الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
خواطر سريرية ...قصة قصيرة
البدراوى ثروت عبدالنبى
2015 / 2 / 17الادب والفن
جحرة معتمة و ضوء يطل من النافذة المغلقة يدل على بداية النهار مع صوت المنبه الذى يشير الى السادسة صباحا ، يبدأ عقلى فى إصدار الأوامر لضرورة أن موعد العمل قد أوشك ، لحظات التردد الأولى التى تمتكلنى كل يوم لتكملة النوم كحال الجميع تقريبا ، النوم لا يضطرنى على أن أقابل أحد بإبتسامة مصطنعه أو أستمع إلى كلمات و حوارات تصيبنى بالغثيان ، ولكننى مجبر على أن أفعل ذلك ، من أجل المال ربما !
بالأمس كنت نشيطا لأننى ترقيت بالعمل لم أعرف لماذا ؟ قد يكون بسبب إجتهادى أو لأن خالى مديرا للشركة ، أحببت العملو ربما يكون هذا سببا لتملق الآخرين بى ولكن ما وصلنى صدفة من تهامسهم بسيرتى دائما و تلقيبى ب"الكوسة" أصابنى بشئ من البرود يسرى داخلى أكثر تجاههم ، ولكن اليوم كيف أتعامل معهم أو مع غيرهم لم أجرح أحدا مرة حتى بكلمة ، ليست خوفا على مشاعرهم فأنا أعلم انهم عديمو الاحساس و لكن لتفادى الكلمات والهمس بين جدران المكاتب ، لا أحب ذلك و لا أهتم بالإختلاط مع البشر من الأساس عندما أوصف نفسى متقوقع بين جدران غرفتى التى أعشقها ورفوف الكتب ورائحتها ، حنى سبب بعدى عن أهلى أنى فقدت كل معنى و طعم لحياتهم ، قد يكون الوحيد المتبقى على لقاء دائم معه خالى نظرا للعمل و لمحاولته الدائمة أن يكون أكثر من ذلك كصديق أو يفعل ذلك لصلة الرحم و وفاء لوصية أمى قبل موتها لا أعلم و ﻻ-;- أهتم ...
_موعد العمل قد أوشك على الإقتراب و مازلت على سريرى و الضوء يتسلل الى حجرتى و لم تعد معتمة ، هذا بالنسبة لى أنه حان أكشف حقيقة ما بداخلى لنفسى لم يعد هناك للعتمة أن امضى فى حياتهم ، أؤمن بداخلى أن هذه الحياة واحدة و أن الظلام سوف يأتى لا محالة و لكنى لا أريده الأن...
عندما أمر بأى طريق و أتأمل الماريين أمامى أو بجوارى فلا ارى أى رضا لا أعلم لماذا يزداد الهم يوم بعد يوم ، قد تكون عند الكهول والشيوخ ولكن لماذا الشباب جلست مرة على المقهى و طرح شخص هذا السؤال بصوت عالى ...
قال لماذا نقتنع اننا نعيش فى حياة يحيط بها الرضا ، هل هذا فعلا ما نقتنع به ؟ ولكن رد شيخ كان يستمع للحوار الدائر :
نحن لا نشعر بالفرح ولا الحزن و لا الرضا و لا السخط لا بالأمال و لا العبث و الوجود شعور كالهزيمة الداخلية التى كسرت كل المعانى كتعديل فى فصيلة المصريين هناك من يفرض عليهم التمسك بعادات البدو ويفرض عليهم افكارها و حياتهم و لكنهم لا يطيقون السواد داخليا و لا يطيقون الحزن ولكن انظر لكل ما حولك الكآبة حتى فى الموسيقى يرقصون وهم يعتزون بالآلم ، الأن نحن متنا ... متنا و ننتظر البعث أو بعثنا ونحن فى و سط الجحيم و لكن لا أعلم ما فعلناه لنخلد به هكذا ... من منا قدر على أن يهرب ويذهب على الجنة فقد ترك هذه البلاد و ما عليها مهاجرا و لكنه أيضا لم يسلم من ألسنتنا و ننعته بكل ما هو قبيح من الصفات و لكن بداخلنا نتمنى أن نسبقه على هناك .
_ لم يرد عليه أد و كأنه قد وقف على جرح كبير و رقص عليه فالجميع صامت و رؤوسهم محنية .
قررت أن أكمل مع البقية فى الجحيم و أحاول أن أنتظر فرصة للهروب مع من يهرب.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا
.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس
.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه
.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة
.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى