الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-القامرة -التي في خاطري و -القاهرة- التي في خاطرك -المحطة الاولى -

محمد البكوري

2015 / 2 / 15
الادب والفن


نغادر الامكنة دون ان تغادرنا. فنطلب منها الصفح دون ان تغفر لنا ... الفضاءات نفسها تتكرر و اقسمت ان لا تتغير ، الا بطلاء بعض المساحيق على و جهها ،الذي طالما حلمنا به ،بعد ان غرقنا في بحر الاحتلام به ،نحن المنتمون الى قبائل جبالة او الذين تبتدا بهم بعض حكايات العنصرية المعصرنة او النكت المضحكة المقرصنة:"واحد الجبلي..." سنسافر عبر حافلة مهترئة من الزمن الغابر... من العهد البائد .تصر الام ، التي توقظك في الصباح الباكر،على اكل البيض المسلوق وتلح عليك بحنان الامومة ان "تسسن الزيت البلدي"بالحرشة الحيانية التي تصنعها هي باناميلها التي ترتكن فوقها "الجنة". وتحرص بطلبها الشغوف منك ان ترشف كؤوسا من الشاي المنعنع و احيانا "اتاي بالشيبة" او "بالسالمية "او "فليو"... اه !على حنان الام، كم هو رائع ،متنوع، متعدد ...حتى في احصاء الجرعات التي سيكتب عليك ان تنقذ بها ماء وجهك. المهم تخاطبك "الوالدة" ان تسرع فوقت الحافلة -المنغرسة في كياناتنا ،باحتكارية نادرة للراسماليين الجدد ، مصاصي دماء مجتمعنا و اقتصادنا وحياتنا- لا ينتظر... الحافلة التي ستقلنا في رحلة الشتاء والصيف "على بركة الله" ،من منفى دائم الى منفى مؤقت ...من معبد "لالة راضية "الطاهرة الى معبد "لالة ربيعة" اللاطاهرة !ستشق الحافلة المسافات و نحن "سنخبطها" .تتوقف بنا بعد مغادرة المدينة النائمة ببضع كيلوميترات... "اليوم بين من اوله .صبحنا ع الله .من منكم على جنابة ؟من منكم مسخوط والديه ؟من منكم منحوس ؟ فلينزل من لكار ديالي ... امساخط حتى هاذ السفيحة لي درتها فوق كوسانة الشيفور ماقدتش على عيونكم الخبيثة .حتى هاذ شي ديال لقران ماوكلش معكم "عين الحسود لا تسود"...حتى هاذ شي ديالي ماجاب حتى نتيجة وكتبتها بالخط العريض في ذيل الحافلة "خمسة على عينك" ...المهم تفو عليكم على كنس ما يحشمش ،ما يرمش... تفو عليكم ،ايها الاوغاد، ايها الحثالة ...لراجل منكم يجاوبني ...لي راجل منكم يخرج لعندي ..."يخاطبنا بذلك كريسون الحافلة بوقاحة ، و الدم يغلي في عروقي ...انني ذاهب الى العاصمة لدراسة القانون و نحن نمتطي حافلة كلها خرق للقانون :لا فحص تقني و لا مراقبة طرقية وسيرشارج فظيع، فبالاضافة الى ستين مقعدا هناك "سيبليمون" في الحافلة نفسها ..."المهم اختبئوا و تخبعوا "يغير الكريسون لهجته اتجاهنا عند كل "باراج :"اوليداتي غير كلسو على هاذ لكراسى ديال بلاستيك، حتى يحين الله و اعدكم انه بمجرد المرور من الباراج ساشتري لكم الكراسي الوثيرة و بطبيعة الحال الحلوى الفيلالية !ساجلب لكم الشيخات و ماكيين غير الطاسة و القرطاصة و لي كيسلني شي صرف نردولو مداوبيل!" و بمجرد تجاوزنا للباراج ببضع خطوات و بعض ان سلمت الجرة يبدا يرغد و يزبد من جديد: "الله ينعلكم العروبية ...الكنس الناقص ...تفو عليكم المنحطين ... احطب جهنم"...حينها وبدون ادنى تردد ترجلت منا امراة جبلية قحة واخذت "تريشه ترييشا" وتخربشه خربشات دموية وليصل صياحها المرتفع الى الكوميسارية- سونطرال، التي ربطت الاتصال بالباراج عبر "طانكي -وانكي" ...كل عناصره اخذت تهرول لمعرفة مصدر الصياح ولمعاينة ماحدث ..."وقف لكار ... المساخ... الحمار... راه حنا جبالة لشبعتيهم معيار... ولي مايقبلو لا ذل لا عار... هانا غادي نوريك جبليات علاش قدات... يالي موحال تكون من صنف البشر..." لقد اضحى الكريسون صاحب الطنز العكري كخروف مشوي، التهمته المراة الجبلية القحة ،بكل يسر لدرجة معها الجمت و اخرست لسانه المتعفن ...طلب "الشاف" من المراة القحة و الكريسون الوقح الذهاب معه لانجاز المحضر... و تابعنا نحن المسير بدون" كوبيلوط" وليغير البيلوط عربدة لكريسون بكاسيط مهترى اكثر من الحافلة و اغاني " شوفو غيرو ...هذي كذبة باينة... هاي ...هاي ... و بوصولنا الى "باب الفتوح "ستمتطي الحافلة فتاة فاتنة، باهرة الجمال... ليتحول السفر من جحيم مدنس الى فردوس مقدس ... يتبع ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقطات من عرض أزياء ديور الرجالي.. ولقاء خاص مع جميلة جميلات


.. أقوى المراجعات النهائية لمادة اللغة الفرنسية لطلاب الثانوية




.. أخبار الصباح | بالموسيقى.. المطرب والملحن أحمد أبو عمشة يحاو


.. في اليوم الأولمبي بباريس.. تمثال جديد صنعته فنانة أميركية




.. زوجة إمام عاشور للنيابة: تعرضت لمعاكسة داخل السينما وأمن الم