الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أكراد سوريا: حق المواطنة أم حقٌ لشعب؟

محمد سيد رصاص

2005 / 9 / 16
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


منذ12 آذار 2004(نشوب أحداث القامشلي),طفت إلى سطح السياسة السورية,في السلطة والموالاة والمعارضة,المواضيع والقضايا التي تتعلق بأوضاع أكراد سوريا,وهو أمر غير مسبوق عند الأطراف الثلاثة المذكورة,فيما صعدَت الأحزاب الكردية السورية من مطالبها بعد ذلك التاريخ متشجعة بأوضاع أكراد العراق في مرحلة (مابعد9نيسان2003),وهي التي كانت طوال ثلاثة عقود سابقة في موقع أقرب لموالاة السلطة السورية بحكم تحالفات البرزاني والطالباني وأوجلان مع دمشق حتى نهاية التسعينيات, وهذا شيء لانلاحظه فقط في القامشلي وإنما أيضاً في د يار بكر ومها با د.
قبل عام2004,كانت الأحزاب الكردية السورية في موقع المطالبات الفئوية الخاصة بأوضاع الأكراد السوريين ,فيما انضمت ,منذ العام الماضي,إلى العمل المعارض العام وبدأت تطرح مطالب سورية عامة (الغاء قانون الطوارىء-نشر الحريات الديموقراطية...إلخ)مع المطالب الكردية القديمة(الغاء نتائج احصاء1962 الذي حرم حوالي25ألف كردي من الجنسية-أراضي سكان الغمر العرب الذين أسكنوا في محافظة الحسكة بعد أن غمرت اراضيهم على الفرات عقب إقامةالسد- مطالب تتعلق بمكانة اللغة الكردية في التعليم ووسائل الإعلام العامة والخاصة ..إلخ).
بعد (12آذار2004),بدأت الأحزاب الكردية السورية بطرح قضا يا جديدة:البدء بطرح مقولة "الشعب الكردي في سوريا"وهذا كان مضمراً عند الكثير من تلك الأحزاب ,أوإذا كان معلناً فإنه لم يكن مفعَلاً في طروحاتها ومقولاتها السياسية ,وحتى المعتدل بينهم, مثل(الحزب اليساري الكردي في سوريا)الذي يقول بأن "الشعب الكردي هو جزء من الشعب السوري...وبأ ن المسألة الكردية في سوريا تحلُ في دمشق وليس في مكان آخر",يجد نفسه معزولاً في الوسط السياسي الكردي رغم احتفاظه بمقولة (الشعب الكردي)التي يريد تفعيلها في إطار وطني سوري فيماغيره يريد توجيهها نحو إربيل وديار بكر ومهابا د- طرح مقولة أن "الشعب الكردي"قد تعَرض للتقسيم عبر سايكس-بيكو ومعاهدة لوزان مما أدى إلى تحَول "كردستان"إلى أراضٍ مجزأة بين أربع دول,وهذا مايدفع تلك الأحزاب إلى الحديث عن"مناطق كردية"في سوريا وليس عن سكان أكراد في مناطق سورية محددة- بدء الحديث عن الحقوق القومية ل"الشعب الكردي في سوريا", وليس عن حقوق ديموقراطية لمواطنين سوريين من أصل كردي ,وحتى إذا تكلموا عن حقوق ديموقراطية فإنهم يتكلمون عنها بوصفها حقوقاً ل"شعب"و"قومية"يأخذان وضع الأقلية في بلد محدد اسمه سوريا(7%من السكان,وقسم كبير منهم مستعرب).
هذه الطروحات الجديدة أوالمستجدة عند الاحزاب الكرد ية السورية(والتي انزلق إلى بحرها الكثير من المعارضين السوريين بحكم دوافع عديدة من بينها مراهنات على استجلاب" ماء الأكراد" إلى طاحونة المعارضة السورية من دون الاعتبار بما حصل للمعارضة العراقية من قبل الطالباني والبرزاني بعد سقوط صدام حسين) تطرح اشكاليات كبيرة أمام المشهد السياسي السوري .
أهَم هذه الاشكاليات ,وأولها ,يتمثَل في ماذا نعرِِف أكراد سوريا:هل هم شعب؟..أم مواطنون أكراد سوريون؟...ثم:الايطرح ذلك قضايا تتعلق بآخرين,يمكن أن يعِرفوا أنفسهم(لاحقاً) كجماعات وليس كأ فراد أوكمواطنين سوريين ,هم متحدرون من قوميات أخرى غير عربية (أرمن- شركس -تركمان),وهذا ماسيؤدي إلى اعتبارسوريا مؤلفة من جماعات (وشعوب),كما يجري الآن في العراق,بما يعنيه من طرح قضا يا ,أقلها (الفيدرالية),لتصل إلى سلم أعلى, متمثل في (الكونفيدرالية),أو (حق تقرير المصير)الذي يعني ثلاث سكك:الإندماج,الحكم الذاتي,والإنفصال؟...وبالتالي : ألن يؤدي ذلك للوصول إلى أن سوريا لاتتضمن شعباً واحداً,وإنما جماعات (أوشعوب) ,يمكن أن تقيم وضعاً توافقياً قائماً على توافق الجماعات على توزيع الحصص والمناصب(وربما المناطق أيضاً كما يطالب أكراد العراق الآن حيال كركوك من حيث ضمها إلى "المنطقة الكردية")كما يحدث في العراق الآن وكما حدث في لبنان1943و1989,هذا إذا لم نتحدث عن أن ذلك يعني نشوء الأوضاع الملائمة للتقسيم,سواء بالرضا(تشيكوسلوفاكيا),أوعبر وضع موضوعي نا تج عن انهيارحالة سياسية قائمة(الاتحاد السوفياتي),أوبوضع داخلي ملائم للتقسيم لايمنعه سوى الوضعين الدولي والاقليمي (العراق الحالي)؟....
لم تقم المعارضة السورية ,حتى الآن,بوضع الأمور في نصابها أمام الأكراد:هذا يشمل أغلب المعارضين,حتى الذين لم يدخلوا أويراهنوا على "الوضع الكردي" بما يتضمنه من مراهنات على "تقوية المعارضة" انطلاقاً من قناعة عند البعض بأن هذا الموضوع يدخل في سياقات أوضاع دولية-اقليمية "ستؤدي رياحها إلى اقتلاع الانظمة",حيث مازال الوضع غائماً في هذا الصدد,وهو شيء لايلاحظ فقط في(لجان احياء المجتمع المدني),وإنما أيضاً عند (التجمع الوطني اليموقراطي).
انعكس ذلك في وثيقة(لجنة التنسيق الوطني),أوائل هذا العام والتي ضمت أطيافاً واسعة من الأحزاب والمنظمات العربية والكردية,عندما خٌطَ فيها عبارة"حلُ (المسألة الكردية) في إطار ديموقراطي",من دون توضيح إن كان ذلك حقوقاً ديموقراطية ل"شعب كردي"أم لمواطنين سوريين أكراد,مع العلم بأ ن مقولة (المسألة) دائماً ما تتضمن حقوقاً لشعب ,كما في حالة الفلسطينيين,ولايعرف إن كان المعارضون السوريون العرب,الموقعون على الوثيقة المذكورة, واعين لذلك أم لا؟...
ألم يحن الوقت لتحديد أي طريق ستختا ره المعارضة السورية حيال هذا الموضوع,أم أنها فعلاً منقسمة تجاهه؟....إن كان الأمر هكذا:فلماذا الخوف من اعلان هذا الانقسام حيال موضوع وطني بامتياز,يخصُ مستقبل سوريا؟.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة ايريك سيوتي عضو اليمين الفائز بمقعد البرلمان عن نيس|#عا


.. قراءة عسكرية.. محور نتساريم بين دعم عمليات الاحتلال و تحوله




.. تفعيل المادة 25 قد يعزل بايدن.. وترمب لا يفضل استخدامها ضد خ


.. حملة بايدن تتعرض لضغوطات بعد استقالة مذيعة لاعتمادها أسئلة م




.. البيت الأبيض: المستوطنات الإسرائيلية تقوض عملية السلام والاس