الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحالف الضحية والجلاد

مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)

2015 / 2 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


تتصرف جماعة تحالف صالح و الحوثيين بعد الانقلاب الغير شرعي وفق مبدأ الغنيمة في الدولة ومرافقها كافة , و بعنترية مفرطة يمارسون أعمال عنف مسلح تعصبا لحاكم جديد لا يزال النظر في أمره في حكم المجهول وأخر خلعته الأكثرية , يرفضون الحوار والمبادرات وقرارات مجلس الأمن و لفظ الديمقراطية لأن الديمقراطية تمنح حق التشريع للشعب وليس للسيد أو الشيخ أو الزعيم .
حلف الضحية والجلاد من أخطر التحالفات التي تواجه المجتمع, وهو نتاج الجهل والتخلف القبلي والمذهبي وحب السلطة والمؤامرات و سياسة التحاصص والتوافق و ضعف الدولة , حلف خلفه جهات خارجية وداخلية ترتبط به و تؤمن له الدعم والتدريب والتسليح والأموال و يحتكم لحل المشاكل التي تواجه البلد بالقوة وليس بالدستور والقانون , يلبس ثوب المشروعية وهو ضد إرادة الشعب والدولة المدنية الحديثة , نسف العملية الانتقالية السلمية و أشعل فتيل المخاطر السياسية والاقتصادية والانقسامات و انشأ الظروف الجيدة لتقوية شوكة التنظيمات الإرهابية وهي حالة مدعاة للقلق العميق للسلم المحلي و الإقليمي والدولي .
أن أية دولة في العالم لا يمكن أن تقوم وتتطور بوجود مليشيات مسلحة داخلها , لأن هذه المليشيات تخلق بيئة خصبه لبروز جماعات أخرى مضادة لها , وهو الأمر الذي يصيب الدولة بالضعف و يخلق وضع مخالف للدستور وعائق أساسي أمام بناء دولة القانون , و بتحالف مليشيات الحوثي مع صالح ومع بعض الوحدات العسكرية الفاسدة التي تدين له ولأسرته با لولاء , تحاول جماعة الحوثي و بكل الوسائل والوسائط وبالزحف الواسع الخبيث ومسخ القيم والتقاليد أن تشرعن ذاتها وتفرض حضورها بقوة السلاح لجعله أمراً واقعياً ودستورياً, رغم أن في ثنايا هذا التحالف عناصر سياسية وقبلية وعسكرية الكثير منها تلطخت أياديها بالدم في الجنوب والشمال , أضف إلى ذلك أن هذه العناصر هي من ساهمت في تثبيت وتقوية كل الديكتاتوريات التي مرت على الحكم , فهم كالذئاب يغيرون الجلد ولا يغيرون الطباع , و اليوم هم في مأزق و على حافة أكثر من حرب أهلية تحت إدارة انقلابية هزيلة وفاشلة تتطلع نحو تكرار تجربة فريدة وجديدة من أشكال الديكتاتورية , إذ كل الدلائل تشير بأنهم سائرون باتجاه دولة تحكمها المليشيات التي كانت في يوماً من الأيام الضحية واليوم تتحالف مع الجلاد السابق ورجالاته لتشكل بذلك حلف الجلادين الجدد من اجل السلطة , ولست ادري ما الجدوى من محاولات البعض إحياء العملية السياسية الجارية وما هو جدوى دعمها أذا كانت في آخر المطاف تؤدي إلى دولة يمكن أن يكون على أقل تقدير لها خصائص طالبان ومليشياتها ولكن بنكهة يمنية , إذ يعتقد أعضاء تحالف الضحية والجلاد , بأنه من الممكن أن تقف ألدوله من جديد وتصمد في ظل هذا التشرذم السياسي والصراع على المغانم , وهم بالطبع واهمون , لان الواقع والتجارب تقول أن دولة من هذا النوع سوف لن تصمد طويلاً وأن شرارات التجربة العراقية والسورية والليبية تقدح بين حين وآخر , وأن البلاد لا محال مقدمة على أحد خيارين أما حرب أهلية وسيادة دولة المليشيات المسلحة وغياب الدولة المدنية الحضارية أو دولة لا تملك سيادتها تتناوب عليها الدول الإقليمية والدول العظمى يليه قرار أممي بتنفيذ قراري مجلس الأمن 924 و931 لعام 1994م والجلوس على طاولة الحوار مع الجنوبيين تحت إشراف دولي.

د / مروان هائل عبدالمولى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب