الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موت

سوسن أحمد سليم

2015 / 2 / 19
الادب والفن


استيقظ على منبهه البيولوجي ..
ولأن الجميع في بيته يشرب القهوة صباحاً ، رغم تفضيله للشاي ، شربها هو ..
أعد نفسه للخروج ، ولأن أحداً لم يكلمهُ ، لم يكلم أحدأً هو ..
نزلَ درجَ البناء بهدوء مقيت ، ولأن جارهُ الذي مر بجانبه ، لم يلقِ عليه التحية ، لم يحييهِ هو ..
وقف في محطة انتظارِ الحافلات العامة ، حيث الناس تتدافع دون نظام ، ولأن أحداً لم يحاول الوقوف بانتظام ، لم يحاول هو ..
تضايق من رائحة سجائر الشخص الجالس بجانبه ، ولأن أحداً لم بعترض ، لم يعترض هو ..
شعر بالامتعاض من الأغاني التي يضعها سائق الحافلة ، ولأن أحداً لم يطلب منه التغيير ، لم يطلب هو ..
نزل من الحافلة وأغلق بابها ، ولأن الجميع يغلقونها بقتالها ، كذلك أغلقها هو ..
رأى ناس مجتمعين حول حادث سير ، ولأن أحداً لم يطلب منهُ المساعدة ، لم يعرضها هو ..
دخل المبنى الوظيفي ، ولأن التحية من ضمن الطقوس المتبادلة ، تبادلها هو ..
نظر في وجهِ كل من مر بجانبهِ ، ولأن أحداً لم يبتسم في وجهه ، لم يبتسم هو ..
رأى كيف يرتشي بعض أصحابهِ ، ولأن أحداً لم يخبر ، لم يخبر هو ..
رأى كيف يتهرب البعض من الدوام دون إنهاء عمله وقبل نهاية الدوام ، ولأن أحداً لم يتكلم ، لم يتكلم هو ..
مناسبة عند مدير العمل ، ترقية لايستحقها ، ورغم كرهه له ، ولأن الجميع دخل لتهنئته ، دخل ليهنئهُ هو ..
عاد إلى بيته يحمل بعض الحاجيات ، ولأن الكل يفعل ذلك ، فعله هو ..
ولأن كل الآباء يقبلون أبناءهم ، قبل ابنه هو ..
ولأن كل الرحال تسأل مالغداء ، على أنه لايكره طعام ، سأل هو ..
ولأن كل الرجال تنام مع زوجاتها ، نام هو ..
ولأن الجميع بعد عدد سنين يموتون ، مات هو .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بطل الفنون القتالية حبيب نورمحمدوف يطالب ترمب بوقف الحرب في


.. حريق في شقة الفنانة سمية الا?لفي بـ الجيزة وتعرضها للاختناق




.. منصة بحرينية عالمية لتعليم تلاوة القرآن الكريم واللغة العربي


.. -الفن ضربة حظ-... هذا ما قاله الفنان علي جاسم عن -المشاهدات




.. إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها بالجيزة