الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أي هدف سنخدم وكل ونحن نفتقد البديل...!

اكرم البرغوثي

2015 / 2 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


واقع صادم هو أن تملك أمريكا والأجهزة الإسرائيلية أضخم جهاز إعلامي على الإطلاق منذ عرفت البشرية الإعلام... لقد أجادوا صنع الخبر وتسويقه تماماً وكذلك تحليله. هناك عقول قاصرة أو تابعة تبحث عن آية قرآنية مجزوءة من أجل الزيادة في تأكيد ما جائت به نصوص تبيح القتل من أجل خدمة أفكارها ومصالحها...وكأن الحضارات والدول لم تحارب ولم تقتل أحداً من أجل توسعها وحماية مصالحها الكبرى والصغرى منها.
يرتكز الإعلام الآن على قاعدة أساسية مضللة قادرة على صنع الرأي العام ونقيضه من أجل خدمة أهداف ومصالح ثابتة. وأول أوليات هذه القاعدة هي ترتيب الأخبار حسب أهميتها للجهاز الأيديولوجي الذي يخدم مصالح استراتيجة في صياغة رأي عام مواتي...
منذ ظهور داعش بات الخبر الأول الأكثر أهمية وله الصفحات والأخبار الأولى والأولوية الأولى كذلك وحاضر في وسائل الإعلام وهو فعل داعش اليومي... تخيلت من كم تصدرها الأخبار والتركيز على دقائق الأمور بأن داعش قد استطاعت اختراع وامتلاك قنابل هيدوجينية تهدد البشرية وتفوق بإمكاناتها كافة إمكانات البشرية وعلى رأسها الدول العظمى وإسرائيل...
بات مدهشاً أننا نسينا من يهدد البشرية باحتلاله الدائم وحروبه الدائمة وهاجمنا هذا العدو الإعلامي الذي تصل به الفضائيات لفضاء رحب ويصل ليقطع رؤوسنا...
وكأن كل الحروب لم تقتل أحداً وبوركت هكذا بالصليب واستقبلت هكذا بالخبز وبالسلام.
ما أردت قوله هو أنه بغض النظر عن تعريف داعش وتسميتها بأي مسمى "إرهابي أو سلامي" هو أن ججم التغطية الإعلامية كمنظومة فاق كل الأخبار والأزمات العالمية.
إن المتتبع المتبحر يرى كيف تعرض "اللحى الداعشية" أسلحتها الفقيرة وهي الأسلحة الفردية التي شطبت من الجيوش العالمية ورشاشاتها البائدة محمولة على سيارات شحن مدنية صغيرة... فهل تستحق كل هذا المنظومة الإعلامية والترويج؟؟؟... إن ما يصنع داعش هو الإرهاب الذي تفرضه وسائل الإعلام بكافة أنواعها وأنواع ملاكيها... وكذلك وما يصنع على أرض الواقع جراء ذلك هو عدو يجب محاربته أينما كان فحافظوا على أحضانكم كي لا تصلها داعش وكي لا يصلكم الصاروخ المطارد له. فبكل الحالات أنتم ضحية.
بقي إلى أن أشير للعقول الصحفية لدينا وهي التي لا تمت للوعي الإعلامي بصلة فهي عبارة عن مجموعة كتاب فردى أصبحوا مكتبيي الفكر وفقدوا ديناميات العمل الإعلامي الواعي ليبحثوا عن مخرج لمحاربة داعش والتنظيمات الدينية كأبواق لمفكرين حقيقين استطاعوا مهاجمة الدين من خلال الصورة المبثوثة لا كَفكر فقط ولكن كممارسة تنقض الهوية العربية الإسلامية وتسقط حضارتها من داخلها. وسؤالي هنا كسؤال الشاعرة الروسية توضيحاً لفكرتها لنيتشه... "لماذا لم تقل أن الله مات، بدل قولك أنه غير موجود!". وتعقيباً قالت: لو قلت أنه مات لبقيت القيم والأخلاق وما راكمت من حضارة معفية من الزوال. أما أن تقول بأن غير موجود فهو نفي لما شكل البحث الإنساني عن قيم وأخلاق لتنظيم العلاقات في المجتمع...
ماذا فعلاً سيبقى من قيم وأخلاق وحضارة إن أسقطنا هويتنا الحضارية نكاية بداعش والتيارات الدينية مثيلتها؟ أي هدف سنخدم وكلٌ ومنا يفتقد البديل و حتى أننا لا نحاول التفكير به...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن استهداف خطوط توصيل الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا |


.. أنصار الله: دفاعاتنا الجوية أسقطت طائرة مسيرة أمريكية بأجواء




.. ??تعرف على خريطة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية


.. حزب الله يعلن تنفيذه 4 هجمات ضد مواقع إسرائيلية قبالة الحدود




.. وزير الدفاع الأميركي يقول إن على إيران أن تشكك بفعالية أنظمة