الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في رحاب الدكتاتور

دروست عزت

2015 / 2 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


إن الدكتاتوريات في منطقة الشرق الأوسخ ما هي إلا خليط من الذهنية الدينية المتخلفة والقبلية المهترية فكرياً والبرجوازية الفاشلة والتابعة .. والتي أسلمت السلطات وأحتكرتها لنفسها ولعائلاتها ولزمرتها الخنوعة .. فمن التاريخ وحتى يومنا هذا والحكام في شرقنا الأوسخ متوارثوا النهج والفكر في التسلط .. سواء كانوا على نهج ديني أو سياسي.
وبقيت الأوجاع بدون حلول وأزداد التخلف إن قارنا أنفسنا مع غيرنا من الدول .. وتفاقمت الأوضاع سياسياً وأجتماعياً وأقتصاديا أكثر سوءاً .. وإستغلت الأفكار وشوهت لمصالح الفئات الحاكمة .. وطال التخلف وتوسعت الهوة بين الطبقات والطبقات .. وبين الطبقات والسلطات.. فبدأت عواصف الرفض هنا وهناك .. وتحركت القوى للدفاع عن أنفسها من ظلم و جور السلطات .. فأضطرت أن تتفاهم مع غيرها من القوى للقضاء على الظالمين الخونة اللذين جعلوا أنفسهم أنصاف الآلهة أو الآلهة نفسها .على الناس .. في حين كان هؤلاء الحكام أنفسهم يلحثون أحذية القوى الكبرى ليستمروا في السلطة .. فأنقلب السحر على الساحر ..
فتغيرت الموازين بعد أن أجتيحت بالإيديولوجية ( السوفيتية الروسية ) الشيوعية وتفكك السوفيت .. وبعدها بقيت تلك القوى تلعب كالقطط بين فئران أنظمة صنعتها هي لتكبح إرادة الشعوب .. وكانت تلك الأنظمة ألعوبة بين أيديها لمخادعة شعوبها وتخديرها في صرعات الأقطاب ..
فبعد سقوط السوفيت وتفتيتها أستغلت تلك القوى الكبرى لجانب الأخر ضد الأنظمة الحاكمة نفسها وصادقتها كي لا تظهر قوى جدية ووطنية جديدة ضدها أو عدم ظهور قوى خارجة عن إرادتها .. فتعاملت مع القوى المناهضة للأنظمة بشكل ٍ يفيدوا به ويستفيدوا منها .. كما كانت تتعامل مع السلطات والدكتاتوريات سابقاً .. فتعاملت القوى الوطنية أضطراراً مع تلك القوى الكبرى التي لا تهمها غير مصالحها بالرغم من تشدقها بالحرية والديمقراطية والإنسانية ..
فتبادلت أدوار الحكام المخنوعة الراكعة بالقوى الوطنية الموجودة .. وتغيرت الأراء والمخططات عند الدول الكبرى للتحكم بالرقاب بطريقة إستعمارية جديدة وبشكل ٍ أخر في التعامل بالسياسة للتحكم والسيطرة وضبط الأمور بيدها في الربح بنسبً أكثر وأسهل والذي هو الغاية السامية عندهم وليس الإنسان والقوانين والدساتير ..
وهنا بدأت القوى التي كانت تقود جماهيرها بالتعامل مع القوى العظمى لتأخذ المبادرة من الحكام الخنوعين أصلاً لتلك القوى .. وكما أدركت القوى المناهضة والممثلين عن الحركات الجماهيرية بأنها لم تكن تجابه السلطات فقط بل كانت تجابه السلطات والقوى الكبرى التي كانت خلف تلك السلطات وتساندها ..
فأخذت الورقة من يد السلطات وبدأت تتفاهم هي مع الأخر الذي هو كان مركز القرار والقوى الحقيقية في الصراع .. فبدأت نقطة الصفر بالحركات والأنقلابات والتدخلات والحجج .. لتحرك الجماهير في فسحتها المحرومة منها منذ زمنٍ طويل .. ففي بعضها زرعت حركات دينية كالقاعدة في أفغانستان وأنتشارها .. وفي بعضها أشعلت الفتن الطائفية والقومية كما شهدنا ذلك في العراق .. وساعدت الحركات التي بقيت خامدة مدة طويلة من الزمن بسبب العلاقات بين تلك القوى الكبرى نفسها والسلطات مثل السودان .. وفي بعضها أججت حجج إقتصادية وديمقراطية مثل تونس .. وحركت ما كان مطموراً داخل الجماهير من فقر ٍ وظلم ٍ وإضطهاد ٍ .. ليبيا .. مصر .. اليمن .. سوريا .. البحرين .. الجزائر وحتى لبنان والمملكة العربية السعودية وهكذا بدأت تهتز وتتساقط تلك السلطات بإشارات تلميحية من حلفائها القدماء ..
أتتصرت بعض القوى وظهرت بعضها بشكلها الجديد في الساحة .. وتشكلت جغرافيات جديدة قومية وطائفية .. فالحركات الوطنية التي إستطاعت أن ترسم جغرافية قوتها ووجودها بقيت تتطور نحو أفقها .. وبعضها بقيت منشغلة بالطائفية والمذهبية والنفعية من أجل مصالح فئات ومرؤسي ذاك الحراك .. ومنهم مؤججون ومسيرون من قبل أطراف ٍ خفية ٍ وأيادي تستخدمها لمآربها ..
فسيكون من الواقعية و الموضوعية بمكان ظهور بعض العيوب والثغرات في بعض القوى التي تقود تلك التشكيلات الجديدة مثل كوردستان العراق الفتية .. فقديماً وحتى الآن كلما أستلمت تحررية سلطة فلا بد من الثغرات ومن بعض العيوب ولكنها لم تبقى بيد فئة صغيرة أو حفنة من الرجال كما كانوا في عهد أنصاف الألهة مثل صدام وحافظ الأسد ومبارك والملوك ..
بل يتوسع فيها المد الجماهيري بنوع من الديمقراطية والقوانين و تتشكل المؤسسات ويتقدم المجتمع فيها ولو بطريقة بطيئة .. كون المجتمعات لا تتشابه ببعضها البعض .. ولكل مجتمع ٍ مفاهيمه قد تختلف عن الأخر بسبب المعتقدات والتخلف الذي خلفته تلك الحكومات .. ولكن تبقى التطورات جارية حسب قدرة التغير والتجديد .. ولا ننسى بأن مجتمعاتنا وارثة من الدين والقبلية وتشويهات الحكام والأنظمة الغاصبة أو لسلطات أحتكارية لشعوبها ..
ولكن هنا أقول : بأن الأنظمة التي لم تستطع أن تخلص نفسها من ذهنية الدكتاورية والفكر الديني والطائفي بعد سقوط دكتاتورياتها تبقى بعضها مكبلة بتلك الذهنية المريضة ولا تستطيع أن تصدر قوانين للأحزاب ولا تستطيع أن تكون ديمقراطية ..
وكما لا نستطيع أن ننكر فضل بعض القوى التي جابهت الدكتاتوريات وأنتصرت عليها بمساعدة أتفاقياتها مع الغير بتضحياتها وخدماتها لشعبها مثل أقليم كوردستان التي أستطاعت قواها الوطنية التفاهم والتعاون من أجل ان تحافظ على مكتسبات نجاحاتها لشعبها ..
فشكراً لك ولقلمك الذي يخط كلمات ٍ من الصميم وإلى الصميم .. ولم يثبت في العالم كل بأن هناك دول ٍ بدون ثغرات .. وحركات وطنية بدون عيوب تحصل لأسباب ولادتها الجديدة .. هذا إن قرنت بتلك الأنظمة الراكعة التي كانت تركع الشعوب لغيرها من أجل سلطتها .

دروست عزت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو