الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في كتاب -صناعة النخبة بالمغرب- للباحث المغربي عبد الرحيم العطري

منير برقاد

2015 / 2 / 15
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


يعد كتاب "صناعة النخبة للباحث السوسيولوجي المغربي عبد الرحيم العطري من الانتاجات السوسيولوجية التي ركزت بالدرس والتحليل على ظاهرة ملفتة للسؤال السوسيولوجي وكظاهرة متداولة باستمرار في الكثير من الازمنة التاريخية وهي مفهوم النخبة او الفئة الاجتماعية المنتقاة وفقا لشروط وخصائص مدروسة، فالنخبة هي صفوة الناس التي تلعب أدوار محددة تعطيها مكانة رمزية جوهرية، ويتيح لها امكانات التأثير وصنع القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي. ولقد تناول السوسيولوجي الانجليزي "توم بوتمور" هذا الموضوع وقدم تحليله السوسيوتاريخي ليبين كيف يتم بناء النخب اجتماعيا وسياسيا. وفي سياق المجتمع المغربي يسلط هذا الكتاب الضوء على أبرز المقومات وكيفيات صناعة النخبة بالمغرب.
لقد تم تقديم هذه الورقة التقنية كقراءة في كتاب، ضمن فعالية المنتدى الوطني للفكر السوسيولوجي بالمغرب في دورته الاولى والتي تنظمه جمعية أصدقاء السوسيولوجيا بتطوان. وبهذا الصدد كان من الضرورة أن أقدم شخصيا وأنسق هذه الندوة الفكرية، وفيما يلي أهم المرتكزات والمضامين الفكرية التي تم التركيز عليها.
بدأ الباحث المغربي " مصطفى بنرضوان" قراءته لكتاب "صناعة النخبة بالمغرب" بإعطاء نظرة شاملة لدوافع نشر الكتاب من طرف المؤلف، والذي يأتي في إطار الأحداث التي يعرفها المجتمع المغربي. بعد ذلك قدم الأستاذ نبذة عن سيرة الباحث السوسيولوجي "عبد الرحيم العطري" وذلك من الناحية الفكرية و السوسيولوجية المتجلية مثلا في دفاعه المستمر عن طرح السؤال السوسيولوجي، ثم بعد ذلك انتقل لإعطاء ورقة تقنية للكتاب أي الوقوف على عنوان الكتاب ، التقديم، الفهرس،المنهجية، المضمون المعرفي وطبيعته.
في مرحلة تحليلية للكتاب تطرق الأستاذ "بنرضوان" لمستوى أساسي المتجلي في سبل الوصول إلى النخبة كما تجلت في مضامين الكتاب ،مع التركيز على مسألة النقد والمسألة .
تطرق الأستاذ في الفصل الأول من الكتاب لماهية النخب وكيفية تشكيلها وتجليات أدورها مع التركيز على طبيعة المجتمع المغربي المركب ودور الآلة الإعلامية وتأثيراتها المتعددة على عقليات أفراد المجتمع.
في الفصل الثاني تطرق الأستاذ "بنرضوان" لمسألة التشخيص السوسيولوجي للواقع، المتمثل على وجه التحديد في تشخيص بما يسميه "عبد الرحيم العطري" بالمقاولة الاجتماعية و ظاهرة السلوك الانتخابي المغربي ومفهوم الحراك السياسي مع إبراز مظاهر اشتغال الأحزاب السياسية المغربية و مسالة حضور الجهاز المخزني.
في الفصل الثالث تناول الأستاذ في قراءته ، تحديد دلالة المجتمع المدني ثم التطرق لبعض المفاهيم الأساسية كالحراك الاجتماعي وأعطابه و تحدياته. وفي الفصل الرابع تحدث الأستاذ "بنرضوان" عن معطى الحديث عن المثقف ودوره في المجتمع مع ذكر أنماط المثقفين كالمثقف الانتهازي، المثقف الملتزم، المثقف المتعالي.
في الفصل الخامس تطرق الأستاذ المحاضر، لمفهوم النخبة الدينية وأدورها، يلي ذلك مسألة الضبط الديني مع توظيف الطرق والأساليب لتدبيره.في الفصل السادس تحدث عن دور مقاربة النخبة العسكرية بكيفية تأسيسية.
وختم الأستاذ "بنرضوان" في نهاية عرضه، إلى ضرورة الحاجة إلى الانفتاح على بعض المناهج الأساسية كالمنهج الأركيولوجي والمنهج التكويني والمنهج الجدلي مع رغبته في انخراط كافة النخب داخل المجتمع في قالب متجانس وملتحم لتحقيق دور التغيير الاجتماعي.
أما كلمة الدكتور "عبد الرحيم العطري" فقد شملت نقطا مهمة ،كالتركيز على فعل الكتابة كمعطى ينبغي أن يكون حاضرا دائما، مع التأكيد على مفهوم الفهم الفكري عوض مفهوم المشروع ،لأن جل كتاباته هي بمثابة محاولة فهم تبتغي فهم الظاهرة من كل جوانبها وتشريحها سوسيولوجيا بشكل عميق.
بعد هذا ،تطرق الدكتور "عبد الرحيم العطري" لفعل أساسي في المجتمع وهو فعل القراءة الذي ما زال متذبذبا على حد قوله، لكنه رغم ذلك يؤكد أن "كتابه صناعة النخبة بالمغرب" حقق فعلا نسبة القراءة مرتفعة ، لكون أن الكتاب على حد قوله يسير على درب المعنى والفهم.
وفيما يخص دواعي تأليف الكتاب يجيب "عبد الرحيم العطري" انه اشتغل بطرح سؤال سوسيولوجي وهو كالتالي : كيف تستوي الطريق إلى قشدة المجتمع ؟ مع محاولته الإجابة عنه بشكل تدريجي.
بعد تطرق الدكتور "العطري" للمجال القروي كموضوع للبحث السوسيولوجي الذي يتأسس على حد قوله على عنصرا الثابت والمتغير. يختم قائلا : "أن الكتاب هو نتيجة لتأملات سوسيولوجية "، مع تأكيده على وصية مهمة وهي مزاولة فعل القراءة وتعميقها في اللحظة الراهنة، مع اعتباره أن الكتاب هو وثيقة دسمة يمكن الارتكاز عليها. ثم تطرقه في سياق آخر على المشكل التداولي للسوسيولوجيا وترويج مهنة السوسيولوجيا. مع حديثه عن الوضع السوسيولوجي المغربي الذي يحتاج لتجاوز البداية والدخول في معترك الكتابة والعودة إلى التاريخ بشكل عقلاني ،ضروري ومرتب ومبرر.
بعد سلسلة مداخلات الحاضرين يختم الدكتور" العطري" بقوله يجب الحذر من عالم الاجتماع الذي يسعى للإصلاح باعتبار أن السوسيولوجي هو مصلح اجتماعي وذلك بطرحه أسئلة عديدة و محاولته الإجابة عنها. وفي النهاية قدم العطري وصية مهمة وهي الدعوة لتخفيض أثمنة الكتب لتشجيع القراء على فعل القراءة ، هذا الأمر سيساعد على فهم العديد من التحولات السوسيولوجية في سياق المجتمع المغربي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح


.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با




.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على


.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف




.. الجزيرة ترصد وصول أول قافلة شاحنات إلى الرصيف البحري بشمال ق