ويهود وماسون وإخوان وشيعة ... وهم منفذون بالحرف لما تنص عليه بروتوكولات بني صهيون، التي كلما ظهر من يشكك فيها، حدث بالفعل ما يؤكد حقيقتها، وفي نصوصها نقرأ عن هؤلاء ونتركها تصفع وجوههم .. ففي بروتوكولات صهيون (خبرهم اليقين).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة نار من تحدي الثقة مع مريانا غريب ????


.. الجيش الروسي يستهدف تجمعات للقوات الأوكرانية داخل خنادقها #س




.. الطفل هيثم من غزة يتمنى رجوع ذراعه التي بترها الاحتلال


.. بالخريطة التفاعلية.. القسام تقصف مقر قيادة للجيش الإسرائيلي




.. القصف الإسرائيلي المتواصل يدمر ملامح حي الزيتون