الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع الشاعر الجزائري الكبير عمر أزراج الموقف الشعري وقصيدة المعرفة وقصة المحبة

بشير ونيسي

2015 / 2 / 15
الادب والفن


حوار مع الشاعر الجزائري الكبير عمر أزراج
قاب قوسين وأدنى من عمر أزراج :
حرية ، سمو ، براءة ،حلم ، كلام يشبه النجوم أحيانا وقد يكون قمرا حين تشتد قطع الليل ، معرفة واسعة بالفلسفة والشعر ، شكل الجسد فلسفي القامة شعري الظل ، تواضع ، تسامح ، شموخ ، تحضر ، يفكر كثيرا في أنا يكاد يفلت من العالم ، بروميثيوسي الرفض ، سندبادي الحكي ، مع كل كل كلمة له قصيدة ، مع كل معنى له قصة ، عرف أكثر أقطاب الشعر العربي من نزار قباني ومحمود درويش ، وعبد الوهاب البياتي ، ذلك هو عمر أزراج ذات طائرة محلقة حين الوطن طوفانا .
سيرة الشعر والسفر :
الشاعر الجزائري عمر أزراج ، بمنطق الحرية يقاوم ، بجوهر الحب الفرد يبدع ، يحدس كل شيء ليخرج الكينونة عبر اللغة من أجل كشف الوجود . هي القصيدة قصة الروح المولع بالجسد ، اغتراب من أجل الحب والموقف الوجودي . هي القصيدة سريان الحرية في اللغة . اشراق الروح في الجسد . العربية مقام للوصل الأمازيغية حال الهوية والاصل . كوجيتو لأنا أحب أنا حر ، حيث أوجد . والوقت نرد . عمر أزراج هذا الشاعر الجسور جمع بين الموقف البروميثيوسي ، والرحلة السندبادية . نار المعنى ، وبحر اللفظ .كل لفظ عنده موشحا بعروس البحر . نار المعنى اغتراب عن الوطن طوبى للغرباء .جنة ضائعة تعيد للجسد يقينة المخضب بالشجن والصبابة .ذات تبحث عن وطن ضائع علة اقباله استضاءته بنار وجده، وزواله خوف الغرق في دموعه .أشهر أعماله وحرسني الظل،منشورات الشركة الوطنية للنشر والتوزيع 1975، الجميلة تقتل الوحش 1978 ، العودة لتيزي راشد عن مطبعة لا فوميك 1984 ، الحضور مقالات 1977، أحاديث في الفكر والأدب عن دار النشر الأمل 2007 ، منازل من خزف دراسات عن
السياسة الثقافية الجزائرية منشورات رياض الرايس بريطانيا 1995 ، الطريق الى أثمليكش وقصائد أخرى دار بيسان بيروت 2005.جائزة اللوتس الأفروآسوية للأدب 1994،ولد عام 1952 عاش في لندن أكثر من عشرين سنة .

ما يشبه الرؤيا حين تضيع النبوءة :
وحدك تعرف مجرى الطوفان
تخضب بالورد ، قلب الوقت
تعيد للوجود كينونة الذات العطشى
لرمل ، للجبل
تعرف منطق الحب بطقس الكلام ، الكلام يرحل حين تشتهيه يرحل
ها أنت طائر الليل، دار الليل في وجهك غربة ، وامتلاء بالخواء
حين لارياض للفتح ، ولامقام للشهيد.
جزائرك زهرة لوتس تذبح بسكين العدم .
دالية عنب خاثرة الظل ،نخل تائه ، مئذنة تطفيء وهج الروح ، قمر يشبه الصلاة .
تعود الأشياء لجوهرها ، وربما انحلت ضبابا ، وسرابا...
الوقت يطاردك بتاريخ الغواية ، والخبز الدجال ، مقام الشهيد عيد للتيه ، ورياض الفتح رهط شتات .
سطح اللحظة لزج يشبه الدمع ، الدم ، ترى لأنك موجود ، تشهد الحدود بلا شهود .
إرادة الحياة عدم تغمر الوجود ، بحر الحب عودة أبدية لجسد أزراجي يعمر حين لا جزائر ...
الصيرورة تجحد الكينونة.المحبة معرفة مرة ، بطعم الجحيم ، حين لافردوس إلا يقين الشك .
نجم يطلق من ظلهكونا محجويا.
وداعا ياأنا ماض ، هذا انا هكذا يجب أن أعود ، لأثبتالوجود .
الحال لا يسع لحظة الميلاد ، والهجر والموت ، والشجن خبز المسيح ، كأس مقدسة .
أبدية تتوهج في لحظة نور وتجل .
زهرة اللوتس ، حجرة سزيف ، نار بروميثيوس ، مرآة نرسيس .
الروح غصن مكسور في شجر الروح ،ونبض القلب شظية نور ونار ثلج .
تربيع الحجر الروماني ، ارتفاع الحجر القوطي ، تقبب ونمنمة الهوية شجرا ، زهرا ، وانسانا موشحا بزمان الوصل ، يسقيه كوثرا ملونا بتراتيل قرآن .
ترى لتعبر ، والكينونةأنا - كل شيء
تعبر لترى ، والديمومة سيلان الزمن ، طوفان العدم ،سريان الوجود ، فيض ، اشراق ، أنس طيف .
هاأنت تعطي للجسد كأس الحب وكوثر المستحيل الممكن .

الحوار ...

1- القصيدة الجزائرية وموقعها في القصيدة العربية ؟

- القصيدة الجزائرية متعددة اللسان منها المكتوبة العربية ، والمكتوبة بالأمازيغية بمختلف لكناتها ، والمكتوبة بالفرنسية ، وهناك الشعر الملحون أو المكتوب باللغة العربية الدارجة. إن هذا الزخم من المتن الشعري الجزائري يعاني من عدم النشر الجيد ، والشامل ، ومن عدم ترجمته إلى اللغات الأجنبية الحية على الأقل ، وأكثر من ذلك فإن الشعر الجزائري المكتوب باللغة الأمازيغية لا يزال غير متداول بين الجزائريين لعدم تعريبه والشيء نفسه يقال بالنسبة للشعر الجزائري المكتوب باللغة الفرنسية . كما نرى فإن هذا العائق يمثل جدارا فولاذيا يحول دون إقامة القصيدة الجزائرية ، في تنوعها ، لعلاقة التواصل مع القراء سواء في داخل الفضاء الوطني أو خارجه. من الصعب جدا التحدث ، في مثل هذا الوضع ، عن هوية القصيدة الجزائرية بكل مفاصلها وتفاصيلها في ظل غياب عاملين أخرين وهما النشر الشامل وتكريس النقد الجاد لغربة الحركات الشعرية الوطنية عبر التاريخ . لا شك أن الجزائر تملك الشعر الطليعي والشعراء المهمين في جميع اللغات المعمول بها أدبيا عندنا غير أن إهمال هذا التراكم ، أو هذه الحصيلة التي تمتد لسنوات طويلة، قد لعب دورا سلبيا في حجب أجمل الأعمال الشعرية عن القارئ الجزائري قبل القارئ العربي. لا شك أيضا أن مجمل الشعر هذا الجزائري له ما يميزه عن غيره من الشعر في المشرق العربي ولكن هذا التميز تعرض بدوره ولا يزال يتعرض للنسيان وهذا مشكل كبير خاصة في ظل غياب حركة نشر وتوزيع عصرية مدروسة بإحكام على مستوى الداخل وعلى المستوى الاقليمي والدولي. السبب متعدد الذيول وفي المقدمة غياب المشروع الثقافي للدولة الجزائرية وسيطرة الموظفين الاداريين على الشأن الثقافي بصفة عامة ، فضلا عن المرض المتفشي في وزارة الثقافة الجزائرية التي تنظر إلى الثقافة كفلكلور وتنشيط موسمي ، يدركه الموت قبل أن يسلخ عنه القماط كما أغلب هذا النشاط السطحي يتسم أغلبه بالنزعة الترفيهية ، والتجارية المبتذلة إلى جانب تحويل هذا النشاط إلى مجرد ترضيات جهوية لا غير. ففي اعتقادي فإن سؤالك الذي يدعوني إلى التنقيب عن مكانة الشعر الجزائري ككل ضمن المشهد الشعري في الأفق الجغرافي المسمى عربيا تحتاج الاجابة عنه إلى دراسات مقارنة تنطلق من الدراسة الامبريقية للأعمال الشعرية الجزائرية والمغاربية والمشرقية ، وهذا عمل كبير جدا ، وهو في الواقع عمل ذو طابع موسوعي لا يمكن للفرد الواحد أن ينجزه لوحده إلا إذا ضعَف الله من عمره أو جعله له في قياس عمر سيدنا نوح عليه السلام. إن الذي يتضح لي ، وخاصة الآن ، وبعد رحيل الشعراء الرواد ، والجيل الموهوب التالي لهم ، في المشرق العربي ن وجفاف ينابيع من بقي على قيد الحياة على مضض ، هو أن الشعر الجزائري في نماذجه المتقدمة والطليعية بالعربية والفرنسية والأمازيغية أصبح أكثر فتوَة ، وأنه يعد بنضج ، وتطور أفضل مما هو عليه واقع القصيدة في المشرق أو في الخليج. القصيدة المشرقية في وضعها الراهن تبدو مصابة بالكساح الفكري / الفني ، ربما لأن المشرق العربي المستسلم لأمراض الطائفية ، والتدخل الاجنبي ، والأصولية العنيفة واللاعقلانية لم يعد له تجربة اجتماعية أو سياسية أو أخلاقية رائدة وذات قيمة ينبع منها الشعر العظيم. الشعر هو ابن المقاومة للتخلف ، والقيم البالية في طريقة التعبير وفي الرؤيا التاريخية والحضارية ، وفي فك الارتباط مع الشروط المادية والرمزية والنفيسة المنتجة التي تنتج وتعيد انتاج براديغم التخلف ( النموذج الكلي ) بكل طبقاته الثقافية والفلسفية والاجتماعية والنفسية ، والسياسية.


2 - الثقافة الأمازيغية وتوظيفها في المتن الشعري الجزائري العربي ؟
- الثقافة الأمازيغية الشعبية بخير ولاتزال تقاوم النسيان المبرمج غير الوطني ، وهي ثقافة تثبَت سياسيا على الأقل في خانة " الشفوي". إن الانتاج الثقافي الأمازيغي غير معمم وطنيا ، كما أن العناصر التاريخية الرمزية التي تشكل خلفياتها شبه منسية ، أو مغيبة ، أو يعلن عنها باحتشام . لكي توظف هذه عناصر هذه الثقافية يجب أولا أن تعرفها ، وتقيم معها صلة الرحم ، وتدنو بخطى واثقة من تضاريسها. لكن هذا التوجه نادر بل شبه معدوم في الحياة الثقافية الجزائرية بصفة عامة وفي المشترك في التجارب الشعرية بغض النظر عن الحامل اللغوي المكتوبة بها. على الصعيد الشخصي فأنا وريث التعدد التاريخي والحضاري الوطني بكل تنوعاته ، وانكساراته وانتصاراته ، وهذا هو تاريخي الذي انطلق منه ن و آخذه معي في سفري الابداعي إلى الثقافات العالمية. قلت مرة بأن الأمازيغية هي أمنا التاريخية وأن الحضارة الاسلامية المتنورة هي " القابلة " التي لعبت دورا في ولادتنا. عندما أكتب أحس بأنني مسؤول عن هذه الأمومة المزدوجة كما صرت أحس ايضا بالمسؤولية تجاه أمومة التجارب الحضارية والتاريخية والثقافية الأخرى الممتدة في التواريخ وفي الجغرافيات الانسانية. في هذا السياق بالذات فأنا أطمح أن أكون " الشاعر الهجين ..." الذي له أكثر من والدة، وأكثر من رحم، وأكثر من ولاء، وأكثر من وطن. لا يمكن للشاعر إلاَ أن يكون نتاجا لتجمع الروافد، والطرق ، لأن الجمال ليس مفردا، بل هو تجربة العالم المتعدد في السير نحو الحق. فهل نجحت في هذا المسعى ؟ لا أعرف بالتحديد . المهم هو أنني أسير وتتبع خطواتي الحلم الكبير . فالشعراء لا يقاسون إلا بمدى اتساع أحلامهم ، والرغبة في توليدها وتكاثرها مثل المجرات الراحلة أبدا في الفضاء الذي لانهاية له.

3- الشعر والترجمة وخاصة الشعر الإنجليزي ؟
- أنا لست مترجما محترفا أو مهنيا، ولا أحب أن اكون هكذا. عندما أترجم نصا شعريا أو فكريا فذلك بدافع الحب ، والتماهي غير المثبت كما يقول لنا التحليل النفسي في نصائحه كي لانصاب بلوثة النرجسية المغلقة . أترجم أيضا عندما أفتقد الاصدقاء ، و خلاخل الطبيعة وعندئذ تتولد عندي نزعة مشاركة المبدعين من الشعراء والمفكرين حتى أعوض عن الفقدان وأطرد الوحشة. إن التناص بين الثقافات هو الوسيلة الوحيدة التي ستساعدنا على طرد الوحشة والعزلة من عالمنا. الشعر الانكليزي عريق ، وأكثره مؤسس على الفلسفة ليس كمفاهيم محضة بل كتجربة الروح وهي تبحث عن منطقة آمنة في هذا العالم ،إن الشعر عند أغلبهم مرتبط بأسئلة المصير. تشدني تجارب وردزورث ، واملي ديكنسون ، و إليوت ، وازرا باوند ، وجون كيتس ، وكولريدج وغيرهم كثير. هؤلاء مغموسون في الحياة ومداراتها ومآسيها. أحيانا تحس ببعض الجفاف في الشعر الانكليزي ولكن هذا الجفاف ليس نتاجا لغلبة العقل على العاطفة ، وإنما هو ثمرة لضغط اللغة وضغط الفكرة حتى تبتعدان عن الترهل. حاليا أقرأ الشعر الماني المترجم إلى اللغة الانكليزية لأنه ينطلق من الحساسية الانجلو- ساكسونية التي يشترك فيها الشعر الانكليزي. وبالمناسبة فإن أصل الانكليز هو من منطقتين ألمانيتين وهما منطقة إنجل ، ومنطقة ساكسوني. جاؤوا إلى هذه الجزيرة منذ عدة قرون ولكن الجذر الثقافي لم يغب في حياتهم رغم انفراد الفلسفة الانكليزية التي يسطر عليها العقل الوضعي المنطقي. الحديث عن ترجمة الشعر تتطلب وقتا طويلا ولكن لا أحد بقادر أن يترجم " بنية المنطق النوعي الداخلي لأية قصيدة " الذي هو في العمق ليس بمنطق رياضي وإنما هو تلك الروابط اللامرئية التي تحزم شتات التجربة الانسانية وتفرق الازمنة حينا وارتطام بعضها بالبعض ، وسيلان ما يومض به اللاوعي البشري بلغة متضادة للغة العادية التي نزعم أننا نتواصل بها في الوقت الذي نعجز فعلا وكثيرا عن فهم بعضنا.
4- المشهد الشعري العربي الراهن ، انطلاقا من تجربتك مع الشعراء العرب :
درويش ، نزار قباني وعبد الوهاب البياتي
- محمود درويش ، و عبد الوهاب البياتي كانا صديقين لي ، أما نزار قباني فأعرفه شخصيا قليلا رغم لقاءات جمعتني به عدة مرَات ورغم اشتراكنا مرَة في أمسية المربد الشعرية ببغداد . لكل واحد منهم صيغته الشعرية، و أعتقد أن البياتي أهم منهما كثيرا شعريا وكمثقف متفلسف ، وكمبادئ ، وكشخصية مترعة بالطيبة. عبد الوهاب البياتي إنسان متواضع ، ودافئ ، وهو أندلسي الطباع والانفتاح الشخصي والثقافي وقد قال لي مرَة في جلسة استغرقت نصف يوم تقريبا بأن مستقبل العالم هو الأندلس التي ستأتي من جديد. الشعر العربي غني بدون أدنى شك، وهو في رأيي نتاج تلاقح الحضارات الكثيرة رغم أنه كتب باللغة العربية. هناك شعر قديم في منطقة المشرق ( العراق- سوريه – فلسطين - مصر الخ..) قد كتب بلغات لم تكن باللغة العربية ، وهو شعر عظيم. إن شعراء هذه المنطقة الذين ولدوا بعد تحول في إطار اللسان العربي قد ورثوا هذا البعد الثقافي القديم وامتزج بتجاربهم الجديدة. من هنا نجد في داخل الشاعر المسمى بالعربي تجاوزا وربما على سبيل الاختصار البذرة السومارية ، والكلدانية ، ولأشورية ، والفينيقية ، ولآرامية الخ.... إلى جانب مؤثرات الثقافات والحضارات المجاورة وثقافات الامبراطوريات الغازية للمنطقة .ليس هناك دائما داخل الشاعر الحقيقي بعد ثقافي واحد ، ولا يمكن النظر غلى الشعر كظاهرة عرقية. الشعر ظاهرة حضارية تلتقي في تضاريسه ثقافات متعددة متزوجة ببعضها البعض وهذا فقط يولد النسل الشعري.

5 - الشعر و الجمهور المتلقي والاعلام ؟
- الفن الراقي ، بما في ذلك الشعر الراقي، هو نخبوي دون أن يسلخ عنه تجارب الناس والعصر. بهذا الصدد يقول الفيلسوف الفرنسي آلان باديو : " الشعر هو هشاشة لغة ضد لغة". إنهذا يعني أن الشعر لا ينطق بلغة الجمهور لأنه إذا فعل ذلك فإنه يصبح بلا دور سوى دور موظف لغوي للجمهور. الاعلام لا يصنع الشعر أو الشاعر. هو أداة نسيان وتغييب في أزمنة الديكتاتورية ، وأداة توصيل له للناس في أزمنة تغليب الحرية على القيود . إن هذا الدور الأخير للإعلام شئ جميل ومهمة نبيلة. الاعلامي يبحث عن الخبر ، وعن الراهن جدا ،ويريد أن يثير الرأي العام ، أما الشاعر فإنه مسكون بالتحولات الكبرى التي تحدث ببطء في النفس البشرية ، وفي الوعي الحضاري ، وهو يبحث عن شكل جديد للوجود، وفي الوجود الانساني ، وينتصر للظن على حساب اليقين ( Dogma )، و هو مشغول دائما بصنع صيغجديدة لتغيير ثقافة الرأي العام ، والتفكير العام ، والحب العام وهلم جرا
.
6- الشعر والفلسفة والمعرفة
- هما شئ واحد وإن اختلفا في أشكال التعبير وطريقة مقاربة العالم. كلاهما تأسرهما الدهشة ، وطفولة العالم ، والاشياء . الفيلسوف يعبر بالمفاهيم ، والمقولات ، والمصطلحات الخاصة به أو بالتيار الفلسفي الذي ينتمي إليه، أما الشاعر فمختلف عنه في كونه يهرب من شخصيته كما يقول إليوت. لا يريد الشاعر أن يصل إلى أي نتيجة صحيحة أو خاطئة، أو أن يقنع أحدا. عندما يصر الشاعر على الاقناع فأفضل له أن يقنع زوجته أولا وهي التي يستهويها شبق الحلم و رفيف التلميح ، والوعد ، و يجمد مفاصلها المنطق . يقول المفكر جاك لاكان بما معناه ، إنه لا يمكن أن نضع الرغبة بداخل المفهوم لأن المفهوم ثابت ويسعى لتثبيت شئ ما ، أما الرغبة فهي متغيرة دائما ، وهي أشبه بنهر الفيلسوف اليوناني الذي لا يكون هو نفسه كلما عبرناه.

7- مشاريعك الشعرية المستقبلية ؟
- عدت إلى بريطانيا . أخذت بيتا جميلا مطلا على بحر المانش مباشرة. سأنفذ مشروعا ثقافيا اعلاميا بجهدي الخاص بعد الاستقرار. اشتغل بجريدة العرب الدولية . قررت أن أعيش في بريطانيا بصفة دائمة بعد تجربة مهمة لي مررت بها في الجزائر أكدت لي أنه لا مكان للمثقف النقدي الوطني فيها إلا إذا قبل بالتهميش أو صبر عليه ، أو تخلى أن يكون شاعرا ومفكرا،أوصار تاجرا، أو فاجرا، أو داعرا. مشروعي الآن هو أن أنتبه لنفسي ، وأخلص لحياتي ، وأستمر في التعلق بمبادئي ،وأن أجعل الشعر والفكر طريقي إلى نفسي ، وألى الجزائر و الأخرين.


بشير ونيسي أجرى الحوار مع الشاعر الجزائري الكبير عمر أزراج .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع