الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكاتب إبراهيم اليوسف يزج بنفسه في أتون الحداثة!!!؟

سلمان بارودو

2005 / 9 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لقد أثارت قضية نقل الكاتب والصحفي والشاعر إبراهيم اليوسف خارج منطقة القامشلي، ردود فعل عنيفة بشكل كبير لدى جميع المهتمين بالشأن الوطني العام، ولدى كل من تعز عليه كرامة الوطن والمواطن، كون الكاتب إبراهيم اليوسف معروف لدى كافة الأوساط السياسية والثقافية والاجتماعية في البلد بوطنيته الصادقة وحبه للناس وتفائله في العمل من أجل خدمة الإنسانية بشكل عام، وبالمناسبة والتذكير، هو مدرَس اللغة العربية وعضو في اتحاد كتاب العرب ، وهو يعمل أكثر من ربع قرن في سلك التربية والتعليم، كان دائماً يدعو إلى بناء وحدة وطنية صلبة ومتما سكة ونشر الديمقراطية وكشف الحقائق ونبذ التطرف والعنف ومحاربة الإرهاب والشوفينية والعنصرية، ويدعو إلى فضح الفاسدين والمفسدين في البلد أينما كانت مواقعهم ومسؤولياتهم واتجاهاتهم بدون استثناء.
لذلك أتوجه إليه وأقول للكاتب إبراهيم اليوسف: ( لا تغضب كثيراً من هذا القرار الجائر بحقك وبحق الكثيرين من أمثالك كالناقد خالد محمد وغيره... فكم من عملاق تصاغر أمام حاكم جائر، حتى بدا قزما، ً يرتجف هلعاً كفأر رأى شبح قط ). أهمس في أذنك وأقول لك: أليس هذا جائزاً في ظل غياب القانون ومصادرة الرأي وكم الأفواه.
ولذلك، كفاك هتك الأستار وكشف الأسرار يا أستاذ إبراهيم ألا تفهم سكوت المسيح المطبق أمام الحكام والمسؤولين الرومان وانطلاقه في الكلام بغير حساب مع تلاميذه الدراويش والفقراء، وإغداق الوعود عليهم، لا في هذا العالم فقط بل في ملكوت السموات، ممَ يخاف وهو الله أو أبن الله كما يقولون؟
وفي الحال تذكرت قوله تعالى: (( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرَ لكم، وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرَ لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون )). لذلك لم يبقى للكاتب إبراهيم اليوسف إلا أن يتوجه ويلتجأ إلى سبحانه وتعالى ويتفرغ كل ما في جعبته من أدعية وتضرع واستغاثة، فلعله سبحانه يسمعه ويحل قضيته؟ مع أنه سبحانه يسمع دبيب النحلة السوداء على الصخرة الصماء، في الليلة الظلماء؟.
كما وأن نصيحتي له أن يقوم بقراءة الدعاء التالي: اللهم إني التجيء إليك التجاء المضطر الذي لا حيلة له، اللهم ارحمني ويسَر أمري يا ذا الجود والإحسان، ويا ذا الجلال والإكرام، أنت ظهر اللاجئين، وأمان الجائعين، ومغيث المستغيثين، ومجيب دعوة المضطرين...!
ألا تخاف أن يصدر ضدك الحكم بتفريقك عن زوجتك، بحجة انك تريد الاجتهاد في قواعد المواريث!!؟.
لذلك، عليك أن تكف عن الكتابة وتراعي الثوابت والمقدسات احتراماً للمشاعر والأحاسيس الغير...!؟ يا أخي ألا تعرف بأننا نخضع لجملة من المحرمات والمقدسات، ولتفاوتات سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية صارخة، ولتعسف إنساني لا يطاق، ولتخلف فكري محزن، وكل هذا يتناقض مع الحرية السياسية والدينامية الاقتصادية والقدرة على الإبداع، وبَعد النظر التاريخي، وإرادة التغيير والتطوير.
لقد كافحت البشرية وناضلت ، وقدمت ملايين الضحايا على مذبح كرامة الإنسان وحقوقه، حتى تمكنت من إرساء قواعد حقوقية، وأهمها حق حرية التفكير، وحرية القول، وحرية الاعتقاد، حتى استطاعت أن تقيم الدولة المدنية الديمقراطية.
وأقول لك ً يا أستاذ إبراهيم، بأنني أخيراً اكتشفت حقيقتك بأنك: تريد أن تزج بنفسك، لا في تيار الحداثة فحسب، بل في أتون الحداثة، لأن التيار لا يطهر، بل قد يكون ملوثاً، وأما الأتون فهو كفيل بإحراق جميع الشوائب، فالنار هي المطهرَ الأكبر، فلا تلوث في النار.
لذلك لا يسعنا إلا أن نقول: كل التضامن معك ومع كل ضحايا الإجراءات الأمنية المقيتة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تتطلّب اللياقة والقوة.. شاهد كيف تتدرّب لاعبة غولف في صالة ر


.. بلينكن: واشنطن تعارض معركة كبرى في رفح




.. مقتل أكثر من 300 شخص وإصابة مئات وتدمير أكثر من 700 منزل جرا


.. طالبة تهدي علم فلسطين لعميد كلية بيتزر الرافض لمقاطعة إسرائي




.. ناشط ياباني ينظم فعاليات غنائية وثقافية للتعريف بالقضية الفل