الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من المسؤول؟ السياسي أم الصحفي؟

مي ابراهيم

2015 / 2 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


تتجدد الأنتهاكات والمهازل المخزية بحق الصحفيين والأعلاميين في العراق. وتنضم مجموعة جديدة من صحفيينا إلى (المضروبين على قفاهم ) من قبل من يمثل السلطة وعذرا لهذا المصطلح الحقيقي الواقعي والذي لا يحمل أي سخرية بل واقع اليم ومهين ومشين للسلطات العراقية وللسلطة الرابعة.
مرة أخرى يتم الاعتداء علي صحفي عراقي بلا سبب بل أيضا يتم الاعتداء وتهديد كل من حاول مساعدته او التقرب إلى المعتدين للتفريق بينهم.
وما أراه في الصحافة وفي وسائل التواصل الاجتماعي من مقالات وتعليقات بهذا الخصوص تصب كلها مع الاسف في خندق واحد الا وهو لوم السياسي او المسؤول صاحب الشأن وحمايتة المجيدة صاحبة العضلات العتيدة.
نعم يتحمل مثل هذا السياسي وجلاوزته الكرام المسؤولية بما خرج من أيديهم من زكاة بغيضة للحرية. وهذه المرة لم تكن زكاة أيديهم الشرسة تلك تصب في محور منع حرية الرأي والتعبير بل في منع حرية المشي. فكيف يجرأ انسان عادي وان كان صحفي على المرور أمام منصة سندباد الزمان( لا أعرف حقا اي زمان هو سندباده ولكن المصطلح يناسب قصة من قصص السياسيين العراقيين الآن في كتابهم الجديد: الف ضربة وضربة !!! )
طبعا ان هذا السياسي هو مسؤول شخصيا عما بدر من اعتداء على المواطن من قبل حمايته.. أما أن يكون هذا المواطن صحفيا فبالطبع يصبح الاعتداء عليه أمرا أكثر أهمية وإثارة ورفضا. فكل الأعراف والتقاليد الدولية تمنع الاعتداء على الصحفي وان كان في ساحة حرب فكيف إذا كان في حالة سلم ولا يوجد بينه وبين من اعتدوا عليه أي احتكاك مباشر من أي نوع سوى مروره الغير مقصود أمام منصة المسؤول.
ولكني لا أحمل هذا السياسي مسؤولية كل ما جرى بل أنا ارمي الكرة في ملعب الصحافة والصحفيين.. ويؤسفني أن أقول لهم دون تحديد بل كمجموعة (انتم ) من تتحملون المسؤولية الكبرى لما جرى.
إن الثقافة الصحفية التي تمارس الآن بينكم هي من جعلت السياسي والمسؤول وغيرهم يتطاول عليكم بالضرب والأعتداء وغيره.
عندما يمارس (البعض) منكم ممن يسمون أنفسهم بالصحفيين السب والشتم بابشع الألفاظ في برامجهم أمام الجمهور وعلى شاشات التلفاز بحجة (تنوير) المجتمع عن مخالفات او اصول او تاريخ بعض الشخصيات فيصلون حتى الى شتم وسب ضيوفهم اثناء البث المباشر.. فأن هذا يضعف بالطبع من مصداقيتهم أمام المجتمع فلا يحترمهم كبشر بل كمهرجين.

عندما يمارس (البعض) من الصحفيين هواية سب وشتم بعضهم البعض من على شاشات التلفاز يضعف هذا من مهنيتهم فيصبحوا مجرد بياعين كلام في سوق الهرج الإعلامي.
عندما يهدد (بعض) ما يسمون انفسهم بالصحفيين زملائهم في المهنة ويشوهون سمعتهم بل ويصل الأمر إلى التهديد بالقتل ولا توجد جهة صحافية أو أعلامية تتخذ أجراءات قانونية ضدهم بل تطردهم شر طردة وتنفيهم من المجتمع الصحفي للسلطة الرابعة.
وقتها يفقد كل الصحفيين والأعلاميين على السواء مصداقيتهم المهنية أمام الجمهور والناس عموما تحت مقولة( الأخضر يروح بسعر اليابس )وتصبح الامبراطورة السلطة الرابعة مجرد (سُلطة مايعة ) لا تهش ولا تنش.
كان يجب على الصحفيين والاعلاميين الاخرين ان يوقفوا مباشرة وبشدة اول خرق اخلاقي للمهنة من قبل هؤلاء (البعض) ومنذ البداية ويخرجوهم بقوة الى خارج صفوف الصحافة وخارج أبواب الاعلام وينبذونهم شر نبذة من اول مرة كي لا يتكرر هذا الشيء ويتمادوا في تخريبهم لاصول العمل الصحفي المهني فينتشرون فيه كالسرطان ويهيمنون عليه ويطغون على كل اصيل في مهنة الصحافة.
في دولة كالعراق تدعي الديمقراطية ولا تعرف ممارستها وتطبيقها المفروض أن تكون الصحافة هي تلك الأمبراطورة (كما تسمى بالمحافل الدولية )التي هي صاحبة الشأن بالبلد وهي المنارة المضيئة والشفافة التي تقوده وترشده إلى كل خلل يمارس بالمجتمع وتدافع عمن لا صوت له وتكون صوت وضمير الناس.

اما أن تصبح ابواق الكثير من الصحفيين في العراق ابواقا لضرب وتحطيم وتهديد زملائهم علنا وبكل وقاحة وقباحة(يعتبرونها هم شجاعة بسبب غبائهم وجهلهم الإنساني) فهذه هي الطامة الكبرى.
فقط عندما تتخذ الماكنة الصحافية بالعراق مسؤوليتها الكاملة أمام اولئك أشباه الصحفيين والأعلاميين وتتحرك باتجاه طحنهم وغربلتهم وطردهم ونبذهم من بين صفوفها وتعيد للصحفي العراقي احترامه والتزامه بشرف المهنة وتدافع عن صحفييها اولا داخليا بين أروقتها المتعددة.. وبعد أن تنظف أمبراطوريتها من المتطفلين والغرباء والشحاذين على أبواب من يدفع لهم.. ومن المجرمين والقتلة اللذين يخفون حقيقتهم وراء الميكروفونات واضواء الستوديوهات.. وقتها بامكان هذه الأمبراطورة أن تنهض بجد لمقارعة كل من يعتدي عليها ويحاول الحط من قيمتها.

ووقتها فقط تعود مصداقية الصحفي والأعلامي العراقي لتلمع من جديد في عيون الآخرين وتجبرهم على احترامه وتحسب له الف حساب قبل التفكير بالأقتراب منه.
ليكن هذا الاعتداء وقفة حقيقية للصحفيين والأعلاميين العراقيين اللذين ما زالوا يؤمنون بشرف المهنة ورسالة الصحافة السامية ضد تهميشهم من قبل المتطفلين على مهنتهم داخليا ومن قبل الآخرين أثناء ممارسة مهنتهم.
الوقت ليس متأخرا للبدء بصحوة إعلامية شاملة لكي تستعيد الصحافة العراقية مجد وشرف المهنة الحقيقيين ولتصبح شوكة تخافها أعين المخربين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ


.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار




.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود


.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية




.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب