الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجماهير العمالية تعيد امجادها النضالية

احمد عبد مراد

2015 / 2 / 17
الحركة العمالية والنقابية


عمت المدن العراقية في الاونة الاخيرة موجة من التظاهرات والاحتجاجات الجماهيرية شملت مختلف قطاعات المجتمع المدني العراقي الذي لم يترك مناسبة او ظرف موات لتذكير الجهات والمؤسسات والدوائر الحكومية وعلى اعلى المستويات سواء في الحكومات المحلية اوالحكومة الاتحادية ومجلس البرلمان ، ولكن مما يؤسف له ان كل الجهات الرسمية المعنية بالامر لم تعر ولم تهتم بما يطرحه المواطن العراقي المظلوم والمحروم من ابسط حقوقه المهدورة ، لابل ان ما كان يحصل وباستمرار هو الاهمال والجفاء المتعمد من المسؤولين العراقيين وعلى مختلف مستوياتهم..في الوقت الذي تتمتع الجهات التي تجثم على رقاب الشعب وتمسك بزمام الامور تتنعم بكل الامتيازات والملذات وتمعن في المزيد باذلال الشعب والسطو على حقوقه وقوت يومه ويتمتع المسؤولين هم وعوائلهم واقاربهم بكل ما لذّ وطاب ناهيك عن السفرات الطويلة خارج العراق للراحة والاستجمام والعلاج بارقى مستشفيات الدول المتقدمة ،في الوقت الذي تنخر الامراض الفتاكة والمزمنة اجساد الناس الفقراء والمحرومين الذين لايجدون سوى سوى مستشفيات لا تتوفر فيها ابسط الضرورات العلاجية والصيدليات التي تستورد الادوية الفاسدة والمنتهية صلاحيتها باثمان بخسة لتباع على المواطن الفقير الذي ليس له حول ولا قوة على مقارعة الفاسدين والطفيليين والمستغلين وعتات الفاسقين الظلاميين الذين يختبؤون وراء البسملة والتحمّد والتشكّر لله وهم بعيدين كل البعد عن الدين والخلق الكريمة.
لقد عمت التظاهرات العمالية غالبية المدن العراقية سواء البصرة والناصرية والسماوة وبغداد ومدن اخرى بعد ان عصر الجوع الذي لا يرحم بطون المحرومين المعدمين وبعد ان اثقل كاهلهم وحاصرتهم الحياة من كل جانب فلا طعام ولامصاريف مدارس ولا امكانية دفع الايجارات ولا عيش محترم ولا سكن يليق بالانسان حيث اصبح الكثيرون بل السواد الاعظم من المحرومين العراقيين يعيشون مع الحيوانات في سكن واحد يلفهم الضيم والبؤس من كل صوب ويكابدون الجوع والبرد والمطر والفاقة والحرمان وفوق كل هذا وذاك يتعرضون كل يوم للتهديد بقطع ارزاقهم ويتوقف صرف رواتبهم لاكثر من ستتة اشهر فالى من يشتكون والى من يتجهون واين المفر من هذا الظلم والقهر الطبقي الاناني والظلم الاجتماعي .. لقد ضاقت الدنيا وسدت كل الابواب بوجه المحرومين فلم يجدوا امامهم الا طريقا واحدا وهو النزول الى الشارع هاتفين باعلى اصواتهم ضد جميع الكتل والاحزاب والحكومات المحلية والحكومة الاتحادية البرجوازية التي لا يهمهم سوى ملذاتهم ولا ننسى برلماننا البائس الذي لم نقبض منه سوى المهاترات والردح الرخيص والاطناب والتشبث بالطائفية .. نحن نسأل البرلمان العراقي ونتحداه اذا كان يستطيع ان يخرج علينا ليؤكد اصداره قانونا واحدا لصالح الطبقة العاملة وسائر فقراء عراق.
ان التظاهرات العمالية التي شملت بغداد وبابل وذى قار والبصرة والسماوة والديوانية وميسان احتجاجا على تاخر رواتبهم والنقل التعسفى واثقال كاهل العمال بما لاطاقة لهم بتحمله وليست هي المسؤولة عما آلت اليه ظروف تصفية الصناعات العراقية بعد العام 2003 وانما من يتحمل تلك المسؤولية هي الحكومات البرجوازية المتعاقبة على حكم العراق منذ الاطاحة بالنظام المقبور .. وان الطبقة العاملة العراقية صاحبة الامجاد النضالية البطولية ستواصل النضال بكل اشكاله السلمية من اجل نيل حقوقها المشروعة دون تراجع او تهادن فالحقوق تتحقق بالنضال وليس هبة اومنّة من حكومة وبرلمان لا تهمهم الا مصالحهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا.. عاملون في القطاع الصحي ينظمون مسيرة في ملاطيا دعما ل


.. مستوطنون يطاردون المزارعين في الطرق المؤدية إلى أراضيهم ويغل




.. الجزء الثاني – أخبار الصباح | مسؤول في حماس: سنتعامل بإيجابي


.. قيادي في حركة حماس يؤكد أن الحركة ستتعامل بإيجابية مع أي مب




.. مسؤول في حماس: سنتعامل بإيجابية مع أي مقترح ينهي الحرب في غز