الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة تأويلية في نص (بيدي) للقاص محمد فائق البرغوثي

أثير الغزي

2015 / 2 / 18
الادب والفن


|| بيدي ||
عقود مرت ، والنبوءة لم تتحقق بعد
لن ننتظر أكثر ، سنركب سفينتنا الآن
ونجوب البحار .. طولا وعرضا .. بحثا عنه
بحثا عن
الطوفان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من قصة النبي نوح والطوفان يُنشئ الكاتب خطابه النصي.
ويتضح من قراءتنا للنص أن الكاتب يُريد أن يقول بعض المراجع التاريخية ذات السّمة الدينية؛ لتأسيس خطاب سردي يرتكز في معطياته الفكرية على الفضاء القرآني القابل للاستنطاق والتشكل في بنى تختزن انساقاً من التلقي يمكن لها أن تشكل أحد أهم ستراتيجيات الخطاب الإبداعي، وهنا يمكن لنا أن نقول أن البرغوثي خضع لسلطة مراجعه التاريخية، تلك السّلطة التي تهيمن على النظم المعرفية في خطابه، ولكن السؤال هنا .. هل استطاع البرغوثي كقاص أن يُغاير بالمرجع ليُحقق ما يُسمى في النقد الحديث (بالصدمة المرجعية) تلك الصدمة التي توفر قراءة جديدة للمرجع وتمنحه الحياة بعيدا عن الاستحضار الآلي في سياق الخطاب الابداعي؟ وهل أن هذا التوليف بين المرجع والحاضر يُعطي تطابقاً في مستويات التطابق الفكري، أم أنه يقود بهذا الخطاب إلى مأزق اشكالوي يطيح بتجربة القاص ... هذه الأسئلة نعتقد أن الإجابة عليها تمثل جوهر قراءتنا النقدية...
*التوليف مع المرجع (قصة طوفان نبي الله نوح عليه السلام)
في توليف السّرد مع قصة طوفان نوح نجد أن الطوفان حقق غرضه في النص كون (طوفان نوح) طهر الأرض من البشرية السيئة ولم ينجو سوى نوح وأبناؤه الصالحون. وفي نص البرغوثي نجد أن الراوي يبحث عن (التطهير) من خلال المنقذ (بحثا عنه بحثا عن الطوفان) فملازمة الضمير (الهاء) مع الطوفان ملازمة
المصلح أو المنقذ مع (التطهير).
عنه (ضمير الغائب)+ الطوفان = النبي نوح + الطوفان
ومن خلال المعادلة التأويلية نجد أن الراوي في التأليف السردي يبحث عن النجاة من الغرق (البشرية السيئة) في الحاضر أو المستقبل بدلالة السين والفعل المضارع (سنركب سفينتنا الآن ).
* دلالة العنوان
(بيدي) هكذا جاءت عتبة النص، وفيها استحضار موفق للباحث عن الحقيقة، لذا أظن أن مستوى التطابق بين العنوان ودلالة النص مثل لنا (الصدمة المرجعية) وروح المغايرة بين الماضي (سفينة نوح والطوفان) وبين الحاضر( نبوءة المنقذ والتطهير) ولا تكتمل النبوءة إلّا (بيدي)!
وازاء هذا التأويل يمكن أن نقول أن الكاتب البرغوثي حقق مقاربة توليفية للخطاب بالاستفادة من القص القرآني، فكانت رؤية المتلقي لنصه رؤية انطلاقية للفعل من السّكون إلى الحركة.
(عقود مرت، والنبوءة لم تتحقق بعد) // سكون
(لن ننتظر أكثر ، سنركب سفينتنا الآن ..ونجوب البحار)// حركة
ونستطيع أن نخلص أن (الصدمة المرجعية) تحققت وأن روح التناسق مع المرجع تحققت أيضاً، بل رأينا ومن خلال التأويل وجهاً تكتمل ملامحه مع المرجع الأصلي، وهذا يعني أن القراءة الجديدة للقصة تحققت مع فعالية سرد الراوي ومع فعالية التلقي.
نصٌ موفق شكراً للكاتب البرغوثي ولمزيدٍ من الإبداع ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا