الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عَجزُ الحكومةِ يُقَرِبُ ساعةَ القيامة

احمد سمير

2015 / 2 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


ما يفصل الحياة على هذا الكوكب من الزَوال هو دقيقة ٌواحدة بِحَسبِ التوقيت الرمزي لجامعة شيكاغو والتابعِ لنشرة علماء الذرة، أي ما يفصل العالم عن نهايته هو دقيقة ٌ لا غير... والسؤال هنا ما هي محدداتُ هذه الساعة؟ وما هي الطريقة الزمنية التي تعمل بها؟؟؟.

إستحُدِثـَت ساعة ُ "يوم القيامة" كما اسماها علماء الذرة في جامعة شيكاغو عام 1947 لدراسة التطور النووي بين الدول الكبرى ومدى تأثيره في نهاية العالم وفناء البشرية، وجُعِلَ نظام عمل الساعة يقترب من منتصف الليل كلما زاد خطرُ حدوث حرب نووية، وفي أخر تحديث للوقت وكان هذا مطلع العام الجاري إذ تم تقديمُ ساعة يوم القيامة دقيقتين من الزمن، لـِتـُبـَينُ تلك الساعة مدى قرب الجنس البشري من الإبادة الذاتية.

وفي العراق وباعتباره جزءً من العالم الجغرافي فقط، ولا تنتمي في أمور التطور الأخرى لباقي البلدان فلديه توقيتٌ أخر لـــ"يوم القيامة" الداخلي طبعاً، هذا التوقيت الرمزي لا يَـنـِمُ على مدى التطور النووي بِقـَدَرِ ما يبين مخاوف حدوث تدمير ذاتي للبلاد من خلال ازدياد المشاكل الداخلية وقلة موارد الدولة وانعدام الأمن وغيرها الكثير من المُحَدِدات المعقدة التي وجِدَ عليها التوقيت، ففي عام الفين وأربعة عشر تقدمت ساعة يوم القيامة في العراق ثلاثة دقائق باتجاه منتصف الليل، صحيح أن هذا الأمر لم يتم إعلانه كما في التوقيت الحقيقي لساعة القيامة والتي يُقـْدِمُ علماءُ جامعة شيكاغو على إقامة مؤتمر يعلنون فيه تقدم الوقت، إلا أن لدينا في العراق من أعلن تقديم عقارب الساعة هم جماعة داعش باحتلالهم الموصل وكركوك وصلاح الدين والانبار وديالى.

غير أن استمرار صراع الدولة في استعادة ما فقدته من أراض ٍ لداعش وتمسك الأخير بعمليات الكر والفر في الهجوم والقتال التراجعي في المناطق، والسياسية العسكرية الدقيقة التي يتبعها التنظيم في قتاله عوامل قـَدَمت توقيت ساعة القيامة العراقي دقيقة واحدة ليبقى توقيت ساعة القيامة منقوصاً دقيقة واحدة عن منتصف الليل، هذه الدقيقة ليس هي كذلك مضمونة جداً لتحافظ على مكانها فلقاء نجيرفان برزاني الأخير ووفده القادم إلى بغداد ولقاءه رئيس الوزراء حيدر العبادي لمناقشة أمور تصدير النفط وحصة الإقليم من الموازنة المالية للعام الحالي جاءت بإعلانٍ قد يكون بمثابةِ دق ساعة القيامة، فما ان عاد الوفد الكردي حتى جاء تصريح رئيس وزراء حكومة الإقليم نجيرفان بارزني بان الحكومة الاتحادية مفلسة ولا تملك الأموال الكافية لتدفعها للإقليم إضافة إلى إمكانية دفع رواتب الموظفين كل أربعين يوم، أي بزيادة في العمل مقدارها عشرة أيام للشهر الواحد لكل موظف في قطاع الدولة، وهي مسألة برغم عدم إعلانها حتى ألان بصورة رسمية إلا أنها وإذا ما صدقت فستدق ساعة القيامة في العراق.

وحتى إن كان ذلك التصريح مبالغاً به من حكومة الإقليم وان كنت استبعد ذلك غير أن هذه النهاية متوقعة جداً لبلد يعتمد اعتماداً كلياً على النفط الراقد في غرف إنعاش الأسواق العالمية بعد انخفاض سعره إلى ما دون الخمسين دولاراً، كما أن العراق بلد لا يعترفُ بموضوعة الاستثمار الحقيقي من دون شروط تعجيزية للشركات العاملة، كما انه لا يعتمد على قطاعه الخاص والقطاع المصرفي والاقتراض الداخلي وغيرها الكثير من الأمور التي تدفع عقارب ساعة القيامة بعيداً عن منتصف الليل، فنحتاج إلى مكافحة البطالة ودعم الشباب بعد تهيئتهم وزيادة الاعتماد على شركات القطاع الخاص والدعم الذاتي وإيجاد آلية استثمارية أكثر مرونة فهذا هو ما سيبعد عنا الكارثة الكونية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتوسع في إفريقيا.. والسودان هدفها القادم.. لماذا؟ | #ا


.. الجزيرة ضيفة سكاي نيوز عربية | #غرفة_الأخبار




.. المطبات أمام ترامب تزيد.. فكيف سيتجاوزها نحو البيت الأبيض؟ |


.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. فهل تتعثر مفاوضات القاهرة؟




.. نتنياهو: مراسلو الجزيرة أضروا بأمن إسرائيل | #غرفة_الأخبار