الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كوردستان وتامازغا , شعوب بدون سيادة ( قضية واحدة وهدف واحد )

كوسلا ابشن

2015 / 2 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


ارض الكورد تاريخ من الحضارة والاستقلالية , قسمتها اتفاقيات الانظمة الامبرالية الاوروبية بين الدول الاستعمارية العروبية والفارسية والتركية ( العراق , سوريا ,ايران وتركيا ) .
عانت الامة الكوردية تحت السيطرة الاستعمارية كل اشكال الاضطهاد القومي والاجتماعي والاستبداد السياسي , نتيجة فقدان السيادة بانهزام المشروع الاستقلالي , مارست الانظمة الاستعمارية سياسة الاقصاء والتهميش والتمييز العرقي والاستبداد الممنهج , الهدف منه رسم استراتيجية انهاء الوجود القومي الكوردي على ارضه التاريخية , والنتيجة الحتمية لسياسة انكار الحقوق القومية للامة الكردية وممارسة الابادة الجماعية والتهجير القسري وتغيير التركبة السكانية لارض الكورد ,ادى الى بروز حركة تحرر شعبية لمقاومة المشروع الاستعماري .
تعرضت الامة الكوردية لحملات ابادة جماعية وقمعا وحشي عقابا لها عن ذنبها في معارضتها لسياسات التمييز العرقي والاستبداد السياسي وعقابا لها عن تنظيمها السياسي والجماهيري , الذي قبل من طرف السلطة الاستعمارية الايرانية بحملة قصف عشوائي للبلدات الكردية , تلتها حملة اعتقالات للكورد واعدامات في صفوف المعتقلين السياسيين و اغتيالات في صفوف القيادة السياسية في الخارج , على سبيل المثال ( اغتيال عبد الرحمن قاسملو رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني 1989 في فيينا ) . تشابه في الاجرام الاستعماري ولو اختلفت هوياته , فلا تختلف كثيرا معانات الكورد في الاقاليم المحتلة , فالسلطة الكولونيالية التركية تنكرت للهوية الكردية وترفض حتى تسميتهم بالكورد , وتطلق عليهم تسمية ( مواطني الجبال ), ويحاكم كل من تجرء بالحديث باللغة الكوردية , فرضت عليهم سياسة التتريك والاقصاء والتهميش والقمع والتقتيل , وكانت النتيجة الطبيعية اندلاع الانتفاضات السلمية والمسلحة منذ اواسط العشرينات القرن المنصرم وبروز حركة قومية تقود النضال الثوري لتحرير الارض من قبضة المستعمر التركي , ورغم الترسانة الحربية للدولة الاستعمارية لم تستطع القضاء على ثورة الكورد بزعامة حزب العمال باسلوبه الثوري حرب العصابات الى يومنا هذا .
الانظمة العروبية البعثية الاستعمارية اختزلت جميع شعوب في القومية العروبية وفي الاصل العربي وبهذا رفضت هذه الانظمة الاعتراف بالقومية الكوردية واضطهدتهن قوميا واجتماعيا وحرمتهم من كل حقوقهم الطبيعية , فاذا ميزهم النظام البعثي عن مواطنيي سوريا وعتبر الكثير منهم اجانب في ارضهم التاريخية وحرمتهم من حق الملكية ومارس ضدهم هذا التمييزالعرقي في كل الميادين , وواجه النظام المقاومة السلمية الكوردية من اجل الوجود بالقمع الوحشي والاعتقالات والاغتيالات , الاضطهاد الممنهج ضد القومية الكوردية بلغ اوجه البربرية والحقد العرقي باستعمال السلاح الكيمياوي والابادة الجماعية بقصف النظام البعثي في العراق للبلدات الكوردية بالسلاح الدمار الشامل سنة 1987قتل فيها اكثر من 1200 كردي وابادة قرية شيخ وسان بعدد 500 نسمة , قصف بالسلاح الكيمياوي ما يقارب 4500 قرية واستشهد الاف المدنيين وشرد اكثر من 150 الف كردي خارج كوردستان ( العراق ) , القتل الجماعي البربري بمذبحة حلبجة وسقوط 5000 شهيد كوردي من ايقضت الضمير الانساني ازاء القضية الكردية لتعلوا اصوات التنديد والاحتجاج ضد الوحشية البعثية العروبية .
القتل وتمييز عرقي والتهجيرللكورد وتوطين الجماعات العروبية في المناطق الكوردية لتغيير التركبة القومية لهذه المناطق لم تنل من صمود الشعب الكوردي ومقاومته الباسلة التي حققت مكتسبات لا يستهان بها وبارادة الشعب التواق للحرية والتحرر من الاجنبي سيتحقق الهدف الاستراتيجي .
معانات الشعوب المستعمرة ( فتح الميم ) سواء كانت امازيغية او كوردية او غيرهما لا تختلف كثيرا نظرا لتشابه اهداف الانظمة الاستعمارية واستبدادها واستغلالها ونهبها لثروات الغير, ما عانته وتعانيه الامة الامازيغية لا يختلف عن ما يتعرض له الكورد من نيكران للحقوق القومية وفرض سياسة التمييز العرقي في كل الميادين وفرض التعريب القسري والاستلاب الثقافي وممارسة القمع الممنهج وابادة جماعية , فقد قصفت منطقة الريف شمال المروك باسلحة سامة محرمة دوليا سنة 1958 - 1959 لقمع انتفاضة الريف وسقط ضحية الحرب الهمجية للنظام الاستطاني 8 الف قتل وعشرات الالف بين جريح ومعتقل ومتضرر , ولم تكن المجزرة هي الاولى ولا الاخيرة , مجزرة الجزائر 1963 و1980 و2 ومجزرة ايت ناظور 1984 وغيرها كثير , وحشية المجازر كأسلوب للتعبير عن سيكولوجية الحقد القومي وجد شرعيته في القواعد و النظم العرقية التي تميز بين العروبي والامازيغي مثال على ذلك ما سمي بالمروك النافع والمروك غير النافع , فسياسة الابارتهايد المنتهجة في شمال افريقيا ليست نتيجة للخلل الاجتماعي والصراع الطبقي بين طبقة مستغلة ( كسر الغين ) وطبقة مستغلة ( فتح الغين ) بل هو نتيجة الفرض القسري لمشروع استطاني الاستعماري في بلاد ايمازيغن , يميز بين حاملي ثقافة العروبة الاستعمارية وبين حاملي الثقافة الاصلية المحلية , فكل ما يتعرض له ايمازيغن من تهميش واقصاء وقمع وقتل وتعريب وتهجير يندرج في اطار الحرب الاستعمارية لتدمير امازيغية المنطقة في مفهومها الشامل وخلق كيان وهمي رسمت ملامحه الاولى في مختبر باريس منذ عهد الحماية الاوربية وسمي الوهم ب ( المغرب العربي ) , فالصراع كما اشرنا ليس طبقي محض بقدر ما هو قومي بدرجة الاولى , صراع من اجل الوجود او الاختفاء من مسرح التاريخ .
قضية التحررالهوياتي يجب ان تفهم في شموليته السيادية , الترابية والسياسية والسوسيو- اقتصادية والثقافية واللغوية وليس في المفهوم الضيق الثقافي-اللغوي الذي يتبناه البعض وكأن ايمازيغن اقلية في بلد اجنبي و يطالب بحقوقه الثقافية واللغوية .
شمال افريقيا ارض محتلة مثلها مثل ارض الكورد المقسمة بين اعراق استعمارية مختلفة , فالقضية واحدة والهدف واحد , وحتى ان اختلفت الاساليب والتكتيكات النضالية لبوغ الهدف لظروف موضوعية وذاتية , فالمشترك قائم .
المشترك الموضوعي للحالتين الكوردية والامازيغية هوتعرض كلتا الامتين للاحتلال و للاضطهاد وللابادة ولم يعترف بحقوقهما القومية في تقريرالمصير .
صمود المقاومة الكردية الحزبية ونضالها المستمرفي ترسيخ الوعي القومي التحرري لدى الجماهير الكردية التواقة للحرية والانعتاق من قبضة الاستعمار, اعطى لها القوة النضالية للمطالبة بحقوقها القومية وخوضها للنضال المسلح و انتزاع مكاسب مهمة ( العراق ) .
ما انجزته حركة الصمود الكردي , فشل فيه ايمازيغن شمال افريقيا , فبعد انهزام الانتفاضة المسلحة خصوصا في الريف ترك المجال والحرية ليس لالة القتل والقمع العروبية فحسب بل كذلك ترك الة غسل الدماغ ان تنشط بكل حرية لاحتواء ما يمكن احتواءه وتذويب القابلين للذوبان ومسح هويتهم الامازيغية لتفريخ عروبيين اكثر حبا ودفاعا عن العروبة الاستعمارية .
فشل المشروع التحرري الامازيغي وغياب الوعي القومي التحرري لدى شريحة واسعة من الجماهير الشعبية الامازيغية وخيانة النخبة السياسية لامتها , استفادت منه السلطة الكولونيالية لاعطاء مشروعها الاستعماري الاستطاني شرعية اهلية باحتواء بعض النخب في المؤسسات المخزنية ومحاولة التأثيرعلى الخطاب الامازيغي لتجريده من جوهره التحرري الشامل وتحويله الى خطاب مهادن اصلاحي ثقافي ولغوي .
الكرد وايمازيغن قضية واحدة عادلة والدفاع عنها بكل الوسائل المتاحة ( حسب الظروف الموضوعية والذاتية ) حق طبيعي وقانوني دولي لارجاع الحق لاصحابه الشرعيين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - متعملوا وحدة وهمية بين الكورد وتامزغا!!!
عبد الله اغونان ( 2015 / 2 / 16 - 21:15 )

واخلقوا امبراطورية

وسموها

كردزغستان

اللي شتيه راكب على قصبة قل ليه مبروك العاود

تلاااااااااااااااااااااااااح


2 - وحدة النضال
كوسلا ابشن ( 2015 / 2 / 16 - 22:55 )
نحن لا نطمحوا لبناء امبراطورية , بل هدفنا تحرير ارضنا من الكولونيالية العروبية , فطبيعيا نحن نلتقي في وحدة النضال من اجل قضية واحدة التحرر
اما خلق اوهام الامبراطورية فتركناه لكم لتبكوا على اطلال الامبراطورية الاسلامية الوهمية

اخر الافلام

.. هجمات البحر الأحمر تربك حركة التجارة العالمية #بزنس_مع_لبنى


.. فلسطينية تتعهد بالصمود رغم نزوحها مشيًا من قرية خزاعة إلى خا




.. -رحلة فرار مؤلمة-.. سودانيون يفرون من الفاشر إلى الضعين عاصم


.. أخبار الصباح | يوم الحسم.. صناديق الاقتراع البريطانية تُفتح




.. الشرطة الأميركية تلاحق لصاً سرق سيارة