الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقلية الإنقلابية

طه الفرحاوي

2015 / 2 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


كلمة العقلية (نسبة إلى العقل) تعني في هدا السياق الذي يهمنا ، الطريقة في التفكير . و هي نتاج عوامل عدة تتعلق بالتنشئة الإجتماعية (بمفهومها الواسع) و بالوضع الإقتصادي و الإجتماعي و النفسي ...للأشخاص . و بهذا ، يمكن اعتبارها حالة ثقافية . وبالتالي ، تصبح عصية على التغيير ؛ ذالك أن العقلية ، بهذا المعنى ، ترفض التكيف السريع مع المستجدات و تعادي القيم الجديدة المرتبطة بها . فمن المعلوم أن تغيير العقليات لا يتم بين عشية و ضحاها . إنه مسار طويل و صعب ويحتاج إلى تضافر عدة عوامل ، يتداخل فيها الشخصي بالجماعي كالمحيط الثقافي و الاجتماعي و غيرهما . وهذا ناتج عن حمولات ايديولوجية و ثقافية مرتبطة بالأفكار و القناعات ، وهنا نجد علاقة جدلية بين العقلية و صفة الانقلابية المنسوبة إليها ، فهي مشتقة من كلمة انقلاب المشتقة بدورها من فعل انقلب الذي يعني من بين ما يعنيه تحول و تغير . فالانقلاب يعني إذن ، لغة ، تحول الشيئ عن نفسه إلى ضده واصطلاحا ، يعني تغييرا مفاجئا في نظام الحكم يقوم به عادة بعض قادة الجيش لنا في مثل الإنقلاب الذي قاده القدافي في ليبيا و الذي قاده السيسي في مصر وهنا تضاف إليه صفة عسكري . ونسمع في وسائل الإعلام لقد وقع إنقلاب عسكري في دولة كذا... . و هنا سوف لن نهتم بالانقلاب كتغيير لنظام الحكم ؛ ما يهمنا هنا فقط السلوك الفردي أو الجماعي (جماعة محدودة) الذي يمكن وصفه بالانقلابي لكونه يتعارض و ما تنتظره الجماعة بمفهومها الواسع .فعبارة العقلية الانقلابية هي تعبير قدحي عن حالة نفسية/أو فكرية ، تترجم على أرض الواقع بمواقف و سلوكات و أفكار لا تنال الاستحسان و الرضا . وبما أن العقلية تعني الطريقة في التفكير ، فإن وصفها بالانقلابية هو تعبير عن الشخصية الحقيقية للموصوف (أو الموصوفين ) بهذا النوع من السلوك . وبمعنى أخر ، فإن السمة الأساسية في شخصية بعض الأفراد (بغض النظر عن كونهم ينتمون للمجال العسكري او المدني او كونهم يشتغلون بالحقل السياسي او النقابي او الجمعوي ...) ، هي الإنقلابية التي تعني من بين ما تعنيه ، الغدر و الخيانة ، التنكر للمبادئ و نقض العهود ، إلخ
و العقلية الإنقلابية هي عقلية تأمرية بإمتياز . وبذالك فهي تتناقض و العقلية الديمقراطية وهذا لا يعني أن صاحب العقلية الإنقلابية لا يسعى إلى الإستفادة من الوسائل و الأدوات التي تتيحها الديمقراطية . بل بالعكس ، فهو كثيرا ما يختبئ وراء الديمقراطية لتحقيق مصلحته ، و سنده في ذال هو الغاية تبرر الوسيلة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من مسافة صفر.. استهداف دبابة إسرائيلية بعبوة -العمل الفدائي-


.. متظاهر يهتف -غزة- خلال توقيفه بنيويورك في أمريكا




.. إسرائيل تؤكد إصرارها على توسيع العملية البرية في رفح


.. شرطة نيويورك تعتدي على مناصرين لغزة خلال مظاهرة




.. مشاهد للدمار إثر قصف إسرائيلي على منزل عائلة خفاجة غرب رفح ب