الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-القامرة -التي في خاطري و -القاهرة -التي في خاطرك -المحطة الثانية-

محمد البكوري

2015 / 2 / 17
الادب والفن


جلست الفتاة الجميلة ، ولحسن حظي بمحاذاتي في الكرسي الذي بجانبي. كان الليل قد اسدل ستاره ،معلنا عن انطلاق الرحلة من جديد ... ورغم ان الحافلة كانت مكتظة ، فالشيفور اصر على الذهاب الى محطة "بوجلود" . ولجت الحافلة المحطة ،وعبر النافذة اخذت ارى عالما كبيرا مليئا بالمشاعر و الاضواء و الماسي و التاوهات ... انها "فاس"، التي لا اكن لها كل الحب، رغم اني سمعت عنها "الاساطير" الجميلة، ورغم انها الاجمل في عيون حبيبتي و حبيبة الملايين ، ورغم اني حاولت تكرارا ومرارا ،ان اعجب بها في شغفي لقراءاة كتابات فاطمة المرنيسي و محمد برادة ...لكن هيهات ! ان الجوى و الهوى و العشق و الصبابة ... "هي" لحبيبتي "تاونات "الشامخة كجبال "اسطار"!المتحصنة ك"قلعة بوفول" !العذبة كمياه منبع "بوعادل" ! اللذيذة كتين" متيوة " !الحرة كالزيت المعصر في الرحى التقليدية !الرائعة كليالي السمر في "كعدة الجامع "و"ولاد بكور"...!ما اروعك !وما اخلدك في نفسي ايتها الابية... ايتها الزكية... انه حب شوفيني /عنصري، ذلك الذي يختلج لواعج صدري وصدرك ... يا صبية الروح ...و يا حلاوة الذاكرة . اغمض عيناي و استلقي على ذراع الفتاة الجميلة ،دون اذن او "طرق باب" ، ليعود بي عبق النوستالجيا الى "تشيري را تشيري را غدا لحريرة" ...الى ايام وليالي رمضان ... الى"" شباكية "الام ،و التي تحرص على ان تصنعها بنفسها هي و "عيالات "الجيران ،في طقس احتفالي اروع ما فيه شغب طفولتنا، الذي يحرك فينا هواية السرقة بل و التفنن في اتقانها وتحويلها لغواية . سرقة كل شيء حلو : العسل المصطنع و المصنع، "سولو "المسكر بالكاوكاو او اللوز، فانيد الماكنة " المحلى ،"مسكة دريال "المكورة ... رمضان للجميع شهر الغفران و الحسنات ،ولنا نحن الاطفال شهر الزلات و السيئات . فيه ذقنا اول قبلة ... فيه جربنا احلى لمسة ... فيه خفق القلب حبا و انتعظ الجسد غبا ! فيه اجتمعت القلوب و الاجساد في لعبة البراءة "عريس و عروسة"... فيه ارتكبنا المحرمات "البريئة" ...فيه استمتعنا بالفاكهة المحرمة ...فيه قرانا كتاب المنكرات ،صفحة صفحة ... فيه اتقنا لعبة المجون كما نتقن لعبة"حابة" او لعبة الحجلة ... فيه عرفنا ان الحياة لذة... وعبره ادركنا انها لذة زائلة، لذة زائفة ،ولنجرب معها لعبة التوبة ، التي الح اترابي على ان لاتكون "نصوحا" ،لاننا مجرد اطفال ابرياء مجرد "فريخين "صغار ...حتى و لو انغمسنا في ملذات الحياة طولا وعرضا وارتكبنا الكبائر و الصغائر... لن نعاقب ...لن نحاسب .ذات يوم من ايام الزمن الجميل ، قالت لي جدتي رحمة -رحمة الله عليها- انت مجرد "ملاك بريء" !لتمنحني بذلك صك البراءة ولاكون انا المنظر- الذي سيسوغ لاقرانه التبريرات : افعلوا ما تريدون ... اقبلوا على ما تشتهي الانفس ... انتم مجرد "اشياء " بيضاء ...! - الم اكن انا ،ذلك التلميذ النجيب المجد المجتهد ، الذي تمنحه الاستاذة نظير تفوقه في "الانشاء و التعبير" بالاضافة الى النقط الجيدة مكافاة مالية مقدارها" عشرة دريال" ؟و التي كنت اصنع بها العجب العجاب ...كنت اسافر بها الى كل اصقاع العالم وبقاع الكون... الى الهند... الى الصين ...الى عطارد ...الى المريخ ...عبر شراء الكتب و الابحار في خضمها الشاسع و التحليق في فضاءاتها الفسيحة و السفر بين عوالمها الرحبة ... او ليس الكتاب بمثابة سفر ... او بالاحرى احلى سفر...؟ على الاقل لانحتاج فيه لاي و سيلة نقل كهذه الحافلة "الزفت" . في هذه اللحظة يغمرني احساس غريب ...يعتريني شعور لذيذ ...اني احس الان، اني امتلك العالم برمته و اقبض الكون باسره. اليس شكل العالم دائري؟! اليس وصف الكون كروي ؟!"فيق اسي !ذاك صدري الذي تقبض فيه " تخاطبني الفتاة الجميلة ...ولتصم اذني بصياح الكريسون الجديد"بلاصة لرباط"...يتبع...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تعالوا واكتشفوا الجزائر-.. خطة لتطوير المواقع التاريخية وال


.. نصيحة من الفنان العراقي علي جاسم لشذى حسّون... -وشو بتريد أن




.. الفنان محيي إسماعيل يقدم نصيحة لمذيعة صباح العربية


.. أسباب ابتعاد الفنان محيي إسماعيل عن التمثيل المسرح




.. محيي إسماعيل: أنتظر الاتصال بالجهات الإنتاجية للبدء في فيلم