الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطيات العربية قادمة آجلا أم عاجلا!!

صبري المقدسي

2015 / 2 / 15
مواضيع وابحاث سياسية



يتكون العالم العربي من 22 بلدا وكذلك من ما يقرب من 400 مليون نسمة. ولا تتشابه الدول العربية فيما بينها جغرافيا وسكانيا وإجتماعيا وإقتصاديا، إذ بينما تمتلك الدول الخليجية إمكانيات إقتصادية هائلة، يغطي الفقر دولا مثل اليمن والصومال وموريتانيا ومصر. ولعل الشىء المشترك بين الدول العربية هو اللغة والدين وهما العاملان المساعدان في مد الجسور فيما بينها، وللإستمرار في التعاون المشترك والتكامل الإقتصادي. ويعد هذا الأمر شيئاً إيجابياً في معظم الدول العربية. ولكن ما يثير القلق الكبير هو ما يدور في تلك الدول من حوادث وثورات أشبه ما تكون فوضى سياسية من أن تكون ثورات سياسية، أو بالحري حركات تغييرية من دون إتجاهات حقيقية نحو البناء والتطور. إلا انني أعتقد بانها أي "الدول العربية" ستضع عرباتها على السكة في الخمس الى العشر سنوات القادمة، إذ انني أعتقد أن الديمقراطية في تونس والعراق ومصر إلى حد ما قد تنجح في نقل تلك الدول إلى بر الأمان، وقد تنجح في تطبيق الديمقراطية بعد إنتصارها على الإرهاب.
وأتوقع كذلك من خلال قراءتي لتاريخ المنطقة، نهاية حتمية للحكومات الديكتاتورية غير المرغوب فيها من قبل الشعوب العربية وإستبدالها بحكومات تختارها الشعوب لأول مرة في تاريخها على الإطلاق، إذ يبدو أن الإنسان العربي المُثقل بالهموم والمُتهدّم تاريخياً وإجتماعياً وإقتصادياً، بسبب الجهل والأمية والإهمال، إضافة الى سلب كرامته من قبل الحكام المُستبدين القابعين على صدره، والذين يحرمونه من حقوقه الفردية المشروعة، لم يعد يقبل أن يكون تابعاً للمستبدين، بل يريد هذه المرة أن يأخذ مسؤولية الأمور بيده، وأن يحرك الأحداث والتوجهات نحو المستقبل.
ولكن ما حدث بعد الربيع العربي من صعود للتيارات الإسلامية لم يكن في الحقيقة إلا إختبارا لها وإثباتاً تطبيقياً لفشل تجاربها سواء في مصر أو في تونس أو غيرها من الدول. فإن كان صيف العرب ساخناً جداً بعد ربيعها المتفاءل، إلا أنني أرى بأن التغييرات سوف تصب في إتجاه واحد ألا وهو التخلص من الديكتاتوريات الشرسة وبناء المؤسسات الديمقراطية وإن بشكلها المتواضع في بداية الأمر، والتطور تدريجياً إلى أن تتعمق في التطبيقات الديمقراطية كما حدث في الغرب.
يخطأ من يتوقع صعود التيارات الإسلامية السياسية التي شوهت سمعتها كثيراً ولاسيما في ليبيا وسوريا ومصر وتونس. ولهذا فعلى الليبراليين والمتنورين المؤمنين بالديمقراطية أن يتنفسوا الصعداء لأن فرصتهم بالحكم وممارسة السلطة ممكنة جداً في الشرق العربي بعد الفوضى التي عمّت معظم المناطق. فالقوى الليبرالية الحقيقية هي الوحيدة اليوم، القادرة إن توحدت صفوفها على قيادة المجتمعات العربية نحو المستقبل المشرق.
فالعالم العربي بموجب موقعه على الخارطة الجغرافية لا يستطع الاستمرار في تثبيت العصبيات العائلية والقبلية أو العصبيات المعتقدية الموروثة من طائفية ومذهبية التي كانت شائعة في العهود السابقة. ولا يستطيع أيضاً القبول بالاستبداد سواء كان مدنياً أم اسلامياً، وخاصة ان الأجيال الجديدة التي تكوّن أكثر من 50% من نسبة الشعوب العربية تنطلق من منطلقات حضارية جديدة، وتريد أن تبني أحلاماً جديدة ومستقبلا جديداً. ولذلك فإن تلك الشرائح العريضة لا يمكن بأية وسيلة أن تقبل حكم رجال الدين الذي ينطلق من منطلقات تاريخية وتراثية ويحكم بموجب أحكام وشرائع قديمة ومليئة بروح التفرقة والتميز والعنصرية وخاصة ضد الأقليات الأثنية وكذلك ضد المرأة والقوميات والأفكار العلمانية والعولمية الحديثة التي تدق كل باب وتعشعش في كل مدرسة وكلية وجامعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة