الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أعشاش لاحمة

محمد بقوح

2015 / 2 / 20
الادب والفن


من قوارب الموت جنوبا .. هنا .. يعتقدون أنهم في أوطان جهنّم .. هم لها منذ الولادة .. و لا يملكونها أبدا .. لفظتهم مبكرا رياحُ نبذ القبيلة .. و رفضُ الجماعة عصفَ بكبرياء البحار في الأيام الباردة .. هو ذا عنفُ تراب التيرس في غرب الخريطة .. و ضيقُ الأهْل و الفقر .. يحوّلهم عنوة إلى سيف "مجاهدين" .. يذبحون كما لو كانوا يلعبون .. تلبسهم أوهام الرحيل الأبدي إلى قيامة الضفة الأخرى .. في قوارب الموت بدأوا كذبة الغراب .. زادُهم حلمٌ صغير .. به أرادوا الهروب القسري من جحيم حروب الفراغ .. و بأضواء الجنان المشتعلة غيوما .. هناك في شمال الأرض .. كانوا يحلمون بالركوب كل عام موج الفضيلة .. وراء فراسان طارق .. يحلمون بالعيش الكريم .. و بالإنسان الأعلى .. و مدينة الشمس .. وراء البحار القصوى كانوا يحتفون .. و في أحضان جنان بلد الأحرار .. و أنوار فجر العقول .. و كنوز المساواة يلتئمون بالجسد العليم . به رمّموا سطوح لغتهم الواشمة ..
لكن الزلزال كالبركان كان .. فانهارت جسور السلام بين الأشجار .. و انطفأت شموعُ الحلم القديم .. و بات الجميعُ في أعماق بحر الشكوك في ضيافة حيتان تعرفنا ..
هل بلعنة الصدفة وصلوا .. أم بمكر الإرادة خذلنا .. ؟
هنا .. في بدء حكاية الألم .. تحوّل الحمامُ المهاجر من الموت علة صهوة الماء إلى الموت داخل لحد البراق ..؟


هذي كواسر طيبة الوقت .. محمّلة مناقيرها بالقنابل العابرة للوجدان .. و تحت جناحيه الواسعين اندسّت الخناجرُ ليلا .. يرتديه القمرُ عمامةً بيضاء .. فكانت بداية تاريخ قديم .. عليه نفضت القبليةُ غبارَ الأمس البدائي .. فوُلدت الحربُ بين ربوع سواعد الأشقاء .. ليستيقظ التّتار تحت راية الخير و الشر .. جبل بركان قوارب الموت كان .. و قد عاد فتنة أعشاش من لا عشّ له .. كواسرٌ مشروخة الوجه .. عادت خائبةً من جزر دروس الأمس .. بلا هوية انقادت في زنازين الوهم و الضيق .. إلى أحضان الظلام الدامس المقيت ..
شباب قلق .. عاريا كالوثن المبتسم .. لفظته مدخناتُ المدينة .. لعلّه تاريخ الاغتراب الآن يعيد نفسه .. لتعاود الكواسرُ المنبوذة حياةَ هذا الاحتراق .. المصقول برائحة شيء من حشيش حقل التراب .. و نكهة الوهم تلبسُها ثريا أنهارُ خمر .. في بلاد الروم الأبدية .. هي ذي قواربُ الموت تحصد الآن المزيد من سنابل براءة الرجال . طيور شمس يرتديها الحلمُ البهي كانت .. ثم صارت كواسرَ لاحمة .. بالكؤوس المشفوعة تذبحُ الرؤوسَ .. و باسم الله تخدشُ صورة النهار .. و للنهار شمس الله ترعى أقدارَ ما بين الزمان و المكان .. لعنة أعشاش قديمة تبكي الطلل .. بألوان قزح السماء .. سكنتها أيدي البربرية .. في زمن بدائي مقبور .. فيه يراهن بحرُنا على مواصلة سيره إلى الأمام .. لهذه الأعشاش الليلية مرايا .. و للمرايا حجارة قمر ولّى .. فلماذا هذا التهافت المملّح لموج الرّمل على أعشاش من زبد مُثلّج ؟؟

هي ذي بيداء أسئلة من نار . أعشاشُ كائنات مخمورة يحتلها الخوف ُ.. بالحلم الواهم يسفك سوادُ الرّيح دماءَ البراءة .. في سوق عالم التفاعل ممكن .. آخذ الآن في التحوّل السريع .. تذبحُ الاختلافَ أعشاشٌ لقيطة .. أنجبها بؤسُ التعليم هنا .. في أوطانهم قبل الهجر تأكلها الغربةُ نهارا كانت .. و في الليل البهيم يمتطيها الزعيمُ كلاما .. لمن لا كلام له .. في عشّ بملامح الموت الضجر ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي