الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول خطة مكافحة الإرهاب في الدنمارك

شاكر الناصري

2015 / 2 / 20
الارهاب, الحرب والسلام


أعلنت الحكومة الدنماركية عن خطتها لمكافحة الإرهاب، داخل الدنمارك وخارجها، بعد الهجوم الإرهابي الذي حدث في كوبنهاكن خلال عطلة نهاية الإسبوع الماضي. تم تخصيص مليار كرونة دنماركية”153 مليون دولار” لتقوية اجهزة الشرطة والمخابرات الدنماركية ودعم جهود الامم المتحدة لمكافحة الإرهاب.

تأتي هذه الخطة في الوقت الذي تسعى اجهزة ومؤسسات الدولة المختصة” الشرطة، دوائر الشؤون الاجتماعية، المدارس..” لتخفيف حدة الصدمة التي خلفها الهجوم الإرهابي وأدى لانتشار الشرطة بشكل لم يتعود عليه المواطن الدنماركي، حيث قامت الشرطة بزيارة العديد من المدارس لتطمين الطلاب وتخفيف حدة الاضطرابات التي بدأت تظهر على العديد منهم حيث أصبح منظر الأسلحة الاوتوماتيكية بيد الشرطة يثير مخاوفهم وكذلك نتيجة الحديث المتواصل عن العملية الإرهابية الأخيرة. فيما انطلق وعبر وسائل الإعلام نقاش حول أحقية المواطن الدنماركي بحيازة سلاح والاحتفاظ به في المنزل!

التطرف والأصولية الإسلامية ظواهر واضحة للعيان في الدنمارك ومعظم الدول الاوربية، فوجود تيارات اصولية متطرفة تستغل الأنظمة والقوانين و” نظام الحكم الديمقراطي”، ادى لتعزيز نزعات التطرف الإسلامي بشكل مخيف نتج عنه العديد من الاعمال الإرهابية والإنتهاكات المتواصلة وكذلك تجنيد اعداد من الشباب للقتال في سوريا والعراق تحت راية تنظيم الدولة الإسلامية واصبحت عودة هؤلاء من القتال الإنذار الاخير الذي يجب أن تتعامل معه الحكومات الاوربية بشكل جدي ويحد من خطورة هؤلاء ومن تأثيراتهم المتنامية على أوساط الشباب والأطفال.

مكافحة الإرهاب والتطرف والأصولية المتزمتة لاتتم من خلال تعزيز نفوذ وقوة الشرطة واجهزة المخابرات، فلو وضعت كل شرطة العالم في حي من احياء كوبنهاكن، فانها لن تمنع الشباب من التعبير عن تطرفهم وكراهيتهم للغرب واليهود والمسيحين، وتفاخرهم بجرائم داعش أو بالجريمة البشعة التي نفذها منفذ العمل الإرهابي في كوبنهاكن!

لقد جرب العالم، بدوله الكبرى أو تلك المنكوبة بالإرهاب، فاعلية الحل العسكري والأمني وكانت النتيجة واضحة تماماً، العجز عن مواجهة نفوذ داعش واخواتها والفشل في وضع حد لخطورتها وتوسعها!

من يفكر بمحاربة التطرف والإرهاب عليه التفكير بالأسس والأرضية الثقافية والاجتماعية التي انتجته، بدور المساجد ورجال الدين، بالمساومات البشعة بين الساسة ووسائل الإعلام من جهة والأئمة الذين يعبرون عن تأييدهم المطلق لمشروع الدولة الإسلامية وسيعيهم لتحقيقه في الدنمارك من جهة اخرى. بالتعليم وبالمدارس التي تفتتح تحت غطاء الدين فتنتج المزيد من العقول المتحجرة والمتعطشة للدم والكراهية والانتقام. بالقوانين التي تعيد اندماج الجميع في بوتقة الدولة وليس وقوف الدولة في برجها العالي وتشير للقادم من خلف البحار أن اصعد السلّم وحدك وستكون المواطن الصالح!

في خضم كل هذا فإن ثمة كتلة كبيرة تُغيب ويتم تجاهلها، رغم ما تمتلكه من قدرات علمية وثقافية واضحة، وتقف بالضد من التطرف والأصولية والإرهاب والمد اليميني العنصري وقواه، انها كتلة من اشخاص لايُعرفون انفسهم وفق دياناتهم وطوائفهم، عدد هائل من المدنيين والعلمانيين الذين يريدون أن يعيش هذا البلد بسلام وأمان وتعزيز الحريات والحقوق الإنسانية فيه. ربما، حان الوقت لان تعبر هذه الكتلة عن وجودها وعدم الاكتفاء بالوقوف خلف قوى سياسية، اثبتت الوقائع انها عاجزة عن ايجاد الحلول الجدية لما تعانيه الدنمارك من مشاكل وتطرف وخوف متزايد!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العزيز شاكر الناصري المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 2 / 20 - 08:33 )
تحية و سلام و محبة و احترام
نعم فقولتك التي كنتُ ابحث عنها حيث كانت دقيقة بمختصرٍ كلام و هي :
اصعد السلم وحدك و ستكون المواطن الصالح
لا يعطوا الفروقات ذلك الاهتمام فهناك سُلم واحد ...و هناك من تعود او تربى على صعوده و اخر لم يشاهده و لم يسمع به من اهله و هو مصاب بالدوران من الاماكن العليا...عليهم ان يعالجوا حالة الدوران قبل ان يطلقوا اطلاقة الانطلاق
للدنمارك دور خبيت جداً حكومياً في خطط الناتو قبل و بعد غزو افغانستان و العراق...يٌقال انها البلد الاكثر إرسالاً للاراهابيين بالقياس الى عدد السكان
الشرطة في كل اوربا لا تستطيع نفسياً و لا اقتصادياً الاستمرار على تحفزها
بعكس الارهاب المتحفز دائماً
شكراً


2 - اكرر التحية
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 2 / 20 - 09:53 )
https://www.youtube.com/watch?v=7dMugJlion0


3 - رد من الكاتب
شاكر الناصري ( 2015 / 2 / 20 - 13:12 )
شكرا لاهتمامك اخ عبد الرضا حميد.. ازالة الزهور من مكان قتل الارهابي حدثت لان الاسلام لايبيح استخدام الزهور في تكريم الموتى.. كما صرح احد هؤلاء ..وقال انه سيلتقون معه في الجنة! نعم فقياسا الى عدد السكان لايتقدم على الدنمارك سوى بلجيكا من جهة ارسال المقاتلين الى سوريا ..لك المحبة والاعتزاز


4 - رد على رد
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 2 / 20 - 17:16 )
اخ شاكر شكرا لاهتمامك بالرد
لكن كيف يضعون اكليل من الزهور على قبر الجندي المجهول و كيف يضعون الزهور على القبور في مقبرة النجف و حتى البلاستيكية منها و كذلك في مقبرة الكرخ
و في بهشتي زهراء تجد محلات بيع الزهور في المقبرة و على جانبي الطريق
ان هذا التصرف كان تحدي بحجة واهية انطلت على البوليس ...انهم جاءوا ليؤدوا الصلاة
اكرر الشكر و التحية

اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي