الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القبطان العبادي .. إلى أين يسير بالمركب العراقي

ياسين الياسين

2015 / 2 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


من المسلّم به مبدئياً أن لايتفق فرقاء مختلفون في كل شيء على حيثية واحدة فقط هي ليست ككل الحيثيات من حيث أنها لم تكن إلا على رأس مهامهم وأعمالهم بل هي الأساس فيما هم فيه مختلفون ، وهذا الأمر لاشك يستدعي سرا في الموضوع ، ومكامن هذا الفعل لايستطيع الوصول إليه بالأستنتاج والتحليل إلا ذوو خبرة ومران وتجربة ، وصاحب هذه السطور رغم كونه مستشاراً إعلامياً رقابياً إلا أنه مارس التجربة ميدانياً ذات يوم حين كنت أعمل رئيساً للجنة التربية والتعليم في أحد مجالس الأقضية في العراق وإتخذنا حينها قراراً تفرّدنا به على مستوى العراق حين قررنا تغيير كل إدارات المدارس البعثية بمراحلها الثلاث الأبتدائية والمتوسطة والأعدادية فضلاً عن إعداديات التجارة والزراعة والصناعة ناهيك عن تغيير عمادة المعهد التقني في المدينة آنذاك ، ولغرض البدء والشروع بعملنا توصلنا بأجتماع خاص إلى العمل لتغيير تلك الأدارات البعثية بصيغة الأنتخاب بالأقتراع السري والمباشر بعد الطلب من أعضاء الهيئة التعليمية أوالتدريسية بتقدم شخصاً أوأكثر للترشيح لمنصب الأدارة ومن ثم القيام بعملية الأقتراع ، وبعد إنتهائنا وإتمام عملنا في كل المدارس الموكلة بنا وكان عددها حينذاك (288) مدرسة بالمراحل الثلاث عدا المدارس المهنية والمعهد التقني إكتشفنا رغم أن قراراتنا لم تكن مهنية وفنية بقدر ماكانت سياسية بحتة أننا أخطأنا كثيراً بصيغة الطلب للترشيح من قبل الهيئة نفسها ثم القيام بعملية الأقتراع ، وذلك الخطأ كان لنا جلياً وواضحاً جداً فيما بعد من خلال كثرة ورود الشكاوي والمشاكل وتردي مستوى الأدارة وإنتظام الدوام في تلك المدارس آنذاك بسبب أن تلك الهيئات التعليمية والتدريسية كانت تتفق مقدماً قبل حضورنا إليهم على ترشيح الأضعف شخصياً من أعضاء الهيئة بغية تمرير غايات البعض من ذوي النفوس المريضة في التسرب وعدم الأنضباط من تينك التي تسللت للعملية التربوية بسبب سياسات النظام البائد بتدمير العملية التربوية والأساءة لها من خلال تعيين معلمين ليس لهم أدنى علاقة بالتربية عن طريق منظماتهم الحزبية آنذاك وبدورات سريعة للحاصلين على شهادات إعدادية زراعة وصناعة وتجارة ولمدة أربعة أشهر فقط مما ساعد حينذاك ومازال وإلى اليوم في هبوط وتردي وإنخفاض المستوى التربوي والتعليمي في العراق ، وبعد هذه المقدمة الطويلة رمت فيما رمت وقصدت أن الأختيار لمنصب رئيس الوزراء لم يأت بهذه السلاسة والأنسيابية والمرونة بين فرقاء شهد الخلاف فيما بينهم حدة لم تنفرج لها أبداً أسارير القريب منهم إشارة لأنفتاح وإنفراج ولو في عالم المستحيلات . إذاً والحال هذا لاشك يخفي سراً عظيماً يكمن في أمرين لاثالث لهما ..
أما أن الفرقاء وبالتعاون الخارجي الأقليمي يسعون لخراب العملية السياسية ودفع المكون الشيعي الأكبر إلى ميادين أكبر الخسارات لهم وإستنفاذ كل مكاسبهم السياسية على الأرض وجعلهم يدفعون الثمن مضاعفاً عن طريق الأتفاق والتعاون على إختيار أضعف رقم في المقاعد الشيعية العراقية على مستوى الكتل والأحزاب الشيعية من تينك التي لايختلف عليها إثنان من بينهم لحصول قناعات مسبقة بكونه قيادياً ومجاهداً وما إلى ذلك بغية تمرير كل مخططاتهم من خلاله بحجة التغيير وتحقيق العدالة في نسب المشاركة وخلق هالة بحجم كبير حوله لتأخذه بعيداً عن آراء أقرب الناس إليه وضربها عند الحائط والتهويل الأعلامي من حوله من خلال التأكيد على موضوعيته وجرأته وشجاعته وأنه فارس الميدان الذي ضرب وبقوة جدار الطائفية وأنه الموحد القادم للعراق الجديد ، وهو لايعلم أنهم آخذيه إلى الطائفية والتقسيم وهدر كل أموال البلد حد العجز المالي والأضطرار لأجراءات تقشف شديدة تعم الشارع الشيعي والمعدمون من أبناء الشعب وصغار الموظفين حصراً بينما الآخرون من مكونات أخرى في بحبوحة وراحة ربما لم ينعموا بها قبلاً ، وهذا العمل يذكرنا بالضبط مع ماجرى للرئيس السوفياتي ميخائيل غورباتشوف من مؤامرة دولية لتفتيت الأتحاد السوفياتي حينذاك وتم بالفعل لهم ذلك من خلال النفخ في صورة الرئيس غورباتشوف على أنه الأكاديمي الرائع والأستاذ والمفكر الكبير والقيادة الفتية الشابة الأولى للأتحاد السوفياتي التي ستأخذ الروس والقوميات الأخرى إلى ناصية الأنفتاح والرقي والرفاه الذين حرموا منها طوال أكثر من سبعين عاماً ، وقد خدع غورباتشوف وأخذته الهالة بعيداً ولم يدر بنفسه حتى سقط في مستنقع المؤامرة الدولية وتفتت السوفيت إلى دول وقوميات متناحرة متحاربة لم تنطفيء نيران حروبها إلى اليوم تارة بين الروس والأوكرانيين وأخرى بين الروس والشيشان وثالثة بين القوقازيين والروس ومازالت حروبهم مستعرة إلى اليوم وهي تستنزف طاقات وإمكانات بلد عملاق جداً حينذاك يحسب له ألف حساب ..
وأما أن العملية من جانب آخر هي مؤامرة داخلية مسنودة بأرادة خارجية خليجية يدعمها التحالف الدولي بتعاون شيعي دنيء من الداخل لتدمير العملية السياسية وتحطيم الأرادة الشيعية وهنا أكثر من وقفة لذلك التحليل والأستنتاج وهو أن مايجري على الساحة يثير الأستغراب لسلوك العديد من القادة العسكريين والساسة على حد سواء ، فبينما دماء أبناء الجنوب في قاعدة سبايكر ومأساتها لم تجف بعد توالت عمليات الصقلاوية والسجر التي راح ضحيتها الآلاف من أبناء العراق الغيارى الذين هبوا لنجدة أبناء المكون الآخر الذي لم يألوا جهداً للغدر بهم وقتلهم في مدنهم وقراهم والحكومة والساسة لم يأبهوا للأمر وكأن مايجري هناك عادياً وأمراً طبيعياً وذهبت جهود الضحايا ودماؤهم سدىً بل وكوفيء الخونة من القادة والمتخاذلون بتكريمهم وإحالتهم على التقاعد حتى أن الحكومة وأجهزة الشرطة كانت تمنع المتظاهرين في أماكن وأزمنة مختلفة للتظاهر بغرض المطالبة بالتعرف على مصير أبنائهم وذويهم ، وبقيت النساء والرجال والشيوخ أشهراً طويلة تحت طائلة قيظ الحر والشمس الحارقة في الصيف والبرد القارس والمطر في الشتاء وهم يلازمون الساحات أمام الوزارات والدوائر المعنية لمعرفة مصير أبنائهم دون أن يعيرهم أي مسؤول إهتماماً بالموضوع ، ومن جهة أخرى وتتمة لهذا الأمر فأن الطائرات التي تعود للتحالف الدولي ترمي بنيرانها ولمرات عديدة معسكرات الحشد الوطني الشعبي بحجة الأشتباه والشعب العراقي كله يتذكر تماماً كيف تم إغتيال الفنانة العراقية ليلى العطار بصاروخ أميركي عابراً للحدود وليس بقصف جوي من فوق ومباشر ، ومشاهد الطائرات التي تلقي بالمؤونة والذخيرة والسلاح لداعش من قبل طائرات التحالف الدولي صارت مألوفة جداً للشهود العيان ولأحاديث يتندر بها العامة والخاصة ، وكل تلك الأحداث تجري على الأرض والحكومة العادلة والتي تناهض الطائفية لم تحرك ساكناً ولم توجه حتى ولو إستفساراً عن طريق الخارجية لسفراء الدول التي تشارك في الحملات والغارات الجوية مثل فرنسا وبريطانيا وأميركا مما يستلزم شكوكاً كبيرة جداً حول نزاهة الموقف الرسمي العراقي ومدى تورطه في دماء أبناء الشعب العراقي ، وقد وصل الأمر أخيراً بعد مقتل أحد الأشخاص من المكون الآخر ممن صدرت بحقه مذكرات قبض قضائية وصل عددها إلى الثلاثين مذكرة نظراً لما إرتكبه من جرائم عديدة بحق أبناء الشعب حتى إنفلت واحداً من ذويه وهو يصرّح علناً وجهاراً وعلى مسمع ومرأى من المسؤولين من أنهم سوف يقتلون ويذبحون من الشيعة قتلاً كثيراً كما فعلوا بهم في حي العامل ببغداد على حد قوله ، وكل هذا والمسؤولين يقفون قريباً منه وهم من أعضاء البرلمان المتخاذل ومعهم نائب رئيس الوزراء مما يعني تواطؤاً حكومياً كبيراً في أعمال إجرامية لايعلم مدياتها وحدودها إلا الله ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن أسقاط 4 صواريخ -أتاكمس- فوق أراضي القرم


.. تجاذبات سياسية في إسرائيل حول الموقف من صفقة التهدئة واجتياح




.. مصادر دبلوماسية تكشف التوصيات الختامية لقمة دول منظمة التعاو


.. قائد سابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: النصر في إعادة ا




.. مصطفى البرغوثي: أمريكا تعلم أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدف حر