الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ارفع النداء عاليا ... نعم للوئام بين الشعوب 2 – 3

علي عبد الرضا

2015 / 2 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


الدكتور علي عبد الرضا طبله
ارفع النداء عاليا ... نعم للوئام بين الشعوب 2 – 3

مقدمة لازمة : كتبت احدى السيدات ( تعقيبا على مقالة لي نشرت في الحوار المتمدن-العدد: 4711 - 2015 / 2 / 5 - 16:38 المحور: مواضيع وابحاث سياسية بعنوان : (لعبة الشطرنج ... الحرب العالمية لتقسيم الأسواق والموارد - الجزء الخامس من 7 أجزاء ) وهي جزء من سلسلة مقالات مترابطة وتناول هذا الجزء البحث في العامل للإيراني والأوضاع الخطيرة في العراق فكتبت قائلة ( انشرها كما وجدنها بدون أي تغيير ) :

{ ان ما يتحكم بالسياسة الإيرانية هو الايدلوجية المتحكمة بعقول صانعي القرار في ايران وهي ذات بعدين قومي بالدرجة الأولى وطائفي بالدرجة الثانية ظنا منهم ان في ذلك مصلحة المجتمع الإيراني بينما في الحقيقة ان مصلحة أي مجتمع كائنا من كان هي في تطوره على أساس حضاري انساني يكفل حرية العقل والانسجام مع القيم الحضارية التي تخدم الانسان وبنفس الوقت ترفع سوية الرفاهية للمجتمع والاستفادة من موارده الاقتصادية بشكل صحيح على هذا المقياس ماذا قدموا حكام ايران للمجتمع الإيراني انتشار الفقر والمخدرات والغلو الطائفي وتبريرات القتل بينما لوكان سلوكهم غير معادي للآخرين مثل محاولات تصدير الثورة الإسلامية لخدمة مصالح التوسع القومي الإيراني لو اتجه صانعوا القرار بإيران تطوير البنية المدنية والاقتصادية لحققوا إنجازات اكبر وكانوا نقطة جذب حقيقية بينما هم الان احد ركائز الاقتتال الطائفي بالمنطقة واحد اهم محاور تدمير المنطقة ,,,وتحياتي } انتهى

من بعد عصر النهضة في أوروبا، والتي قمع انتشارها على يد العثمانيين الحكام البرابرة في الأراضي الواقعة تحت سيطرتهم، بفترة ليست بالقصيرة هبت رياح النهضة القومية التي عاشتها بلدان أوروبا على منطقتنا في القرن الثامن عشر. هذه النهضة ظلت محصورة بشكل أساس بين مثقفي السنة العرب الذين ربطوا مصيرهم بالدولة العثمانية ولم يؤتوا أي فعل لتحرير شعوبهم المستعبدة وبلدانهم المستلبة من العثمانيين بل والانكى من ذلك فانهم شكلوا بحق ( ميليشيات طائفية قومية ) للعداء ضد بلاد فارس
وقد برز دعم العثمانيين ومثقفي الدولة العثمانية لهؤلاء لصد رياح حرية ممارسة العقائد الدينية لمختلف الطوائف بحرية معقولة ومقبولة الاتية رياحها من الشرق وفي سبيل الحفاظ على موروث الحاكمية العثمانية التي كانت تتميز بطائفيتها المقيتة المجحفة في الظلم والقهر والجور وكان من تجليات ذلك ما مارسته الجيوش العثمانية وحكام المناطق في منطقتنا من تقطيع لأطراف المسلمين الشيعة لمنعهم من أداء شعائرهم الدينية.
من المهم القول ان الاستلاب العثماني والفارسي يعتبر امرا مرفوضا بالتمام وليس هناك من يدافع عن أي منهما.
ان نشوء المذاهب الدينية الجديدة في الإسلام وبشكل خاص الوهابية في بلاد الحجاز ارتباطا بنشوء الحركة البدوية الهمجية بامتياز والتي عرفت بالإخوانية قد اسهم في رفد المثقفين العرب القومجيه الطائفيين بدعم لا مثيل له خالقا بذلك بعدا وظهيرا استراتيجيا مهما للغاية لم يتوافر سابقا ابدا. وشكلت هجمات البدوية الطائفية الوهابية الهمجية والمجازر العظمى التي ارتكبوها في مدن العراق ذات الأغلبية الشيعية والاعمال الا خير مثال على الترابط الفكري والعضوي بين هذه الجماعات. والملاحظ والمثير ان تقوم هذه الجماعات البدوية الهمجية بهجماتها وبدون أي ردة فعل من العثمانيين او متثيقفي العربان. لا وبل قد حصلت على مباركتهم.
القرن الماضي كان ومنذ بداياته مصبوغا ومتألقا بنهوض الحركة القومية العربية الفتية الى حد ذلك التاريخ. وشكلت اتفاقية سايكس - بيكو اول طعنة شبه قاتلة لكل اماني وطموحات القوميين العرب الذين حلموا بدولة قومية. والطريف في كل هذا الامر ان المثقفين العرب ولاحقا معهم اليساريين قد صبوا جام عدائهم وغضبهم على بلاد فارس والطائفة الشيعية في العراق والحجاز والشام ومصر بدلا من ان يوجهوها الى اعدائهم الفعليين المستلبين لبلدانهم والقاهرين لشعوبهم من العثمانيين والى من قسم بلدانهم بتقسيمات غير طبيعية ابدا. والمضحك هنا انهم قد باعوا انفسهم كمطايا لمضطهديهم.
النصف الأخير من القرن الماضي كان زمن نجاحات الحركة القومية في استلاب الحكم مدعومين من قبل مستلبيهم من البريطانيين والفرنسيين فرسان سايكس - بيكو ولاحقا الامريكان. في تلك الأعوام بلور المثقفين العرب من القوميين اطروحاتهم عن العدو الأول. فبالمحتم لا يمكن ان تنشئ اية حركة او حزب او جماعة او نظام الا وان يعلن عن عدوه الأول وفي ذلك يكون قد حدد إطارات المنظومة الأخلاقية التي ستسير أفكاره وممارساته. سيرا على خطى اسيادهم من الباشوات الاتراك والتعصب البدوي الهمجي والقبلي والعشائري لسادتهم في الجزيرة العربية فقد اعلنوا وبصافقة منقطعة النظير عدائهم لكل بلاد فارس من دون ان يقدموا اية ادلة وبراهين تدعم هذا الكره والحقد واللؤم الذي تلبست فيه دعواهم.
وارتبط ذلك بشكل مكروه الى حد اللعنة بتبنيهم الفكر الطائفي في الإسلام وزج الخلاف الطائفي في الخلاف السياسي. ولا يوجد في أي ركن من اركان العالم دولا تعادي بعضها البعض وهي في جوار من دون الاتيان بأسباب هذا العداء الا ما نشهده في منطقتنا. والمفجع ان لا احد يكلف نفسه لاستبيان أسباب العداء المفتعل. واذا ما سألتهم فأنهم جاهزين بجملهم المرصوفة بشكل اخرق لتبرير هذا العداء المناهض لمصلحة شعوبهم هم انفسهم ولقد اصبحوا لاعبين متميزين في ايكال الاتهامات والحجج والتبريرات وحسب الضرف الزماني الذي يتطلب منهم تعريف أسباب عدائهم. فقبل خمسين عاما لم يكن العداء للفرس على نفس أسباب العداء للفرس قيل أربعين عاما ولا يشبه العداء للفرس قبل عشرة أعوام وهكذا.
اعطيكم مثلا بسيطا. كان كتاب الأطلس العراقي قديما واطالس العالم المنشورة تؤشر الى تسمية الخليج الواقع بين جزيرة العرب وايران باسم الخليج الفارسي. هذه التسمية ما زالت موجودة منذ الاف السنين والى الان في كل بلدان العالم ومنظماتها الا البلدان العربية التي هبت فيها رياح القوميين العرب العنصريين الذين طرحوا التخلي عن الاسم الأصلي ! هكذا ! كما يحلو لهم ! وتسميته بالخليج العربي. ولقد قاد هذه الحملة المدعو احمد سوسه ( واسمه الأصلي نسيم سوسه ) وهو يهودي الأصل من مواليد الحلة استعرب واسلم وكان يكن حقدا وعداوة لإيران لم تكشف أسبابه وهو من ادخل نظرية العرب العاربة والعرب المستعربة فادخل في العرب العاربة اهل السنة والجماعة في العراق فقط دون غيرهم ووصم المسلمين الشيعة في العراق وفيهم مئات الالاف من احفاد رسول الله ص العربي الهاشمي من كونهم عربا مستعربة مجيزا ومشرعنا لكل اعمال الظلم والجور النازل عليهم ومنذ قرون عديدة مضت ما يمثل قمة العنصرية في القرن الماضي في منطقتنا وشاركه في ذلك ساطع الحصري.
يتبع ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر