الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرمال المتحركة

مشتاق جباري
كاتب

2015 / 2 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


تغيرات المشهد العراقي تأخذ معها اقدام المتابعين الى الغوص في رمال متحركة فرضتها الكثير من الجزئيات التي يحفل بها هذا الواقع وتتناوله المؤسسات الاعلامية على انه هو الشكل الواسع للواقع العراقي لتزداد العتمة في عيون الجماهير التي تدرك ان واقعها المربك يحتاج الى الكثير ليتغير,وفي كواليس صناعة القرار يحاول المتصدون للقرار السياسي التمتع بقدر مناسب من المرونة في التعامل مع الاحداث والمستجدات التي تطرأ على الساحة ,ويبدو ان ما قد يصح ان نسميه (الدولة الموازية ) تفعل فعلها في محاولة عرقلة نجاح الحكومة الحالية التي تصارع من اجل ان تخرج منتصرة من بين فكي كماشة الاحداث المربكة للواقع التي يقودها التيار السني المتشدد والتيار الشيعي المتشدد اللذان يحاولان وعبر ما يملكانه من تأثير وما يملكانه ايضآ من مؤسسات اعلامية مهمة مثل فضائية الشرقية وقناة افاق الفضائية وغيرها ان يربكا الامور بشكل لايمكن معه الاصلاح ,يقف خلف احد هؤلاء طرف شيعي نافذ (الدولة الموازية ) والتي اسس لها ورسخ جذورها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي حيث ينتشر رجاله في مختلف صنوف مؤسسات الدولة وخصوصآ الفاعلة والمؤثرة فيها ولهم كذلك التأثير الكبير على عدد من الجماعات المسلحة القوية ايضآ ,ويقف الخط المتشدد (السني ) على الطرف الاخر من عملية ايقاف عجلة الدولة العراقية عبر تنظيماته السياسية التي تغلغلت داخل التنظيمات السياسية السنية الوسطية ولها ايضآ جماعات مسلحة تتبنى اغلبها مشروع رفض العملية السياسية والعودة بألعراق الى عقود طويلة مضت ,وفي كل هذا الشد والجذب يقف الفريق الحكومي ومن يسانده في مهمته الشاقة موقفآ صعبآ مشتتآ بين الحرب العسكرية الدائرة رحاها في غرب العراق وبين حرب اقتصادية لاتقل اهمية عن الاخرى اضافة الى عمل هذا الفريق على الايفاء بتعهداته التي قطعها لفرقاء العمل السياسي والتي سميت ورقة الاصلاح السياسي التي يقول بخصوصها نائب رئيس الوزراء بهاء الاعرجي ان الحكومة قد قطعت اشواطآ جيدة في تحقيق الكثير مما ورد في هذا الاتفاق ,ورغم التصريح الدائم لقادة القوائم السنية بعدم تحقيق اي شيء في وثيقة الاتفاق الا ان قيادات بارزة مثل السيد سليم الجبوري تتوخى الدقة والحذر في نقدها للجهد الحكومي في هذا المجال فيما يبدو انه محاولة لمساعدة الحكومة في النجاح في مساعيها الاصلاحية البطيئة والتي تتعرض الى محاولات واضحة لعرقلتها من مختلف الاطراف ,ويبقى الطرف الكردي هو الطرف المستفيد بصمت مما يجري فهو وفي كلتا الحالتين يبحث عن ما يمكن ان يندرج ضمن (منافع الاقليم ) لذلك فأن القائمون على وضع استراتيجية العمل السياسي في كردستان يعلمون انهم سيحصلون على المكاسب في حالة فوضى الدولة او في حالة تماسك الدولة, فألاولى اي فوضى الدولة ستوفر للأقليم الفرصة المناسبة لأعلان انفصاله النهائي عن الدولة الام وبحجة فشل مشروع الدولة العراقية وقد يكون مهد لها عبر السيطرة على كركوك ,ورغم ان معركة الاقليم مع داعش اربكت كل مشروعاته الا انها تبقى معركة قابلة للحسم في يوم ما ,واما في حالة تماسك الدولة فأن الاقليم ليس ببعيد عن الاتفاقات التي تجري بين الطرفين تحت الشعار الذي رفعته الحكومة (الجميع رابح ) ولا خاسر في معادلة توزيع الثروات والاستحقاقات الاخرى التي تبنت فكرتها ومشروعها حكومة الوحدة الوطنية الحالية ,وبذلك فأن الجانب الكردي ينظر للأمور حسب مصلحته الخاصة فقط ولا يتجاوز حجم ادراكه لمحنة الدولة هذا المسار ,ورغم ان الخطر الذي تعرض له الاقليم نتيجة رؤيته الضيقة للامور كان يجب ان يجعله يعمل على تغيير جذري في تعامله مع الاحداث الا ان الكرد قد استوعبوا الدرس عسكريآ فقط دون ان يستوعبوه سياسيآ مما قد يبشر بتعقيدات تضاف الى التعقيدات الكثيرة التي يحفل بها المشهد العراقي ,وتبقى مهمة الحكومة وحلفاءها مهمة صعبة حيث يجب ان يستخرج النجاح من فم (التنين ) الذي لايؤمن الابمشهد شبيه بألمشهد السوري ولايؤمن الا ببلد مقسم الى دويلات ضعيفة تساندهم بذلك ارادة امريكية تعمل بهدوء على تفتيت الدولة العراقية لتحولها الى اجزاء متناثرة تحت عناوين براقة ,ترى هل ستنتصر ارادة الدولة على الارادات الاخرى ..؟ هذا ما ستجيب عنه الاحداث القادمة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟