الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنحب ولنتعلم فنونه فهو علاج لكل داء

حياة البدري

2015 / 2 / 18
كتابات ساخرة


بينما كنت أنا والأستاذتين ليلى البرادعي من مصر وحنان بن قاسم المغربية نتنزه بحديقة ماجوريل، بعد الانتهاء من أشغال ملتقى التحول الديمقراطي، غمرتنا فرحة عارمة وأصبحنا نضحك من أعماق الأعماق لمجرد أسباب بسيطة فبدأت أتساءل بصوت مسموع معهما ونحن نضحك بصوت مجلجل وكأننا وحدنا أو أن الكل من أقاربنا وعائلتنا، عن سبب فرحتنا وبهجتنا التي اكتسحت عقولنا وأفئدتنا وجعلت الحب والسلام والهدوء وكل الصفات الجميلة ترخي بأسدلتها المبهجة والمفرحة على كياننا ...؟؟؟
أهو المناخ الرائع الذي تتميز به مدينة مراكش وأصحابها من شساعة الصدر ورحابته... أم أن السر يكمن في تلك الحديقة الرائعة وماتتميز به من فن راق وألوان ساحرة وفاتنة تمنح الدفء والطمأنينة و"تنتشل" من عالم الكراهية والحقد والحسابات الفارغة ومن عالم تتخلل شرايينه جمعاء الحسابات السياسية والمذهبية والتوجهات غير المحدودة واللامناصفة والتمييز الذي يطال الجنس البشري من نسائه وأطفاله ورجاله والفوارق الشاسعة بين الطبقات البشرية ... وغيرها من اللاعدالة إنسانية ... و ترفعك نحو عالم يمنحك الحق في الفرح الحقيقي والضحك العميق ...

أو أن من منحنا النشوة الحقيقية وزرع الفرح المتتالي لدينا هو الحب الكبيرالذي اجتاحنا وكسى ضلوعنا (ضاحكين) بفضل بركة "الولي" "ايف سان لوغن"، أو ربما أن بركات سبع رجال كلها قد تجمعت بتلك الحديقة الساحرة، وهي من حلت بأرواحنا ومنحتنا نعمة الحب الكبير والبهجة الكبرى...

ذالك الحب الذي تنمحى معه كل السموم وكل جرعاته التي تطرحها الحياة وهمومها وحساباتها الضيقة ... الحب الذي يجعلك تسمو وترتفع درجات ودرجات عن كل الموبقات التي تشد الإنسان نحو الدرك الأسفل...
الحب الذي أخرجنا من حالة الجمود والرزانة الزائدة إلى عالم مملوء بالأمل الكبير والبسمة النابعة من الدواخل ومنحنا الضحك الحقيقي الذي بدا الجل يفتقده وأصبح الوصفة السحرية التي يجب على المرء لكي يبلغها أن يقطع الشطان والبحار وأن يركب سفن المنشطات التي سرعان ماتنقلب عليه بأسوأ المساوئ وأخطر الأخطار الصحية ...

ذلك الحب الكبير الذي جعل مني شاعرة أنظم الشعر أمام صديقاتي وأعبر عن كل مايختلج جوارحي وفؤادي من فرحة وبهجة عارمتين وجعلتني أصرح لليلى البرادعي وهي ترفع يدها وكأنها تأخذ ميكروفونا تجري معي لقاء وتأخذ مني تصريحا متسائلة حول أسباب الفرح والضحك الذي تملكنا وكأننا طفلات لاتحمل كل واحدة منا هم البلاد والعباد الأكبر... والأستاذة حنان تضحك ملء فمها وهي تأخذ لنا صورا و"فيديو" يسجل اللحظة...
فقد دلفت أجيبها وأنا في غاية الفرح والمتعة بجمالية المكان وسحره الذي تملكني وأنساني ما يوجد خارج أسوار هذه "الجنة "، على أن الوصفة السحرية لكل داء هي الحب ، نعم الحب، الحب الحقيقي الذي يحمل بين طياته الفرح الحقيقي وتنمحي معه الكراهية والبغضاء ويعم معه التسامح الشامل والعطاء الأكبر والصدق والمصداقية والديمقراطية قولا ومملرسة... وبالتالي الرجل المناسب في المكان المناسب، والترفع عن كل الحسابات الضيقة والتسابق المحموم حول المناصب والكراسي الذي يقتل فيه الحزبي أخاه وابن حزبه ويشهر به ويجعل الدعاية المقيتة عصا غليظة تنزل عليه وتكسره...
فقط من أجل الوصول إلى منصب يوفر له كل مايطمح إليه من ماديات، ظنا منه أن سيجد ضالته فيها وستحقق سعادته وفرح أسرته... فكم من غني وكم أمير وسلطان يفتقد للسعادة وللحب الحقيقين ويشعر على أن العالم كله ضده ولايحبه ويسعى إلى أن يشتري حب الآخرين، ذاك الحب غير الحقيقي المبني على المال وقضاء المصالح...

الحب الحقيقي، ذلك الذي يمكن الإنسان من حب أخيه بني الإنسان كيفما كان جنسه وأصله ولونه ومستواه المادي... سواء كان ذكرا أو أنثى أوعربيا أوأعجميا...
فلنتعلم الحب ولنعلمه لنسائنا ورجالنا، لأبنائنا وحفدتنا بالمنازل والمدارس ، في الإعلام والكتاب والمقررات الدراسية العامة من الطفولة إلى الجامعة، آنذاك سنتغلب على نار الفتنة والكراهية والقتل المجاني في كل لحظة لبني الإنسان ...
ولننتصر على الكراهية والحقد عن طريق التسامح والحب الذي أوصت به كل المذاهب والديانات والمواثيق الإنسانية، ولنعمل جميعا على تفعيل بنود الحب الذي أفرغه البعض من مدلوله الحقيقي ولنرفع من جرعاته بيننا ولننثر ألوانه الزاهية التي تقتلع أوساخ البغضاء والحقد.

ولنتقاسم لحظات الحب وندعها تغمرنا وتطهر دواخلنا وتدفعنا نحو الإبداع في كل شيء، السياسة والاقتصاد و التعليم وفي التربية... ولنغلق الباب في وجه الكراهية والحقد والانتحار الذي بات يتسلل إلى ردهات بلداننا ولنتعلم ثقافة الحب والجمال.
داك الحب الذي يجعل بني البشر يرقون عن التمييز والعنف بكل أشكاله ضد أخيهم الإنسان...ذلك الحب الذي يطهر القلوب ويغسلها بنور المحبة والتسامح والخشية فقط من خالق واحد وأحد ألاوهو الله عز وجلت قدرته، الله المسؤول عن محاسبة العباد وعن كل خطاياهم وليس أولئك الذين يسلكون طريق الإرهاب ويبدؤون في تقتيل بني الانساء بما فيهم الأطفال والنساء... تحت ذريعة أنهم هم حملة الحقيقة الواحدة والوحيدة في الكون.
ولننشأ حدائق غاية في الجمال مثل حديقة ماجوريل بمراكش، كي تنثر بذور نسمات الحب الكبير للانسانية جمعاء ولتذكرنابتسامحنا وبسمونا عن الحفر والقتل والذمار لأخوتنا وأبناء جلدتنا، ولتدكرنا بإنسانيتنا..









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيدتى اجدك رومانسيه من الزمن الجميل
مينا الطيبى ( 2015 / 2 / 19 - 01:10 )
انك تتحدثى عن اجمل شىء فى الوجود ولولاه لم يوجد احد على هذه الأرض فالحياة مازالت قائمه على وجود الحب والتسامح لأنه مازالت هناك الأغلبيه العظمى للبشريه التى تؤمن بالحب والمحبه التى تتوالد منه التسامح والرحمه والأحترام وفى نهاية مقالتك تكتبين عن من هم يسلكون طريق الأرهاب ... وربما تقصدين توجيه رساله الى هؤلاء الأوغاد المجرمين فى حق البشريه عليك ان تعلمى سيدتى ان هؤلاء يفعلون مايؤمنون به من عقيدة وليس ما يفهمونه عن الأنسانيه وان ايمانهم هذا بالفعل من داخل عقيدتهم فاألههم يفرض عليهم ذلك فامن تكونين انت او انا او اى شخص يدعوا الى الحب والسلام فهم يؤمنون باأله ونحن بشر وجب عليهم قتلنا لأننا لا نؤمن بما هم يؤمنون لأنهم هم خير امه اخرجت للناس ودينهم هو دين الههم وليس دين آخر انهم يمارسون الأرهاب والقتل والأغتصاب والأستيلاء على املاك الآخرين طامعين فى الحصول على حور العين ويفجرون انفسهم من اجل ذلك !!الحب سيدتى يخرج من القلب اذا كان مملوء بالحب الألهى الحقيقى فينضح هذا القلب بما فى داخله من حب حقيقى هذا الحب الذى تحدثتى عنه سيدتى الله يسكن قلبك ليخرج منه المحبه والتسامح ... نحياتى

اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا