الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرايا الشريرة

رنا المحمد

2005 / 9 / 15
الادب والفن


حالة انتقباض مذهلة مررت بها ، انقباض أحال ليلي نهار قلق ، لم استطع الاستسلام للنوم ، فاستسلمت لبنفسج عينيك باكية . لكأن مساكب البنفسج نثرت ذراتها الحزينة فأحاطتني باكية ،اتصلت بك ..... هاتفك مشغول .
جيد جدا .... إذا كان هاتفك مشغول يعني أني سأتكلم معك عندما تنهي حديثك .
الهاتف مشغول ...!!!!
أنا في غرفتي ألبس ثيابي استعدادا لذهابي لعملي .
الهاتف مشغول ...!!!!
شربت القهوة بدموع زيادة .الفناجين تراقبني .
الهاتف مشغول ...!!!!
أغلق النافذة .... أطفئ الأضواء .. أنظر نحو القهوة المتعاطفة معي المتشحة بالسواد.
والهاتف مشغول ...!!!!
أسير في الشارع .... وجوالي بيدي .. الجوال تدمع عيناه ، ويحاول أن يطلبك وحده عله يفاجئني بصوتك فأبتسم له ويرتاح هو .
الهاتف مشغول ...!!!!
نظرات الناس المارة بي في الشارع تحاول التخفيف عني .
الهاتف مشغول ...!!!!
وصلت عملي ... دخلت مكتبي ... الألم بداخلي يكبر ، القلق غيمة تخيم على وجودي
الهاتف مشغول ...!!!!
أدخل الحمام .... أغسل وجهي . متعبة أنا .... أحاول النظر في المرآة فلا أراني ....
بل أرى وجهك . كما رأيته في المرة الأخيرة . فتنطبع في ذاكرتي صورتك المنعكسة في مرآة السيارة . وأشعر أن المرآة شريرة وغير عادلة فكل مرآة لا تعكس صورتك
غير عادلة .... وظالمة .... بل شريرة .أحاول الخروج من الحمام متحاشية النظر بالمرآة . ليست المرايا فقط شريرة بل كل الأماكن التي لاتعكس صورتك ....
أحمد أنت روح الأشياء .
الهاتف مشغول ...!!!!
وأنا جائعة لكلمة منك ، كجوع قديسة أزلية لرجل ما .
الهاتف مشغول ...!!!!
فيروز تصدح .... يا حلو شو بخاف أني ضيعك . فأخاف من فكرة مجرد فكرة أن أسير على الجسور ، وأسير في شوارع المدينة التي يلفها الظلام والبرد . وأنت غير موجود . و أبحر مع السيدة فيروز متخيلة العالم بلا أحمد .. عالم بارد .... مظلم ....
مطر ..... رعد ..... ظلام .... صقيع .... غربة .
وحيدة ..... خائفة ..... و ... و .. يتيمة ... أركض في العدم ، محاولة الالتجاء لبنفسج عينيك علني أنعم ببعض الطمأنينة والدفء .
الهاتف مشغول ...!!!!
هناك عتبة للألم . عندما يصل الألم مرحلة متقدمة ، عندها لايصبح للألم سلطة على الجسد ..... هناك عتبة للانتظار .... وقد وصلتها لشدة ما انتظرت .
الهاتف مشغول ...!!!!
ارتفعت حرارتي .... زادت سخونتي .... تهت في صحراء الزمن وأنا أبحث عن واحات نعنع بري ، استفيء بفيئها و............. و..... علني ارتاح .... تعبت .
الهاتف مشغول ...!!!!
دقات طبول ذعر لقبيلة أفريقية ، وجدت في أحد صباحاتها عرافتها مقتولا ...
لهاثي يرتفع مع صوت الطبول .
الهاتف مشغول ...!!!!
أصبح الوقت ظهرا ... أعصابي المشدودة أصبحت خيوط لا معنى لها .
الهاتف يرن .
دقات قلبي تتسارع وترتفع ، الآن سيأتيني صوتك على الخط عميقا دافئا ، لصوتك رنة انتماء لأوطان هي أنت .
الهاتف يرن .
ما أصعب الانتظار .... والثواني الغبية تنظرني بغباء وعته .
بعد قليل يقول لي بصوته الذي يحمل دفء كل لجزر الأستوائية .... شلونك فيطير صوابي طربا بكلماتك حتى لو كانت بسيطة لأنها كلماتك فقط . تغرق حنجرتي بكل مياه العالم .
الهاتف يرن .
ومحمد جمال يغني ...... بدي شوفك كل يوم يا حبيبي .... وقلبي يئن .. بدي أسمع صوتك بس . أريد سماعه الآن لصوتك في هذه اللحظة تأثير ... إلهي . أين صوتك
أحمد .
الهاتف يرن .
أخرج منادية في فراغ الليالي الباردة ، الموحشة ، القاسية ، .....، .......، ....
الهاتف يرن .
أحمد بحاجة أنا لكلمة شلونك ... لتملأ حياتي بألوان حمراء .... خضراء ... وردية
لكن حتى لو ظل الهاتف يرن حتى نهاية الكون . سأبقى بالانتظار ، لأنك أحمد .
وأحمد فقط ..........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأملات - كيف نشأت اللغة؟ وما الفرق بين السب والشتم؟


.. انطلاق مهرجان -سماع- الدولي للإنشاد والموسيقي الروحية




.. الفنانة أنغام تشعل مسرح مركز البحرين العالمي بأمسية غنائية ا


.. أون سيت - ‏احنا عايزين نتكلم عن شيريهان ..الملحن إيهاب عبد ا




.. سرقة على طريقة أفلام الآكشن.. شرطة أتلانتا تبحث عن لصين سرقا