الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من سيكون اذاً..؟

سامي كاظم فرج

2015 / 2 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


من سيكون اذاً..؟
سامي كاظم فرج
كنت انا واحد العراقيين وفي الثلث الاخير من العقد التاسع من القرن الماضي نخترق الاراضي التركية بواسطة شاحنة متوجهين الى العاصمة التجارية الجميلة لتركيا أسطنبول وكان صاحب هذه الشاحنة الذي يقلنا مقابل ثمن مدفوع اليه مسبقاً هو الذي يقرر ويحدد محطات الوقوف لتناول طعام الفطور او الغداء او العشاء او لأي سبب آخر..فقد كان هو الذي يقود اما نحن فلا نستطيع او نجروء على التدخل في خياراته لاننا امانة في عنقه بعد ان (شمعنا الخيط) وغادرنا العراق الذي اعتقله (القائد وزمرته) دون جواز هاربين (بريشنا) الى حيث لا نعلم..!!
في احدى المحطات التي (كما ذكرت) لاخيار لنا أنا وصاحبي في اختيارها توقفنا ونحن نقر له الامر بالطاعة والعرفان ونشيد بأمانته وحرصه بعد ان تمكن من اجتياز العديد من السيطرات ونقاط التفتيش وهو يحمل (كسران ركبة) على الرغم من أهلية وكفاءة قوات واجهزة الامن التركية..فهو يحمل معه (الامانة) التي تمثل من بين ما تمثله (تهريب خارجين عن القانون!!)
جلسنا في المطعم الذي يقع في احدى القرى الجميلة والنظيفة بالضبط كنظافة وجمال قرانا وكان المطعم مرتباً ونظيفاً يفتح (الشهية) بالضبط كما هو حال مطاعمنا على الطرق الخارجية لابل وحتى داخل العاصمة..!!
فالساحة امام المطعم طرزت بالثيل الناعم وحوطوها بسياج من الياس وانواع من الزهور ذات الجمال والعطر المميز والذي رتبوه بشكل هندسي لايسعك الا ان تفترض بأنهم سرقوه من مطاعمنا..!!
خيرونا أن نجلس في الحديقة او في الداخل فكان خيار (سائق الحافلة) هو الثاني على اعتبار انه يقل (خارجين عن قانون صدام)..!!
جلس أحد زبائن المطعم قبالتنا وبعد ان (حشر) نفسه عنوة ومن خلال ما تلمسنا من الحديث الذي جرى بينه وبين سائق (شاحنتنا) باللغة التركية هو اصرار هذا (الضيف) على ان هؤلاء (عرب)!!!
أذعن الرجل السائق بالايجاب بعد ان ادرك بأن هذا (الحشري) يبدو متأكداً..واذا به ينطق بالحديث معنا بالعربية وباللهجة السورية وحين دار الحديث انتفض مستبشراً : أنتم عراقيين
- نعم عراقيين
- يا أهلاً بكم ومرحباً (هذه العين فراش..وهذه غطا) أنتم ابناء القائد العظيم صدام حسين..!!!
- أنت ممن أي بلد..؟!
- أنا تركي..عربي من الاسكندرونة..!!!

بلعنا الزقوم وشبعنا بعد ان تركنا الطعام الذي امامنا على الرغم من جوعنا المفرط بعد ان حوله (الشقيق) الى (زقنبوت)..!!
هذه الحادثة أتذكرها باستمرار حين التقي بـ(عراقي) يتأهب وبكل ما اوتي من عزم للدفاع عن هذه (الدولة) أو (تلك) وحين تذكره بأن هذا العزم وهذا (الحب والغرام) لابد ان يكون للعراق الذي هو بلدك ووطنك وارضك..ولكنه يصر على ان العراق جزء لايتجزء من (الواق..واق)
وحين لا اجد سبيلاً او مدخلاً للولوج الى عمقه او مخه فأن هناك احتمالين لا ثالث لهما..
أما ان تكون اصوله من (الواق..واق) أو يكون عميلاً مدرباً لمخابراتها..والا فماذا..؟!!

سامي كاظم فرج








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تقرر بالإجماع تجنيد الحريديم | #غ


.. مظاهرة في مارسيليا ضد مشاركة إسرائيل بالأولمبياد




.. الرئيس السابق لجهاز الشاباك: لا أمن لإسرائيل دون إنهاء الاحت


.. بلا مأوى أو دليل.. القضاء الأردني: تورط 28 شخصا في واقعة وفا




.. إيران تشهد انتخابات رئاسية يوم الجمعة 28 يونيو والمرشحون يتق