الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاتحاد الكوردستاني للاعلام الالكتروني خطوة انتظرناها طويلا

يوسف ابو الفوز

2005 / 9 / 16
الصحافة والاعلام


بالاستفادة من تسهيلات عالم الانترنيت ( الغرف الصوتية ) عقد مؤخرا ، في التاسع من ايلول ، اجتماعا ضم اكثر من اربعين مثقفا كوردستانيا ، وهم من الاسماء المعروفة في نشاطها الثقافي والسياسي ، ومن المقيمين في مختلف قارات العالم ، من مختلف المدن الاوربية واستراليا والولايات المتحدة الامريكية ، وايضا من العراق وكوردستانها ومن بقية اجزاء كوردستان ، وخصوصا من سوريا ، وعقب الاجتماع الذي قيل انه طال حوالي خمس ساعات وشهد سجالات ونقاشات بروح ديمقراطية واحترام كامل لمختلف وجهات النظر ، صدر البيان التأسيسي لتشكيل الاتحاد الكوردستاني للاعلام الالكتروني واعتبر تاريخ الاجتماع يوما لتاسيس الاتحاد وحضوره هيئة تحضيرية للاعداد لمؤتمر قادم يقر الوثائق المقترحة للبرنامج والنظام الداخلي .
هذا الاجتماع والاعلان ، من وجهة نظري ياتي متأخرا بعض الشئ ، لكن ومثلما يقال " ان تأتي متاخرا افضل من ان لا تاتي " فلا يسعني هنا الا الترحيب وبحرارة شديدة بالاعلان والاتحاد المعلن ، واحي جهود كل الاخوات والاخوة المساهمين في الجهود الخيرة لانبثاق هذا الاطار الاعلامي الثقافي الذي انتظرناه طويلا ، وكان لي شرف ان اكون شاهدا للخطوات الاولى للعمل والسعي لانشاءه ، فقبل اكثر من عام ونصف ، بدأ المشروع بفكرة عند الاعلامي والناشط السياسي الاخ دانا جلال ومجموعة من المثقفين القريبين اليه من الاصدقاء اتذكر من ضمنهم الاخت سميرة مراد ، وتطلب من الجميع حسب متابعتي لبعض المراسلات حينها ، الكثير من الاتصالات والكثير من الجهد للتوصل الى الجهود الحالية .
يأتي انبثاق الاتحاد الكوردستاني للاعلام الالكتروني في وقت يحتاج فيه عمل المثقفين العراقيين بشكل عام ، وخصوصا كتاب الانترنيت ، الى اطار رسمي مهني يضمهم ويحدد ضوابط عملهم ويحمي حقوقهم ويتبنى افكارهم وفق اصول حرية الراي ، واملنا ان يتم الاستفادة من التجارب السابقة الفاشلة لمثقفين عراقيين في محاولة تأسيس اطارات عمل ثقافية ولدت ميتة لاسباب لا تمت للعمل الاعلامي والثقافي بصلة مما ادى الى انفضاض غالبية المثقفين عنها . وبحكم كون الاتحاد الكوردستاني للاعلام الالكتروني وجد اساسا كأطار عمل للمثقفين والاعلاميين الكوردستانيين ، نأمل ، وكما وعد البيان التأسيسي ، ان لا يتحول الى ملحق او بوق لهذا الطرف السياسي او ذاك ، وايضا ان لا يتحول الى منصة خطاب بلون قومي واحد بعيدا عن مهامه الاساسية المعلن عنها في وثائقه التي تحمل افاقا ديمقراطية وتقدمية واسعة في نشر الفكر الانساني وفي دعم حقوق الشعوب في تقرير مصيرها وحقها في الحياة الحرة الكريمة. ونتمنى ان يكون حقا اتحادا كوردستانيا ، وليس ذو صبغة قومية واحدة ، معنى هذا ان المتابع يطمح الى جانب البرامج الحيوية والنشاطت الفاعلة ان يرى اسماء مثقفين من مختلف القوميات ، بما فيهم العرب من ساكني كوردستان ، في مواقع المسؤولية في الاتحاد ، ليكون الاتحاد حقا امينا للافكار التي اعلن عنها ، وهنا لايمكني تجاوز الاشارة الى مفارقة تسجل للاتحاد هو كون البيان الـتاسيسي نشر واعلن باللغة العربية قبل نشره باللغات الاخرى ، ومنها الكوردية ، مما يسجل فاتحة خير للعمل . ومن خلال احاديثي الهاتفية المتفرقة مع بعض الاخوة من اللجنة التحضيرية الموقعة على البيان التاسيسي استمعت الى الكثير من التطمينات والعديد من الافكار الايجابية والمفرحة حول خطط الاتحاد للعمل . واذ حضر الاجتماع ، وصار من اعضاء الهيئة التحضيرية العديد من الاخوة محرري المواقع الاليكترونية ، أأمل شخصيا من الاتحاد ان يضم الى صفوفه المزيد من محرري ومسؤولي المواقع الاليكترونية الكوردستانية ليتم من خلال ذلك تثبيت ضوابط عمل للاعلام الاليكتروني وفق وثائق مكتوبة ، لتكون كميثاق شرف وتخلق تقاليد عمل رصينة ، ليمكن المساهمة في النهوض بالعمل الاعلامي الاليكتروني العراقي ، وانقاذه من سيل من الكتابات الهابطة فكريا وفنيا والتي لا تمت بصلة لتقاليد العمل الاعلامي الحقيقي ، وحيث بعض المواقع الاليكترونية وامام حاجتها لابراز تفوقها فتحت الباب لنشر كل ما يصلها تحت ذريعة حرية النشر فصرنا نواجه كل يوم كتابا لا يملكون من مؤهلات سوى انهم يملكون جهاز كومبيوتر وعنوان اليكتروني فأستسهلوا كل شئ .
لا يختلف معي الكثيرين ، في كون الفضائيات التلفزيونية ، والصحافة لاليكترونية غيرت كثيرا في شكل واساليب وطرق عمل الاعلام بشكل عام . ومع سهولة انشاء المواقع الاعلامية اليكترونية ، صرنا نشهد عددا لا يمكن احصاءه من المواقع الاعلامية والشخصية ، بحيث لا يتمكن للقارئ من متابعتها كلها مهما توفر له من وقت ، خصوصا تلك المواقع التي يقوم على انشاءها اشخاص او مجموعة افراد ، وتكون خاضعة لميولهم ومزاجهم بعيدا تقاليد العمل الاعلامي ، وهكذا فأن ظهور أطر اعلامية مهنية ، مثل الاتحاد الكوردستاني للاعلام الالكتروني ، نعتقد وفي حال تنفيذ البرامج والاهداف المعلنة ستساهم في ارساء التقاليد الصحيحة ليتمكن الاعلام الاليكتروني العراقي من اداء رسالته الاعلامية والفكرية ، في وقت يكون فيه شعبنا العراقي بحاجة ماسة الى جهود كل المثقفين المخلصين لقضية الديمقراطية وحرية الرأي وحقوق الشعوب لرفع وتيرة النشاط الثقافي وتجميع الصفوف وتصعيد الجهود لمواصلة مسيرة شعبنا العراقي ، رغم كل ما يواجه من صعوبات وعراقيل ، نحو اقامة دولة المؤسسات والقانون، واستعادة السيادة الوطنية الكاملة وبناء العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد.
امنيتي الحارة ان يتعزز كيان الاتحاد الكوردستاني للاعلام الالكتروني ويثبت اقدامه قويا ليأخذ دوره المنشود وان يساهم في تكاتف الاعلاميين والمثقفين الكوردستانيين العاملين بجد من اجل مستقبل زاهر لابناء كوردستان ، كل اجزاء كوردستان، وان يكون جسرا للتواصل الحضاري بين الثقافات المتعددة وخصوصا ما بين الثقافة العربية ، وثقافة القوميات التي تعيش على ارض كوردستان . وايضا كنت اتمنى الاشارة في وثائق الاتحاد الى امكانية ان يكون معبرا ثقافيا يساهم بلعب دور حيوي في الحوار بين المثقفين والسياسيين في العراق والدول المجاورة للعراق ، خصوصا ايران وتركيا وسوريا حيث القضية الكوردستانية تحتل حيزا بالغ الاهمية في الحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية .
بقي شئ لا يمكن تجاهله وتجاوزه ، الا هو الشعار الجميل للاتحاد ، الذي جاء بسيطا ومعبرا ومن عمل انامل الشاب شفان دانا جلال ، الذي استطاع و بلمسة الوان علم كوردستان في التصميم ، ان يضيف للشعار رونقا يدل على موهبة تستحق التثمين والاشارة .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجمات مشتركة بين فصائل حوثية وعراقية على إسرائيل.. ما تداعيا


.. مجموعة السبع تتفق على استخدام فوائد الأصول الروسية المجمدة ل




.. كأس أمم أوروبا 2024: أمراض تداهم معسكر المنتخب الفرنسي ومباب


.. مراسلتنا: قصف جناتا كان محاولة لاغتيال قائد لحزب الله إلا أن




.. ماهو هدف الحقيقي للحوثيين من استهداف السفن ؟ بليغ المخلافي