الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القناص الامريكي والانتفاخ

خليل الشيخة
كاتب وقاص وناقد

(Kalil Chikha)

2015 / 2 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


في الأيام الماضية قتلت رصاصات الحقد العنصري ثلاث طلاب عرب مسلمين في ولاية كارولينا الشمالية. ضياء بركات من سوريا (ادلب) وزوجته يسر واختها رازان صالحة. وأنا من جانبي اعزي اهالي الضحايا وارجو من الله أن يلهمهم الصبر على ما اصابهم. احسسنا جميعا أن هذه الجريمة موجهة ضدنا وهي تحاول أن تحاصرنا. فقد انتشر الخوف في الاجواء لدرجة أنني شاهدت زوجة أحد اصدقاءنا الباكستانيين تخلع حجابها الاسلامي خوفا من الاستهداف. وربما فعل الكثيرين مثلها. فقد اصبح الحجاب بالنسبة للمسلمة علامة فارقة ومستهدفة من كل حاقد أو موتور. وغدت أكثر النساء المسلمات عرضة للاعتداء بسبب هذا الحجاب. فهي لاتدع مجالا للشك بأنها علامة وهدف لجميع من تسول له نفسه بأن يثأر (كما يحلو لهؤلاء أن يقولوا) لما تفعله داعش بالامريكيين أو الغربيين. والضحية دائما هي الناس الابرياء سواء من ناحية جرائم داعش أم جرائم العنصريين الامريكيين.
الجريمة لم تأتي من فراغ. فقد مهد لها الفيلم العنصري (القناص الامريكي). هذا الفيلم هو عبارة عن سيرة ذاتية للامريكي (كريس كايل) فقد قام باخرجه الممثل المعروف كلنت ايستود وقام ببطولته الممثل برادلي كوبر. وقام بكتابة السيناريو جيست هول. فقد كلف أقل من 60 مليون دولار لكنه اجتاز حتى الان أكثر من 400 مليون دولار وهو يعرض الان في جميع انحاء العالم. وأعتبره نقاد السينما بأنه من أشهر أفلام الحرب في تاريخ السينما الامريكية. وهو ربما اجتازأفلام فيتنام التي كان في مقدمتها (القيامة الان). وفي الاسبوع الماضي أوقفت بغداد عرض الفيلم بسبب كما قال أحد المسؤوليين بأنه اهانة للشعب العراقي. لكن رغم كل هذه الضجة للفيلم، فهو لايعدو بأنه فيلم دعائي يحاول أن يكرس برابغاندا امريكية رخيصة في الانتصار والتفوق العرقي. قرات على صفحات الفيسبوك لأحد المعلقين يقول رأيه بالفيلم بأنه ليس الا عبارة عن بندورة عفنة.
وفي العودة إلى (كرس كايل) صاحب الكتاب، فقد اخذ هذا الرجل دور راعي بقر، لأنه عاش طوال حياته في تكساس وهي ولاية معروفة بوطن (الكوبوي) ومن هذه الولاية ترعرع الرئيس الآسبق جورج بوش وابيه (سيء الذكر). فهو يروي في كتابه بأنه تأثر وحزن عندما سمع بتفجير السفارتين الامريكيين في كل من كينيا ودار السلام عام 1998. فتطوع في البحرية كي يلاحق الارهابيين كما يروي. وكان يهوى وهو صغير بأن يصطاد الغزلان في البراري، آلا أنه تعلم فيما بعد في البحرية ليكون من أفضل ما انتج الجيش الامريكي من قناصيين. وعوضا عن قنص الغزلان أصبح يقنص في العراق البشر، حيث وصل عدد قتلاه كما يقول ما بين 160 إلى 350 عراقي. وبعد أن عاد إلى حضن الوطن، عمل على تدريب الامريكيين الطامحين والمحبيين للقنص. وبينما هو يسعى في غيه لقى حدفه على يد أحد تلاميذه القناصين برصاصة في الرأس. وبذلك خسرت امريكا أفضل قناصيها. إلا أن موته حتى الان ما زال يثير كثيراً من الشكوك، خاصة بعد أن صرحت المحكمة بأن القاتل يعاني من مرض نفسي. المهم لقي كرس كايل مصرعه وقد امتلأ تاريخه بالإجرام والقتل ضد العراقيين. تلك كانت رصاصة القدر العادلة التي أعطت للقاتل حقه وانهت حياته كما يجب. فكما أعتبره الكثير البطل الامريكي المزعوم الذي يطارد اعداء الولايات المتحدة في كل مكان، إلا أن الكثير أيضا اعتبره مجرم حرب وقاتل ومنهم المخرج الامريكي (مايكل مور)، وأضاف بأن القناص عادة إنسان جبان لأنه يختبئ وراء بندقيته وليس عنده الجرأة أن ينازل في ارض المعركة. وعقب رئيس (اللجنة العربية الامريكية ضد التمييز) سمير خلف بأن الفيلم أثار موجة من العنصرية في الاجواء ضد العرب والمسلمين. ومن شدة هذا الضخ والعنصرية والحقد ضد العرب والمسلمين، شهد الاسبوع الماضي اعتداء مجموعة من الشباب الامريكيين على عائلة مسلمة في مدينة ديترويت المعروفة بكثافتها للجالية العربية .
جاك شاهين من العرب الامريكيين. درس على طوال ثلاثين سنة مدى تأثير السينما الامريكية على العمل في تشويه صورة الانسان العربي والمسلم في كتابه الشهير (التلفزيون العربي) ثم في فيلمه الوثائقي (بكرة العربي السيء لعام 2007). فقد قال أن السياسة الامريكية تصنع في هيولود. ولشدة هذه العلاقة، علق رئيس المعهد الامريكي للصورة المتحركة جاك فاليني أن " واشنطن والسينما في هيولود يتوالدون من خلية واحدة".
تشعر ان هناك عمل متواصل لتشويه صورة العربي في الافلام الامريكية. فقد اسس اثنان من الاسرائليين هما مناحيم غولان ويورام غلوبس شركة انتاج اسموها كونن للصور. وانتجوا افلام كثيرة كان العربي حاضرا فيها بهمجيته وتخلفه وغباءه. ولم تقف المؤسسات الصهيونية عند هذا الحد، بل تعدته لتصل إلى ضخ الاخبار اليومية المنحازة لاسرائيل ووضع الانسان العربي والمسلم كشخص متهم. من هؤلاء تلفزيون فوكس نيوز. هذه القناة يشاهدها لايقل عن 100 مليون امريكي يوميا. صاحب هذه القناة استرالي امريكي اسمه روبرت موردوش صهيوني بامتياز. فهو يملك أكثر من 800 شركة اعلامية حول العالم بكلفة 5 مليارات دولار. ليضخ سمومه وعنصريته ضد العرب وبقية الاقليات الامريكية.
وبعد كل هذا، يشكل فيلم القناص هذا الانتفاخ الكاذب في الانتصار على الضحية آذ أنه يريد أن يقنعنا بانتصاره على العراقيين كما فعلت افلام كثيرة صنعتها هيولود على الحرب الفيتنامية.، لتصبح هذه الافلام بمثابة رغبة وتطمين للشعب الامريكي بأنهم انتصروا على الارهابين العرب وقتلوهم هناك وعليكم أن تكملوا المشوار هنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتيجة خسارة التحدي.. قمر الطائي تعاقب بطريقة قاسية ??????


.. بعد رحيل -رئيسي- .. إيران أمام أخطر 50 يوما في تاريخها




.. فتح تحقيق بأسباب تحطم طائرة رئيسي.. ووفد رفيع يصل مكان الحاد


.. شبكات | انتقادات لمخرج مصري بعد مباراة الزمالك ونهضة بركان




.. شبكات | احتفاء بأمانة طفل يمني