الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يلعب أوباما دور الداعية

كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)

2015 / 2 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


يزعم أوباما أنه سيقاوم الإرهاب، ورسالته لهم تقول: أبشروا بطول سلامة أيها الإرهابيون!!. . يبدو أوباما وكأنه النسخة الأمريكية من د. عبد المنعم أبو الفتوح بتاع "مصر الطرية"!!
ما يبدو الآن هو أنها مشكلة بلا حل، تلك التي تواجه البشرية وحضارتها. فقادة العالم الغربي لا يرون لها حلاً، إلا وفق مقولة "وداوني بالتي كانت هي الداء"، باستخدام الجماعة الأم للأفكار والتنظيمات الإرهابية، وتوظيفها لتحقيق الاستقرار والاعتدال الذي تدعيه. ولما كنا وكانت تجاربنا وتجارب حتى الدول الغربية، تقول أن هذا ليس بحل، وأنه لم يؤد سابقاً إلا لتدعيم الإرهاب فكراً وتنظيماً وتسليحاً. ولما كان قطاعاً معتبراً من البشر على ظهر كوكبنا، ينتج هذا الإرهاب بمعدلات متفاوتة، لكن بصورة مستمرة، تتزايد هنا وهناك مع الوقت، ومع أي محاولة حركة للأمام، فإن هذه الإشكالية التي تهدد الحضارة الإنسانية، لا يبدو لها حل على مدى الأفق المنظور، وربما غير المنظور أيضاً!!
الدول الكبرى تأمل في توافق سياسي في ليبيا يحارب داعش، يضم التيارات الدينية الليبية بما فيها الإخوان المسلمين. نفس الحماقة الأمريكية الغربية. أتعجب كيف يفشل هؤلاء الناس في التعلم من أخطائهم الماضية، في أفغانستان ومصر وغيرها. لا نبغي أن يأتي أبناء أوروبا وأمريكا، ليموتوا وهم يحاربون القذارة والسموم التي أفرزتها أجسادنا نحن أبناء الشرق الأوسط. فقط نتعشم منهم العون المادي والتكنولوجي، بالسلاح والقوات الجوية، فالمعركة على الأرض هي مهمة شعوبنا ومصيرها الذي يبدو حالك السواد!!
لم يخبر أحد مستر أوباما، أن كلامه الأخير هذا، قد كتب مثله وأفضل وأوفى منه، مئات وآلاف الكتاب في العالم العربي، وأن وحوش الكراهية والذبح يحفظون هذا الكلام عن ظهر قلب ويرفضونه. لا يعرف مستر أوباما أيضاً، أن رؤساء الجمهوريات ليست مهمتهم دعوات الاستنارة، وإنما مطلوب منهم قليل من الكلام، وكثير من الخطوات العملية، لوقف طوفان الإرهاب الذي يجتاح العالم. شكراً مستر أوباما على عظتك أوة خطبتك الرائعة المستنيرة، واللعنة على اليوم الذي صرت فيها رئيساً لأكبر وأعظم دولة في العالم.
يا سيد باراك أوباما: التنوير مهمة الفلاسفة والمفكرين والعاطلين عن العمل لدواعي العجز. فخيارات الأفراد والشعوب لرؤاهم وأفكارهم، لا ترجع لحيثيات يستدلون بها ومنها، لكن العكس هو الصحيح. فالناس تحدد خياراتها، وفقاً لطبيعتها وتربيتها وبيئتها، ثم تستدعي الحيثيات التي تؤيد ما ذهبت إليه. لذا فالوسيلة الوحيدة لدحر موجة الكراهية والإرهاب، ليس الوعظ والتنوير، ولا حتى الرخاء الاقتصادي المزعوم، وإنما هو جعل طريق الكراهية والإرهاب هو طريق الهلاك لهؤلاء، عندها سوف يبحثون بأنفسهم لأنفسهم، عن حيثيات مستنيرة، يتعللون بها للعودة عن طريق الإجرام. فهمت يا مستر أوباما، أم لا يسعفك ذكاؤك لفهم مثل هذه الكلمات؟!!
ملحوظة: خلافي مع الإدارة الأمريكية مسألة خلاف في الرأي ووجهة النظر، وليس من قبيل الوقوع في مستنقع نظرية المؤامرة. رجاء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعيش نفس مقدمات الحروب الصليبية يا عقلاء المسلمين
محمد بن عبدالله عبد المذل عبد المهين ( 2015 / 2 / 19 - 15:11 )
أدعو العقلاء من كل دين إلى العودة للتاريخ وقراءة الأسباب الحقيقية التي دعت الغرب للحملات الصليبية من توسع السلاجقة واجتياحهم لآسيا الصغرى ونهبها ثم احتلالها (وهي التي تسمى اليوم تركيا) مع التعديات الاجرامية على المسيحيين من أهلها وعلى الحجاج الأوروبيين والكنائس (تم حرق وتخريب ثم هدم كنيسة القيامة ومحوها تماما مرتان قبل أول حرب صليبية بقرن كامل )

جاءت الحروب الصليبية كرد مشروع لهمجية الجهاد الاسلامي ويبدو أن هذه طبيعة الاسلام وجزء متأصل فيه وها هي قد عاودت الظهور بوجهها القبيح وأتوقع أن تؤدي بعد برهة إلى ردة الفعل نفسها..للصبر حدود !

اقرأوا التاريخ الحقيقي للحروب الصليبية مقدماتها وأسبابها بتجرد عادل... عودوا للمؤرخين الأوروبيين والبيزنطيين المعاصرين لها لا إلى ما كتبه بعض الملفقين والمنافقين من مسلمين ومسيحيين في القرن الماضي

اخر الافلام

.. كأس أمم أوروبا: إسبانيا تكتسح جورجيا وإنكلترا تفوز بصعوبة عل


.. الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية: نتائج ودعوات




.. أولمرت: إذا اندلعت حرب شاملة مع حزب الله قد يختفي لبنان.. وا


.. إسرائيل تتحدث عن جاهزية خطط اليوم التالي للحرب وتختبر نموذجا




.. ميليشيا عراقية تهدد باستهداف أنبوب النفط المتجه إلى الأردن|