الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر العظمي بين الغزو والغزو المضاد ( 2 )

عمرو عبد الرحمن

2015 / 2 / 18
الارهاب, الحرب والسلام


عمرو عبدالرحمن - يكتب
بوصول سيناريو الصراع بين مصر من جهة ، وبين العدو الماسومتأسلم ، إلي مرحلة تقترب من المواجهة شبه المباشرة في ليبيا ، علي خلفية التطورات الدامية التي جرت علي مدار الأيام القليلة الماضية، أصبحت منطقة الشرق الأوسط علي شفا حرب كبري يجري التمهيد لها منذ عقود، وحيث سيحاول طرفا هذه الحرب غزو الآخر .. مصر العظمي من ناحية .. والكيان الماسوصهيوني من ناحية أخري.. هكذا . قولا واحداً.

وتعتبر عملية غزو مصر هي "الجائزة الكبري" والخطوة الأخيرة في الحرب الشاملة التى شنها العدو الصهيوماسوني علي منطقة الشرق الأوسط بأكملها، والتي من المفترض أن تنتهي بتقسيم دول المنطقة علي أساس إثني، لصالح إثنية واحدة مهيمنة، هي "اليهودية" ودولتها المترامية الأطراف ما بين فرات "العراق" شرقا ونيل "مصر" غربا، وذلك بعد القضاء علي كافة الإثنيات الأخري، نصرانية ومسلمة، علي مستوي العالم.

ثم يأتي الدور علي الإمبراطورية الأميركية، علي غرار سابقتها البريطانية التى لم تكن تغيب عنها الشمس، بعد أن استغلها الكيان الصهيو ماسوني في تحقيق أهدافه "الكونية" بحسب الأجندة اليهودية.

وقد بدأت المراحل الأخيرة لهذه الحرب، بحرب بوش "الصليبية" علي أفغانستان، ثم غزو العراق وتخريبه إلى الأبد، وقد انتهت هذه المرحلة بتفريخ أكبر كيان إرهابي متأسلم في التاريخ، الهدف منه ضرب الدين الإسلامي ذاته، ومن ثمَّ كل الدول التي يعد الإسلام ديانة غالبيتها.

ومن قبل ذلك، ومن أجل ضمان تمويل الحرب الكبري ضد العرب والمسلمين، من خزائن بلادهم ذاتها، كان قد تم احتلال منابع النفط الخليجي، سياسيا بل وعسكريا، "بزعم الدفاع عن دول الخليج ضد الخطرين العراقي ثم الإيراني"، وذلك عبر حزمة من قواعد الجيش الأميريكي الرابضة في الخليج، وليتم بذلك تحقيق أهداف تكتيكية واستراتيجية عدة، منها وضع ثروات العرب تحت السيطرة الغربية، تنفيذا لوعيد اليهودي "هنري كيسنجر" عقب انتصار مصر بمعونة لوجستية عربية، علي العدو الصهيوني في حرب أكتوبر 73.

ثم بدأت المرحلة التالية، بإشعال الربيع "الماسوني"، المسمي خطاً بالربيع العربي، وفيه تم قصم ظهر ليبيا بحرب أهلية مدمرة، تلتها سورية، التي تتداعي جيشا وشعبا، بحيث لن يبقي فيها قريبا لا جيش ولا شعب ولا أرض، بل دويلات متفرقة وجماعات إرهابية تتناحر للسيطرة علي جيوب متناثرة هنا وهناك، بينما قوات الناتو تهيمن علي الجميع، "اتساقا" مع وصية مشايخ الخيانة، "يوسف القرضاوي" وأمثاله.

والآن جاء الدور علي مصر، لكي تصبح في عين الإعصار الصهيوماسوني، وذلك بعد سقوط النظام الذي صنعه الكيان الصهيو غربي، منذ عشرينات القرن الماضي وتفرعت عنه كافة الجماعات والتنظيمات الإرهابية التى كانت مهمتها الأولي: تخريب الدين والدنيا في العالمين العربي والإسلامي.

وكان العدو الأميركي – ولازال - من الوقاحة بمكان بحيث يبدي علنا تأييده ودعمه اللامحدودين، تجاه جماعة تعلن أنها "مسلمة"، علي الرغم من أنها وغيرها من جماعات "إسلامية" أخري، تعتبر منتمية – بالمقابل - للعدو الأخضر، الذي شن الغرب حربا شرسة عليه بزعم الحرب علي الإرهاب، وفي غمار هذه الحرب المضللة، تم تفخيخ أفغانستان ووصمها كـ"قاعدة" إرهابية دولية، وباسم تلك الحرب الظالمة، تم مسح العراق من علي الخريطة العالمية، ولتتحول إلى ثلاثة كانتونات طائفية، سنة – شيعة – كرد.

وكان من أكبر مظاهر هذا الدعم الأميركي لحلفائه الإرهابيين، تلك السلسلة من لقاءات الخطيئة السياسية بين أمريكا ورموز جماعة الإخوان "المسلمين"، والتى استمرت منذ تسعينات القرن الماضي، بحسب تقارير أميركية رصينة وعديدة في آن، وحتي ورموز الجماعة في غياهب السجون، بعد أسقطهم شعب مصر العظيم عن كاهله، بيوم وليلة من أعظم لحظات تاريخ الأمة الأعظم علي مستوي الإنسانية جمعاء.

كشف العدو عن وجهه القبيح إذن، وتزامنت تصريحات رئيسه "أوباما" المؤيدة لجاسوسه المعزول "مرسي"، مع تصريحات أخري قادمة من الجانب الآخر من العالم، من طالبان، الجماعة "الإرهابية" وفقا للمعايير الأميركية ذاتها، وذلك بالطبع علي خلفية تصريحات مماثلة من الجوقة الصهيوأوروبية، ألمانية وفرنسية وبريطانية وإيطالية، واتحاد أوروبي، إلخ.

وهكذا أصبح طرفي الحرب المقبلة، واضحين لكل ذي عينين، مصر من ناحية....... والكيان الصهيوماسوني وأصابعه القذرة من إخوان "مسلمين" وإرهابيي تنظيمات "القاعدة" و"السلفية الجهادية" من ناحية أخري.

وفيم شهدت الأيام الماضية، حالة من الفرز بين كل ما هو مصري الهوية، وبين ما هو ومن هو معادٍ لمصر، حيث يمكن بسهولة رصد مدي تنام الشعور "المصري" بكراهية و"صد" كل من هو "إخواني"، فإن الأيام المقبلة من المتوقع أن تشهد مزيدا من الاستقطاب "المحمود" وليس المذموم، بين أولئك الذين سيقاتلون دفاعا عن مصر وبين من يسعون في أرضها فسادا وحرقا وقتلا لأبناء شعبها، أعظم شعوب العالم قاطبة.

المعركة خلال الأيام القادمة، وبعد سقوط الهيكل العام للنظام الفاشي الذي حاولت جماعة الإخوان الموالية للكيان الصهيوغربي، تشكيله في مصر، وبعد القبض علي كبار قياداتها ومئات من بلطجيتها، ستكون حرب عصابات وعمليات اغتيالات رخيصة، كمحاولة أخيرة لتطبيق مبدأ "إن لم نحكمها فسوف نحرقها".

وسيقف من وراء هؤلاء القتلة والإرهابيين بالمال والسلاح والدعم الاستخباراتي واللوجستي، كلا من ال"سي آي إيه" و"إم 16" والموساد، أي المخابرات الأميركية والبريطانية والإسرائيلية، علي الترتيب، ولنا في اجتماع الأفعي الأميركية "آن باترسون" الذي دام ثلاثة ساعات مع الإرهابي "خيرت الشاطر"، قبل سقوط نظامه بأيام، ثم في اجتماعها بقيادات الإخوان في قلب اعتصام رابعة العدوية قبيل فضه بساعات، لتنسيق الجهود الإرهابية المشتركة، وكذا اجتماع "الصهيوأميركي" المتطرف جون ماكين مع نظيره "الشاطر" أيضا في محبسه بسجن العقرب، نماذج لا يمكن إغفالهما، ضمن قائمة طويلة من أدلة التحالف العسكري وال"تاكتيكي" بين العدو : الأميريكي – الغربي – الصهيوماسوني – الإخواني – الإرهابي....... ضد مصر.

ولا يسعني استبشارا باقتراب دوران رحي المعركة الفاصلة بين الجيوش المصرية وبين جحافل الإرهاب وجيوش الناتو المرابضة إلي الغرب داخل قاعدتين عسكريتين تم إنشاؤهما بعد أن سقطت ليبيا في مستنقع الربيع الماسوني، وأساطيل البحرية الأميركية إلى الشمال في المتوسط، ووسط ترقب ماكر من العدو الصهيوني من جانب الحدود الشرقية، إلا بتذكير أعداء مصر بأمرين:

أولهما، أن المعركة القادمة هي بين مصر المُوَحِّدَةْ بالله – عز وجل - منذ أحد عشر ألفا وخمسمائة من الأعوام، علي مر عهود "مينا" – موحد القطرين بتوحيد "العقيدة"، و"أيمحوتب" باني عمارة الخلود، و"إخناتون"، الذي أعاد البريق إلي ديانة التوحيد، سابقا بها أنبياء مثل داوود وسليمان – عليهما السلام، والتي وصفها رسول الله – صلي الله عليه وسلم - بكنانة الله في أرضه، والتى يوصف جيشها بخير أجناد الأرض، وأهلها وصفهم الحديث الشريف بأنهم في "رباط إلي يوم القيامة"، بمعني أنهم في حالة "عسكرة" دائمة، والمعني الأهم أن مصر باقية علي نضالها، وأن خزائن أرض الله لن تنفد، وأن كنانة الله في أرضه لن تخلو أبدا من سهامه، وأن صراع جندها – جنود النور – ضد جنود الظلام مستمر إلى يوم القيامة، وبالتالي فالنصر لمصر في النهاية دائما إن شاء الله.

ثانيهما: أحيل أعداء مصر إلى المتنبئ اليهودي الأشهر "نوسترا داموس"، الذي تنبأ – وفقا لما استند إليه من أحاديث العهد القديم - بصعود نجم "مرسي" وإخوانه إلى سدة الحكم في مصر، ثم سقوطهم السريع، إلى حد أن يتحول الرئيس المعزول إلى جثة لن يمكن تجميع أشلائها من فرط قسوة الميتة التى سينتهي إليها، وإلى أن المصريين سوف يطاردونهم عبر الصحاري الشرقية، حتي يطهرون البلاد من دنسهم، وداعميم، إلي الأبد.

ثم وبحسب النبوءة ذاتها، التى تحقق منها نصفها حتي الآن، حيث صعد "إخوان" مرسي وسقطوا في عام، فإن المرحلة القادمة ستشهد أياما من الدم والنار، تشبه آلام الولادة أو "التعميد" لمصر، لتخرج بعدها من أسوأ حال إلى حال مغاير تمامًا.


نصر الله مصر ونصر شعبها وجيشها كيف شاء وبمن شاء من صديق أو عدو.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة أمام وزارة الدفاع اليابانية رفضا لشراء طائرات مسيرة م


.. عادل شديد: مسألة رون أراد تثير حساسية مفرطة لدى المجتمع الإس




.. دول غربية تسمح لأوكرانيا باستخدام أسلحتها لضرب أهداف داخل رو


.. ما دلالات رفض نصف ضباط الجيش الإسرائيلي الاستمرار بالخدمة بع




.. أهالي جباليا يحاولون استصلاح ما يمكن من المباني ليسكنوها