الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوشيه وداعش

غازي صابر

2015 / 2 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


الحوشيه وداعش
غازي صابر
في النظام الإقطاعي العراقي زمن النظام الملكي كانت هناك مجاميع يسمونها (الحوشيه) مهمتها تنفيذ أوامر الإقطاعي وهي بمثابة الحرس أوالشرطه او المليشيا التي تنفذ أوامره وربما هي إمتداد للموالي عند التجار وشيوخ القبائل في التأريخ القديم ..
كثيراً ما يقترض الفلاح من الإقطاعي ليزرع أرضه وما أن يحين موسم الحصاد حتى يبعث الشيخ حوشيته لتحرق محصول الفلاح وليتحول الفلاح الى عبد لدى الإقطاعي بعد أن يخسر كل شئ وبهذه الطرق حافظ الإقطاع على بقاءه لقرون عديده ولحد الأن كما في البلدان الفقيره في الهند وفي باكستان وفي دول إخرى .
في النظام الرأسمالي وبتطور العقول والدراسات بقي هاجس اًصحاب رؤوس الأموال في إبتداع طرق جديده لزيادة أرباحها وقد فضح كارل ماركس أساليب سرقاتهافي المجال الصناعي لجهد العمال في فائض القيمه وبطرق خبيثه سعت الدول الكبرى في إبتداع طرق جديده لإستغلال البلدان الفقيره وكيفية الهيمنه عليها وزيادة أرباحها فكانت العولمه وكانت بنوكها وشركاتها المهيمنه على كل شئ .
في مذكرات توفيق السويدي أثناء التفاوض مع بريطانيا حول وجود القواعد العسكريه في العراق يناقش الخبير البريطاني تيد قائلاً : ماذا لو رفضنا وجودكم في العراق؟ فيردعليه تيد اذا أمسكنا الخرطوم مسكة قويه فأننا سنحصل على شيئاً. ويقصد بالخرطوم رأس السلطه الوصي ومن معه .
من بين الخطط الخبيثه للدول الكبرى في صراعاتها مع البلدان الصغيره صناعة منظمات إرهابيه هلامية التمويل والتوجيه وبأشكال أوسع وأعقد من حوشية الإقطاع لإنجاز أفعالاً على الأرض تصب نتائجها و فوائدها لصالح هذه البلدان كمكاسب مادية او سياسية او غايات إعلاميه مدمرة لدين او فكر او بلد ما يعارضها ويؤثر على مصالحها الإقتصاديه .
صناعة إبن لادن وطالبان من قبل أمريكا وحلفائها في المنطقه ساهمت الى جانب أمريكا في إسقاط التجربه السوفيتيه وتخلصت أمريكا من أكبر منافس ومعارض لسياساتها وحركتها في العالم وسمحت بدخول الشركات الأمريكيه والغربيه الى إفغانستان والى بلدان الإتحاد السوفيتي القديم .
بعد هذا الإنجاز تحولت الى الصراع مع طالبان وإبن لادن بحجة معارضة السلفيه والتشدد الديني فكانت أحداث 11 سبتمبروتداعياتها كذريعة لدخول الأمريكان الى العراق والمنطقه والى أفغانستان وبدعوى معاقبة هذه التنظيمات ومن ساعدها وهي الفرصه التي دخلت جيوشها المنطقه ومعها شركاتها متعددة الجنسيات . .
وبنفس الطريقه جرى إستخدام الجيل الثاني للقاعده وهو داعش والتي دخلت الى المنطقه وأحتلت أراضي واسعه وبشكل صاروخي وأثرت على وجود نظامي الحكم في العراق وسوريا وغيرت من موازين القوى الأثنيه وأعادت الأمريكان للمنطقه عن طيب خاطر بعد رحيلهم ..
السيناريو الذي تعمل عليه الجهات الداعمه للتنظيمات الإسلاميه الطائفية المتطرفه والإرهابيه هو تحقيق أهداف إقتصاديه وسياسيه من خلال تدمير بنية دول المنطقه وإعادة تقسيمها من جديد .
وبتدميربنية العراق وسوريا وليبيا واليمن وإعادتها للعصور القديمه بلا كهرباء وبلا صناعة ولا زراعه فتحت الأبواب للشركات العملاقه الغربيه في الإستثمارات التجاريه وفي صناعة البترول وإستفادت كذلك دول الجوار المتحالفه مع أمريكا إقتصادياً وسياسياً من هذا الخراب وستأتي المرحله الثانيه وهي رغبة هذه البلدان في إعادة الأعمار وهي مفلسه وستكون بنوك أمريكا ومن معها حاضر للإقراض وبشروط تجعل من هذه البلدان وشعوبها رهينى لديها أو يبقى الدمار على حاله وعلى مدى قرون قادمه .
قانون الحياة الدائم بين التجمعات البشريه هو قانون الصراع والمنافسه وكلما تطور العقل كلما تطورت أدوات الصراع وتحقيق مزيد من الأرباح وبطرق خفيه وسريه للغايه لاتعرفها الشعوب الأقل تطوراً وتقدماً .فحوشية الأمس وعقلية الإقطاع غير داعشية اليوم وتطور عقل الأمبريالية الأمريكيه ومن معها في هذه المخططات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمطار الغزيرة تغرق شوارع لبنان


.. تشييع جثماني الصحفي سالم أبو طيور ونجله بعد استشهادهما في غا




.. مطالب متواصلة بـ -تقنين- الذكاء الاصطناعي


.. اتهامات لصادق خان بفقدان السيطرة على لندن بفعل انتشار جرائم




.. -المطبخ العالمي- يستأنف عمله في غزة بعد مقتل 7 من موظفيه