الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش خطيئتنا المركبه

عطا مناع

2015 / 2 / 16
الارهاب, الحرب والسلام



مشهد الذبح في الوطن العربي الممتد من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر يعكس العمق الثقافي والقيمي لواقعنا العربي، و التباكي على الضحايا التي تساق للذبح أكذوبة كبيره وتعبير عن هزيمة ثقافيه.

إذا اعترفنا أننا مجتمع مهزوم قد ننهض من جديد، ومن غير المجدي أن نستنكر وبكل اللغات المجازر الوحشية التي تقوم بها داعش ونحاول إقناع أنفسنا بالأسباب بالتحريض على سوريا والأردن ومصر ولسان حالنا كمن يضع كالنعامة التي تضع رأسها في الرمل.

بات من غير المقنع الخطاب الباهت لشريحه من المثقفين الذين يسننون أقلامهم لشن معاركهم الدنكشوتيه على النظام النظام السوري الذي يشكل رأس ألحربه في مواجهه التطرف الإسلامي المتمثل بداعش التي امتدت جرائمها لتطال الأردن ومصر والحبل على الجرار.

إن عدم حسم الموقف من التيارات الإسلامية التي تشكل حاضنه للممارسة الداعشيه بمثابة موافقة غبية على مسلسل الذبح الذي يتعرض له الأبرياء من أبناء امتنا العربية، فالحالة العربية ألراهنه ما عادت تقبل القسمة والتلكؤ في وضع الإصبع على الجرح والبصق في وجه الشرائح التي تتمترس خلف داعش في مواجهه الأنظمة العربية.

كانت حثالة العرب "تحج "إلى العراق المحاصر لممارسة وسخها وقرفها وكبتها، وكانوا يتفاخرون بشذوذهم باستغلال النساء العراقيات ضحايا الحصار وألازمه الاقتصادية، واليوم يتسابق مشايخ الخليج وغيرهم من شذاذ العرب لقطف ثمار ألازمه التي عصفت بالمرأة السورية.

حالنا الصعب والغارق في مستنقع التيه يعبر عن نفسه بالانفصام المميت حيث ممارسه أوسخ أشكال الرذيلة واستنكار الأسواق التي أوجدتها داعش للاتجار بالنساء.

ثقافة الذبح والحرق والاتجار بالنساء ليست بالغريبة عن ثقافتنا العربية والإسلامية، وكاد اجزم أن في داخل قطاع واسع من منا داعش صغير يقدس حد السيف ويستند على التراث الإسلامي في أداءه، وهذا أيضا ينسحب على الفعل الشاذ في التعامل مع الشرائح الضعيفة التي نتعامل مها بدونية وهذا نتاج الثقافة الدينية النائمة في أعماقنا كعرب.

للامبريالية العالمية والصهيونية دور في إطلاق هذا الوحش الكامن فينا والذي يستند إلى الفكر الديني في عملياته الوحشية تجاه الأبرياء، لكن التربة الخصبة لهذا الفكر موجودة في أعماقنا كعرب وهذه هي الخطيئة التي لا نعترف بها.

في الحالة التي نعيش خطيئتنا مركبه، هي خطيئة الصمت على الوحش الكامن قينا، وهي خطيئة الهروب من المواجهة بصب جام غضبنا على الأنظمة المستنزفة في مواجهه الطاعون الداعشي الذي يستقوي على الضعفاء بجز الرقاب والحرق وغياب البوصلة.

يقول البعض علينا أن لا نعمم ونحمل الفكر الإسلامي مسئولية المجازر، قد اتفق مع هذا الطرح ولكنني عندما أرى مشايخ الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية يبررون "حفلات" الذبح والحرق الداعشيه ويحملون الأنظمة العربية المسئولية مستغلين حالة الضياع التي يعيشها المواطن العربي المقهور من الأنظمة ألقائمه.

لا مفر من إعلان التعبئة ألعامه لمواجهه داعش، ولا مفر من مواجهه الفكر التكفيري الذي يستغل ضعف بعضنا والبعد الإيماني عند البعض الآخر، فبدون حسم المواقف ودعم جهود سوريا ومصر والأردن والعراق والانخراط بالفعل في المواجهة ستبقى داعش تستغل حالة التنوع في مجتمعنا العربي، ستلعب داعش على وتر سني وشيعي وقبطي ويزيدي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #ترامب يهدي #بايدن أغنية مصورة و النتيجة صادمة! #سوشال_سكاي


.. التطورات بالسودان.. صعوبات تواجه منظمات دولية في إيصال المسا




.. بيني غانتس يهدد بالانسحاب من حكومة الحرب الإسرائيلية


.. صحفيون يوثقون استهداف طاي?رات الاحتلال لهم في رفح




.. مستوطنون ينهبون المساعدات المتجهة لغزة.. وتل أبيب تحقق