الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيبة لجنة المتابعة تناقض صارخ لمقررات مؤتمر المعارضة العراقية

صلاح كرميان

2002 / 12 / 25
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

/ سيدني

ان من اكبر مساوىء النظام الدموي في العراق هي تسببه في اعطاء المبررات والذرائع  للاطراف الدولية وخاصة امريكا للاقدام على التدخل المباشر في شؤون العراق والعمل على اضفاء الشرعية الدولية لهذا التدخل باعتبار هذا النظام يشكل خطرا على المجتمع الدولي وذلك بارتكاب حماقات كبيرة دون ادنى تفكيربنتائجها نتيجة عنجهيته وغروره واستهتاره بالقوانين والمقررات الدولية، مثلما ان الجرائم الوحشية واساليب القمع البوليسية التي مارسها ضد الشعب العراقي والتي كانت من عوامل بقاءه لاكثر من ثلاثة عقود، خلق حالة من اليأس لدى جماهير الشعب والاحزاب السياسية المعارضة من الخلاص من سطوة العصابة المجرمة التي جلبت الكوارث والمآسي وارتكبت ابشع المذابح والانتهاكات بحق كافة شرائح المجتمع العراقي. اضحى الخلاص من النظام عقدة مستعصية واصبح حلم الجماهير ان يرى اليوم الذي يقبر فيه النظام من دون المبالاة بما سيآل اليه مستقبل العراق ومصير شعبه ونظام الحكم الذي سيعقبه. وادت تلك الحالة الى تغيير ذهنية الكثيرين من المثقفيين والسياسيين ناهيك عن البسطاء من جماهير الشعب. كما وان كثيرا من المفاهيم السياسية قد انقلبت رأسا على العقب، فمحاربة الامبريالية وعملاءها من الاقطاعيين والكومبرادوريين التي كانت شعارا يتشدق بها بعض الاطراف السياسية وتتهم بعض القيادات الاخرى بالعمالة للاحلاف الاستعمارية لم تعد لها وجود في قواميسهم السياسية وان الشيطان الاكبر اصبح المنقذ والصديق، والادهى من ذلك ان قتلة وجلادي الامس اصبحوا وطنيين وشرفاء بمجرد افلاتهم من دائرة النظام لكونهم يعرفون من ان يؤكل الكتف.

ان النتائج التي ترتب عليها مؤتمرالمعارضة العراقية الذي عقد في لندن باشراف "المندوب السامي الامريكي زلماي خليل زادة " الذي كان يهدد ويتوعد بضرورة الخروج بنتائج مرضية والاّ سيتم تعيين حاكم عسكري امريكي، من تشكيل لجنة للمتابعة تتكون من 65 عضوا تضم من بينها عناصر مجرمة بحق الشعب العراقي، لما كانت لهم من ادوارا فعالة في ترسيخ اركان النظام وتنفيذ سياساته الدموية وما آلت اليه الوضع المأساوي في العراق، جاءت متناقضة للبيان السياسي للمؤتمرحيث ان ادراج العناصر المعروفة بماضيها الاجرامي في ارتكاب الجرائم في لجنة المتابعة هو نقض صارخ للفقرة (8) من البيان التي تؤكد على محاكمة مرتكبي جرائم الانفال والابادة الجماعية والفقرة (16) منها حول الاجهزة الامنية ومحاكمة المسوؤلين عن عمليات القتل الجماعي والتصفيات الجسدية.  والاغرب من ذلك ان الاحزاب الكردية الرئيسية في المؤتمروالتي تدعي تمثيلها للشعب الكردي المبتلى بمذابح الانفال الهولوكوستية هي التي تزّكت اصحاب تلك الوجوه القبيحة التي تنتظرهم الجماهيرليرى اليوم الذي ينزل فيهم القصاص جزاءا لما قدموه للنظام وما اقترفوه من الجرائم. فدون اية مراعاة لمشاعر الشعب الكردي و عوائل وابناء مئات الالاف من الضحايا يبادر السادة المهيمنين على اجواء المؤتمر الى التنازل عن المقاعد المخصصة لاحزابهم في لجنة المتابعة الى شركاء النظام في الاجرام امثال مدير الاستخبارات العسكرية السابق لدى النظام  وفيق السامرائي ومشعان الجبوري السئ الصيت وسعد البزاز المسؤول السابق عن الجهاز الاعلامي للسلطة الذي خصص صفحات جريدته للمقالات المدافعة عن المجرمين من امثال الخزرجي وكذلك احد عملاء " ميت " التركي من الجبهة التركمانية. انها حقا استهزاء واستخفاف بمطاليب ابناء الشعب العراقي عموما والشعب الكردي على وجه الخصوص الذي يطالب بمقاضاتهم بارتكاب جرائم الابادة الجماعية.
 في الوقت الذي تحاول عناصر مخلصة رفع دعوى قضائية بحق وفيق السامرائي امام المحاكم البريطانية، يوفر له احد زعماء الاحزاب الرئيسية مقعدا ليتم ادراجه ضمن لجنة المتابعة والتنسيق المنبثقة عن المؤتمر بغية ابعاد الشبهات عنه واظهاره كشخص وطني معارض وللحيلولة دون توريطه في المأزق الذي اوقع فيه رفيقه في الاجرام رئيس اركان الحرب السابق نزار الخزرجي الذي يواجه الاتهامات امام المحاكم الدنماركية. ويقينا لولا الجهود التي بذلتها الجهات المخلصة لقضايا شعبها لمقاضاة الخزرجي التي ادت الى وضعه تحت الاقامة الجبرية لكان ضمن المؤتمرين في لندن وكان يتصدر القائمة في لجنة المتابعة والتنسيق. مثلما ان المساعي التي بذلت لمحاكمة الخزرجي تكللت بالنجاح بمنعه من مغادرة الدنمارك لحين محاكمته رغم تورط الاحزاب الكردية الرئيسية بارسال سيل من رسائل التأييد والمساندة الى وزارة العدل الدنماركية والتي اججت مشاعر الغضب لدى عامة الشعب الكردي.
 سوف لن تجدي السامرائي تلك المحاولات المشبوهة لتبيض وجهه نفعا، وان موقف المدافعين عنه سوف يفضح بجلاء وان ذلك سيؤثر سلبا على المصداقية المهزوزة اصلا لتلك الاطراف اللذين لايعيرون اي قيمة لمشاعر شعبهم الذي ابتلى بتاريخ حافل بالمآسي والكوارث على ايدي هؤلاء الجلادين وهذا ما اكدته المنظمة الدولية لمراقبة حقوق الانسان ودعت الى محكمتهم.
ان تلك اللجنة التي من المرسوم لها تعيين الوضع السياسي لعراق ما بعد صدام لهي لجنة وفاق مشتركة مع النظام والا لما كانت لتلك العناصر التي ولدت من رحم السلطة وادارت بجدارة آلة النظام القمعية والبوليسية والاعلامية من وجود فيها.

24/12/2002 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام