الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين النضال والعزوف السياسي

محمد التهامي بنيس

2015 / 2 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


بين النضال و العزوف السياسي في أفق الاستحقاقات القريبة . والعمل على مواجهة العزوف الانتخابي والعزوف السياسي . أعتقد أنه عاد للواجهة من جديد . السؤال السياسي الرامي إلى تغيير العقل السياسي المغربي . للتحفيز على المشاركة السياسية والإقبال على الانتخابات كجزء من هذه المشاركة . والسؤال الذي يفرض نفسه على المناقشة . هو : بأي فكر يمكن أن نطور بنية العقل السياسي ؟ هذا بدوره يحيلنا على سؤال راهني ممهد ومكمل . هل مواقف القوى السياسية التي اعتنقت ثقافة الردة السياسية – وأصبحت اليوم هذه الردة قاسما مشتركا بين كل هذه القوى المتواجدة على الساحة – قادرة على تجاوز التخلف والتشوف إلى مستقبل ديمقراطي حداثي واعد . في الوقت الذي تسعى جميعها . وفقط إلى السلطة والمال كغاية ووسيلة ؟ لن تكون بحال حملة الدعاية وحث المواطنين على التسجيل في اللوائح الانتخابية . مؤشرا على أن المسجل في هذه اللوائح . قديمه وجديده ومجدده . سينخرط في الفعل السياسي . لأن التسجيل والاستجابة للتسجيل . واجب وطني وليس واجبا سياسيا . والوطن يضم كثيرا من المواطنات والمواطنين , ممن لا علاقة لهم بالسياسة أو بالهيئات السياسية لأن هذه الهيئات منفصلة تماما عن المواطن وهمومه وقضاياه . ومنفصلة عنه وعن كل ما يرومه من كرامة عيش وإشباع حاجة . ومنها حاجته إلى مناخ ديمقراطي سليم . يشجع على التفكير بحرية وإنتاج الأفكار بحرية وإبداع المواقف وخوض النضال من أجل أن تصبح منهجا في الحاضر . ومنهاجا للتشبع وتغذية العقل الفاعل لتطوير بنية العقل السياسي , ثقافة وسلوكا وممارسة ولن تكون بحال هذه الصراعات الهامشية . المفتعلة . المبرمجة التي تقوم على الإقصاء داخل الأحزاب السياسية التي يفترض فيها تأطير فئة أو فئات من المواطنين . إذ كلما انخرط مواطن أو هم بالانخراط – وهو في مرحلة التعاطف مع الهيئة التي مالت نفسه إليها – أطره سلوك التموقع والتخندق والتجنيح بالانضمام إلى جناح ما . هذا الذي لا يسخر اليوم التكوين كأسلوب للتأطير . قدر ما يوظف الإغراء والكولسة وتأجيج الصراع خارج القنوات الحزبية التي يؤطرها نظام الحزب وقانون الأحزاب . فإما أن ينخرط مشروع المناضل في لعبة السخرة أو الكولسة . ويصبح ناطقا باسم الجهاز المدبر لشؤون الحزب ويصبح دمية يحرك خيوطها العقل المتحكم المدبر . أو يطوله الإقصاء والتهميش . وقد لا يقبل بهذا الوضع وقتا طويلا . فلا يختار الانسحاب بهدوء فقط . بل يصبح أداة فضح لتلك الممارسات المنفرة من الانخراط السياسي في الهيئة السياسية التي اعتقد أنه اقتنع بمبادئها . بل يصب جام غضبه على العملية السياسية . مروجا لشعار ( لعن الله السياسة والسياسيين . أو ليس في القنافذ أملس . أو اولاد عبد الواحد كلهم واحد ) وقد أصبح هذا صحيحا إلى حد كبير بشهادة ما نعيشه من وقائع وأحداث ولن تكون مجدية تلك التحالفات الهجينة ما دامت قائمة على مصلحة ذاتية تجسدها الرغبة في بلوغ مراكز السلطة واستغلال النفوذ وتحسين الأوضاع المالية والاجتماعية الذاتية . إن بمفهوم الذات الشخصية أو الذات الحزبية أو بمفهومهما معا ( اللهم ارحمني وارحم محمدا ولا تزد معنا أحدا ) فتصبح التحالفات إطارا تعظيميا لشخصية ديناصور كان ولا يزال يتطلع إلى تعطيل عقول المواطنين . وتعطيل مصالحهم ومصالح وطنهم . فتجسد محنة التحالفات التي لا يجمع بينها أي قاسم مشترك إلا الإساءة للفعل السياسي وترسيخ افتقاده لثقة المواطنين . ويكون بذلك قد فاق ذاك الحزب السياسي القائم على لإقصاء وتهميش فئات من مناضليه . بأنه تحالف يقوم على إقصاء وتهميش فئات واسعة من مواطنات ومواطني البلاد . أحزابا ونقابات وجمعيات مجتمع مدني وأفرادا . والمثال الصارخ الإقصاء الذي يطال الشباب العاطل والمعطل عن العمل . المنتمي منهم لأحزاب سياسية وغير المنتمي . أو المنتمي لقوائم الفقر والتهميش والهشاشة الاجتماعية والبطالة المقنعة لن يكون محفزا على الانخراط الحقيقي في الفعل السياسي – بما فيه المشاركة في الانتخابات – إلا ما قد يلمسه العازف من برامج حزبية صادقة قادرة على استيعاب الواقع وتحقق تنمية ملموسة . تخرجه من مستنقع اللامعقول . وتضع حدا للمفارقات الكبيرة والتناقضات الصارخة التي جعلته يلمس من خلالها أنه ضحية سياسة الإلهاء التي تمارسه عليه هذه الفقاقيع السياسية الحالية وهي تمارس نفس الطقوس المصطنعة والتي يقوم بأدوارها أباطرة وفقهاء المكر والخدع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية . التي كل مرة يكتشف المواطن والمواطنة بشكل عام والشباب منهم على وجه الخصوص ,أنه تم إغراؤه بالباطل والكذب من طرف عقول متحجرة تنتمي في نظره لأرشيف الجهل السياسي المركب
فاس . محمد التهامي بنيس
16 / 2 / 2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران