الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقتطفات من كتابيّ – الخرافة في زمن العلم واليهودي اللا يهودي !

شامل عبد العزيز

2015 / 2 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


يعكف الزميل رعد الحافظ منذ فترة طويلة على تلخيص كتاب يحمل عنوان : الخرافة في عصر العلم / لعالم الفيزياء الأمريكي روبرت لي بارك ...
سبق له أن قام بتلخيص كتاب اليهودي اللا يهودي تأليف : إسحق دويتشر ( عاش بين 1907 ـــ 1967 ) ترجمة : ماهر الكيالي وغيرها من الكتب ..
كان ليّ وللزميل رعد الحافظ تجارب عديدة في هذا الباب منها على سبيل المثال تلخيص بعض كتب العالم البيولوجي – ريتشارد داوكنز – تعاقبنا أنا وهو على نشر أجزاء عديدة في الحوار المتمدّن .. يقوم الزميل رعد الحافظ يومياً بنشر بعض مقاطع الكتاب المذكور على صفحته – الفيس بوك - وفي بعض المواقع - كان لنا أحاديث خاصة بهذا الخصوص .. سألني هل قرأ الزميل يعقوب ابراهامي الكتاب ؟
الفضل يعود للزميل رعد الحافظ أوّلاً واخيراً ولكن كان ليّ بعض الاختيارات من أجل النشر لمن لم يقرأ الكتاب لعل هناك فائدة من ذلك !
أهم فقرة أرددتُ أن انشرها هو ما يتعلق بالاتحاد السوفيتي زمن حكم ستالين ولا ندري هل تناول بعض الزملاء هذا الموضوع على حقيقته أم لا ؟
الفقرة تخص الزراعة وتحول روسيا من بلد سلة خبز العالم إلى بلد يستورد للقمح - كل ذلك بفعل سياسة ستالين ..
ص 50 /حقائق غير مُريحة تخرجُ للعَلن : الخرافة في عصر العلم :
لتنفيذ خطّة (فيليب جونسون) ,احتاجت حركة التصميم الذكي المُتمثلة في (مركز العِلم والثقافة) لواهبين ماليين كرماء ! لكن هؤلاء يُريدون معرفة أين يُصرَف مالهم ؟ هنا زادت مخاطر انكشاف أسلوب (مركز العلم والثقافة) للرأي العام .
عيّن (المركز) شركة علاقات عامة لتساعد في حجمِ البريد المُتزايد . كان المركز مليئاً بالمسيحيين المُحافظين المُلتزمين جداً ,خلافاً لما هو مُفترَض في شركة العِلاقات ! في يناير 1999 اُعطيّ لمُستخدِم في الشركة مُستنَد من 10 صفحات مُعنوَن بـ ((الإسفين)) ليستنسخه . كان المُستنَد مختوماً بـ "سرّي للغايّة" ! بفضوليّة عملَ المُستخدِم نسخة إضافيّة لنفسه ! خلال أيام كان (الإسفين) المُخادِع الساخِر على النت ليراهُ العالَم أجمَع ! بحلول عام 2004 أصبحَ (الإسفين) موضوع كتاب جامعي بقلم أكاديميين لامعين . ففي حصانِ طروادة الخَلقيّة تتبّعت الفيلسوفة (باربرا فورست) والفسلجي (پول غروس) اُصول حركة التصميم الذكي عائدةً الى دعائمها الخُلقيّة .
ص 51 / أيقونات الخديعة !
جَنّدَ مركز العِلم والثقافة عشرات من "الزملاء" للدعاية لهدفهِ .بعضهم من كُليّات مسيحيّة صغيرة ,لكن العديد منهم يحملون دكتوراه من جامعات مرموقة .(جوناثان ويلز) زميل أقدم وبيولوجي خليّة مع دكتوراه من جامعة كاليفورنيا ,بيركلي .كتب عام 2000 (أيقونات التطوّر :عِلم أم خُرافة ؟) أو (لماذا مُعظم ما ندرسه عن التطوّر خطأ ؟) . بوّقَ (روّجَ) معهد الاستكشاف لموقفهِ هذا كالتزام بالعِلم السليم . لكنّ كتاب (أيقونات التطوّر) كان كارثة بمعنى الكلمة .ربّما كان شعبيّاً عند مجلسِ مدارس كينساس ,إنّما كلّ عالم أزعجَ نفسهِ بقراءتهِ ..هاجمه !
يبدو أنّ (جوناثان ويلز) كان مُغتاظاً بالخصوص من ملاحظة البيولوجي الأمريكي الكبير (ثيودوسيوس دوبژانسكي) من أنّ :
(لا شيء في الأحياء معقول إلاّ في ضوء نظرية التطوّر) !
وهذا كان في الواقع عنوان مقالة كتبها دوبژانسكي لـ مُدرّس الأحياء الأمريكي عام 1973 ,قبل عامين فقط من موتهِ ! كلّ بيولوجي أعرفه يتفق تماماً مع دوبژانسكي ,الذي كان بالتأكيد أكثر أحيائي أمريكي تأثيراً في زمانه !
في (أيقونات التطوّر) يتّهم ويلز .. دوبژانسكي بـ "الدوغمائية" . يبدو أنّ ويلز لم يكن واعيّاً للمفارقة الهائلة في تهمة كهذهِ . فلقد كرّس دوبژانسكي طيلة حياته لمقاومة الدوغمائية !
ص 52 / البيولوجيا السوفيتيّة !
في عام 1927 حينما وقعت روسيا تحت تأثير سحر البيولوجي المجنون (تروفيم ليسنكو) ,هاجرَ دوبژانسكي وزوجتهِ الى الولايات المتحدة لئلا يعيشا وفق أحكام ليسنكو . أصبح ليسنكو مسؤولاً عن الزراعة السوفيتيّة ,وضغطَ على المسؤولين السوفيت لمنعِ تدريس نظرية التطوّر بالانتخاب الطبيعي لـ داروين .
مُفضّلاً عليها آليّة (جان ـ باپتيست لامارك) المُبكرة لوراثة الصفات المُكتَسبة .رغم أنّ نظرية لامارك كانت افتراضا لامعاً ,لكنّها عانت من ضعفٍ شديد هو عدم التوافق مع الأدلة ! لا مشكلة في ذلك عند الساسة السوفيت ,فالتطوّر اللاماركي تناغمَ مع عقيدة ماركس عن الماديّة الجدليّة ,ما أعطى لـ ليسنكو تأثيراً كبيراً على الزراعة الروسيّة ! كانت النتيجة متوقعة , مجاعة واسعة النطاق بسبب عجز المحاصيل و تأخّر البيولوجيا السوفيتية عن التقدّم الانفجاري في سائر العالم الصناعي الذي أطلقتهُ نظرية داروين . لم تتعافى البيولوجيا الروسيّة بالكامل حتى يومنا من لينسكو ,وهي لاتزال تسير في خطى العالم الصناعي !
فيما يلي بعض المقاطع المُعبّرة عن سلوك ستالين مع اليهود وإسرائيل . ووصف لبعض مشاعر اليهود ,وحتى الصهاينة في إسرائيل ! يقول إسحق دويتشر ما يلي :
ص 51
عادةً نحنُ نتشدّد مع مَنْ نختلف معهم في بيئتنا ,أكثر من خصومنا البعيدين عنّا ! لقد واكبَ نظام الحزب الواحد في روسيا تطوّر وتبلوّر الستالينيّة ! إنّ سنوات العُزلة و خيبةِ الأمل من تلّقي العون من الخارج وانهزام الشيوعية في أوربا . كلّ هذه مهدّت لمذهب ستالين في بناء الإشتراكية في بلد واحد .
كان ردّ فعل البلاشفة على عُزلة روسيا أن سلكوا ايدلوجية العزلة . لقد صنعوا من الحاجة فضيلة ! ولأنّهم قُطِعوا عن العالم .. قاموا بمقاطعة العالم ! ونحنُ نعرف الآن الى أيّ مدى قد تخلّى البلاشفة عن تقاليدهم الاُمميّة عندما ساروا في بناء الإشتراكية في البلدِ الواحد الذي أقامهُ ستالين . وعلى نحوٍ ثابت تسلّلت نزعة اللاسامية في روسيا كما في الغرب !
ص 54
لقد كان ستالين (وهو بطبعهِ لا يثق بشعبهِ بل يزدريه) ,أقلّ اندفاعا منهُ في أيّ وقتٍ مضى نحو العمل على رفع روحهم المعنوية . وكانت دعايتهِ في شهور الهزيمة تُدار بطريقة غير متقنة ,وبدت عديمة الجدوى !
ص 55
علينا أن نتذكر ,أنّه رغم كلّ الجرائم التي اقترفها ستالين , فإنّهُ هو نفسهُ الذي أمرَ بتقديم المساعدة لمليونين ونصف المليون من اليهود ,في المناطق المُحتلة في روسيا . وذلك بنقلهم الى المناطق الداخلية من البلاد الأمر الذي أنقذهم من معسكرات الاعتقال النازية ,ومن غُرَف الغاز ! وهذهِ حقيقة يميل القومي اليهودي والصحافة الصهيونية الى تناسيها .
- لفت انتباهي تعليق للزميل حميد كشكولي حول كلمة الاشتراكية في تعليق له على الفيس بوك :
- الستالينية هي التي انهارت - رأسمالية الدولة - وليست الاشتراكية لأنها لم تكن موجودة إطلاقا وأكد ذلك لينين بأنهم ليسوا بصدد بناء اشتراكية لأن القاعدة المادية لها غير متوفرة ولم يقل أحد بأنها اشتراكية غير ستالين – انتهى التعليق ..
- ما هو الرأي الصواب في خضم هذا النزاع بين الاشتراكية التي حققها ستالين وبين عدم وجود قاعدة للاشتراكية حسب قول لينين ؟
ص 56
مهما يُقال عن الذي حصل لليهود الذين نقلوا الى الداخل الروسي . ومهما واجهوا من كراهية واضطهاد من السكان المحليين .
إلاّ أن الحقيقة الأخرى أنّ هؤلاء المليونين أو الثلاث من اليهود ,والذين يشكلّون الغالبية العظمى من الطوائف اليهودية في روسيا ,قد اُنقذوا من المذابح النازية ! كانت أعصاب الأمّة في روسيا أعقاب الحرب متوترة من جديد . فإلى جانب الفوضى والإنهاك والضَجَرْ , اُضيفت عام 1946 مُصيبة اُخرى .فقد اُصيبَ موسم الحصاد بكارثة لم تشهد روسيا مثيلاً لها منذُ نصف قرن . كان العجز منتشراً ودبّ اليأس في كلّ مكان ,عندما أصبح الناس يُحصون موتاهم .لقد خسروا 20 مليون رجل في القتال ! كان إدراك هذه الخسارة الفادحة بطيئاً في البدء .بيد أنّهُ سرعان ما إهتزّت الأمة بقوّة لا تُحتمل ! لم يَعُد أحد يُبصِر رجلاً في المزارع أو الحقول الروسية . فلم يكن يوجد سوى النساء والمُسنين والأطفالَ يفلحون الأرض ويُنتجون ثمّةَ محاصيل قليلة تكاد لا تكفي لسّد حاجة الأمة من الطعام . و رُفِعَت جميع القيود عن تشغيل الأحداث ,وكانت الأوامر اليومية تنصبُ على العمل ومضاعفتهِ ! كانت العداوات القديمة والجديدة حادّة ومؤلمة .
وبدأ الصراع السرّي مرّة اُخرى بين تيارين عظيمين في طريقة التفكير وفي الأيدولوجية في المجتمع السوفياتي . إنّهُ الصراع بين القوميّة والاُمميّة ! وإذا لم يفطن المرء دوماً الى حقيقة أنّ هذا الصراع يُشكّل الظاهرة الأساسية في المجتمع السوفيتي ,فسوف يفقد بذلك الشرط الأساس لفهم تأريخ مرحلة ستالين والأحداث التي تلتها والموقع الذي تشغله المشكلة اليهودية في الحياة السوفيتية ! فهناك القوميّون والمعادون للساميّة بين الفلاحين والعمّال والطبقة البيروقراطية والمثقفين . كما يتواجد الأُمميّون (أضداد اللاساميين) في جميع تلك الشرائح أيضاً !
ص 57
علينا الآن أن ننقل اهتمامنا الى فصلٍ آخر من سياسة ستالين الخارجية , التي يبدو أنّها تتناقض لا مع موقفهِ الخاص من اليهود فحسب .إنّما أيضاً مع النظرة التقليدية البلشفية للصهيونية !فعندما كانت إسرائيل تُشكّل نفسها كدولة عام 1948 شاهدنا حالة مُثيرة , تلاقى فيها الروس والأميركيون في موقعهما وهما الخصمان اللدودان !وقد عملا معاً على طرد الإنكليز من الشرق الأوسط . وقاما معاً بدورِ القابلة في عملية ولادة إسرائيل ! ومهما كانت توّقعات ستالين, فإنّ إسرائيل تبقى مدينة لهُ بوجودها المُستقل ,حتى وإن بدا ذلك مُثيراً للدهشة !
لقد جاء تسليح الهاغانا بصورة رئيسة من مصانع الأسلحة في تشكوسلوفاكيا الستالينيّة !وربّما بالغ ستالين في ذلك ,بحيث أنّ المساعدة والعون المادي الفعّال الذي كان يُعطيه ستالين لليهود ,قد بدا بنظر السياسيين الغربيين أمراً شريراً ,أثارَ الحقد وحرّكَ قدراً من الكراهيّة نحو اليهود ! ثمّ جاءت الحرب الباردة , فوجدت إسرائيل نفسها مُتخلخلة في مؤسساتها مُحاطة بعالم عربي مُعادٍ ,متخوّفة من مستقبلها ,معتمدة على المساعدات الاقتصادية لليهود الأمريكان .ما دفعها للتحالف الفعلي مع الولايات المتحدة .وبالطبع لم يكن هذا ليلقى إلاّ العداء من روسيا !
من الممكن أن يكون لنّا وقفة أخرى مع الكتابين مستقبلا ..
/ ألقاكم على خير / .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إلى الزميل شامل: حول الله واليهود-1
يعقوب ابراهامي ( 2015 / 2 / 17 - 08:47 )
تحياتي لك
إذا كان الزميل رعد (بلِّغهُ تحياتي) يسأل عن كتاب ريتشارد داوكنز فأنا قد قرأته. وأتذكر أنني قد تحدثتُ عن ذلك في حينه معك أو مع الزميل رعد. أنا قرأته في ترجمة عبرية. من الممتع أن عنوان الكتاب في اللغة الأنكليزية هو
The God Delusion
أما في الترجمة العبرية فهو: هل هناك إله؟
ما هي الترجمة العربية إذا كان قد ظهر بترجمة عربية؟
يتبع


2 - إلى الزميل شامل: حول الله واليهود-2
يعقوب ابراهامي ( 2015 / 2 / 17 - 09:05 )
أما إذا كان الزميل رعد (بلِّغهُ تحياتي ثانية) يسأل عن (اليهودي غير اليهودي) فأنا قد قرأته أيضاً
أنا من المعجبين (إعجاباً يكاد يبلغ حدّ إعجاب ماركسيي الفول والشعير بستالين) بإسحق دويتشر
يعجبني بصورةٍ خاصة تعريفه ليهوديته. أنا اترجم فيما يلي، بصورةٍ حرفية، تعريف إسحق دويتشر ليهوديته خدمةً لأولئك الذين لا زالوا يتناقشون فيما إذا كان اليهود شعباً أم طائفة دينية
إسحق دويتشر يجيب كما يلي: الدين؟ أنا ملحد. القومية اليهودية؟ أنا أممي. أنا إذن لسبُ يهودياً في أيٍ مفهومٍ من هذين المفهومين. ومع ذلك أنا يهودي بحكم تضامني غير المشروط مع المسحوقين والمُبادين. أنا يهودي لأنني أحس بنبض التاريخ اليهودي، لأنني أريد أن أفعل كل شيء من أجل أن أضمن الأمان والكرامة البشرية الحقيقية، لا الزائفة، لليهود


3 - الزميل يعقوب ابراهامي
شامل عبد العزيز ( 2015 / 2 / 17 - 11:20 )
شكرًا لك
يسأل عن كتاب – الخرافة في عصر العلم ..
كتاب داوكنز اسمه بالعربية – وهم الإله – مع المودة

اخر الافلام

.. الإمارات وروسيا.. تجارة في غفلة من الغرب؟ | المسائية


.. جندي إسرائيلي سابق: نتعمد قتل الأطفال وجيشنا يستهتر بحياة ال




.. قراءة عسكرية.. كتائب القسام توثق إطلاق صواريخ من جنوب لبنان


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. أزمة دبلوماسية متصاعدة بين برلين وموسكو بسبب مجموعة هاكرز رو