الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هلْوَسَة حُروفيّة

أديب كمال الدين

2015 / 2 / 17
الادب والفن


شعر: أديب كمال الدين
1.
حينَ اكتشفَ الحرفُ أنَّ النقطة
قد باعتْ سرَّه
بثمنٍ بخسٍ للسحَرَة،
خيّرها بين ثلاث:
أنْ تطيرَ عاريةً كالسمكة
أو أنْ تضعَ الجمرةَ في الكفِّ متى شاء
أو أنْ تتركَه كي يرسمَ على ظهرِها
وشمَ الماء.
2.
كانَ الحرفُ يكلّمُ النقطة
مُرتجفاً كسعفةٍ في الريح.
3.
سخرت النقطة
مِن الحرفِ وأقوالِ الحرف،
وأمرتْ أنْ يُلقى في السجن.
4.
فرَّ الحرفُ حينئذٍ
ينزفُ دماً مِن عينيه وقلبِه.
5.
مرّتْ أزمنةٌ لا تُحصى
صارَ الحرفُ مَلِكاً وهميّاً في المنفى،
تمثالاً شمعيّاً لبقايا لغةٍ مُنقرضة،
صرخات تتقاذفُها الريح.
6.
قيل:
صارَ الحرفُ في أقصى الأرض
سرّاً لا يُعْرَفُ معناه.
وقيل:
صارَ الحرفُ نهراً
لا يغرفُ مِن مائه
إلّا مَن يفهم رفرفةَ الطير
وعواءَ الذئب
وزلزلةَ الدهر.
وقيل:
صارَ الحرفُ درويشاً
لمستُه تُشفي المَجذومين،
ونظرتُه تعيدُ النورَ إلى العميان.
7.
لكنَّ الحرف لم يزلْ يحدّث نفْسه:
ماذا لو طارت النقطةُ كالسمكة؟
ماذا لو وضعت الجمرةَ
في الكفِّ متى شاء؟
ماذا لو تركتْهُ كي يرسمَ على ظهرِها
وشمَ الماء؟
ماذا؟
هل ستقبّلُ كلماتُ الأرض
قدميه متى شاء؟
هل ستمسكُ كلماتُ الأرض
جمرتَه وقت الشوق؟
هل ستكشفُ كلماتُ الأرض
عن وشمِ العشقِ على الأثداء؟
هل ستنيرُ لَه في وَلَهٍ
صورتَها السرّيّةَ في المرآة؟
هل ستمسحُ عَن وجهه
آثارَ الليلِ وبقايا الصرخات؟
هل ستهمسُ في أُذنيه
ولو مَرّة؟
هل؟
*********
www.adeebk.com
2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنانة شيماء سليمان تتحدث عن بداياتها في عال


.. رانيا فائق: هناك 3 محاور للفعاليات الثقافية والفنية نعمل عل




.. هل أثرت السوشيال ميديا على الجانب التراثي والثقافة للجيل ا


.. خارج الصندوق | مصير محمد الضيف.. ماذا تقول الروايات؟




.. لقاء مع رانيا فائق مدير الإدارة العامة للنشاط الفني بصندوق ا