الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بريد من السماء

صموئيل ميشيل نسيم
(Samuel Michel Nessiem)

2015 / 2 / 20
الادب والفن


إلى أمي الحبيبة أم عصام ...
. تحية حب لكي وبعد ,,,,,
. أكتب لكي آخر رسالة حتي أن نلتقي قريباً ... أبدأ خطابي لكي بتوصيف آخر لحظات غربتي في الجسد الترابي .. ففي قيودي وانقيادي ثم ركوعي مستعداً للذبح تذكرت سيدي في سطور نبؤة إشعياء " ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أما جازيها فلم يفتح فاه " .. تذكرت ان العبد كسيده والابن كأبيه .. نظرت إلى العلاء بينما تُتلى كلمات موتي دون أن أعبأ فأخذني صوتك وأنتِ تقصين عليا وأنا صغير قصة أسطفانوس وفي تلك اللحظة لمع نور في السماء لم أرى نظيره من قبل ... ذاك السنا أخترق قلبي قبل عيني .. ضياء من المجد وشعاع من لدن الله أنار الأفق المخضب بالدماء .. بدا ذلك وكأنه جوقة من ملائكة العلي في حالة تأهب لاستقبال حدثاً هاماً ..
في تلك اللحظات خررت على وجهي في آخر سجدة لي لهذا الإله المحب الذي طالما كانت لواحظي شاخصة إليه ..
وهنا لحظة من الصمت الخاطفة .. لحظة التحرر من خيمة الجسد والانطلاق إلي آفاق الخلود في نور المحبوب ..
وجدت تلك الجوقة من الملائكة التي سبق رؤيتها ممسكين بيد الروح , أنا و أرواح من كانوا في ضيقتي .... كنت أتهيأ لمنظر المدينة العتيدة .. كنت أرسم في مخيلتي ملامح لها .. وعند الوصول تيقنت أنها لا تشابه أي تخيل .. وإذ بصوت أشبه بصوت مياه كثيرة يتكلم .. كان في استقبالنا .. وكان الحشد مهيباً حوله وكل الملائكة خرت ساجدة ونحن أيضاً .. تذكرت قانون ايماني " نور من نور إله حق من إله حق " فعرفت من كان في استقبالي .. ربت على كتفي وأقامني من السجود ... ألبسني ثوب الروح من النور .. وضع أكليل من الضياء على هامتي .. أحتضني وكان الحضن دفئ حب لا مثيل له .. قبلني بقبلة الحبور .. وأشار إلى متكأ قائلاً " أدخل إلى فرح سيدك " .. كل هذا وحشد السماء ساجد مترنمين للمستحق وحده كل قوة ومجد وكرامة .....
كيما لا أطيل عليكي أمي .. أريد أن أطمئنك بأن هذا المكان هو في غاية الراحة والجمال .. وأن الفرح يسود في كل أرجائه اللامتناهية .. يكفي أنني في حضرة المحبوب .. تذكري أمي وذكري الجميع بأن " من يصبر إلى المنتهي فهذا يخلص " .. نحن نستقبل كل لحظة الآلاف من الذين أكملوا السعي .. أبو الأنوار في استقبال أبنائه دائماً .. ندعونه هنا بأبي .. ذكري الجميع بأن " في بيت أبي منازل كثيرة " .. أرسلي تحياتي إلي والدي وأخبريه بأن " تمسك بما عندك لئلا يأخذ أحد أكليلك " ....... ومن في الغربة أخبريهم أن " ليس لنا هنا مدينة باقية لكننا نطلب العتيدة " .........
نحن نطلب من أجل الجميع أن ينالوا النصيب المُعد من أبي .. نتشفع لأبي في من تلونت أيديهم بدمائنا كيما ينير عيونهم بسنا حبه المنير .. تلك كانت آخر رسائلي لك أمي .. في انتظارك قريباً أنتِ والمُخلصين من أرض الغربة .. هنا وطننا الأبدي .. تذكري أن رحلة الوصول إلى هنا محفوفة بالمخاطر لكن كيما أصدقك القول أن نظرة واحدة من وجه المحبوب تستحق تلك المعانة في الغربة ..... إلى يوم اللقاء .. وملاقة الرب على السحاب ...

. لكي تحياتي ..
. عصام بدر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - للتواصل
صموئيل ميشيل نسيم ( 2015 / 2 / 21 - 07:29 )
My page on Facebook : Poems with Samuel Michel

اخر الافلام

.. تأملات - كيف نشأت اللغة؟ وما الفرق بين السب والشتم؟


.. انطلاق مهرجان -سماع- الدولي للإنشاد والموسيقي الروحية




.. الفنانة أنغام تشعل مسرح مركز البحرين العالمي بأمسية غنائية ا


.. أون سيت - ‏احنا عايزين نتكلم عن شيريهان ..الملحن إيهاب عبد ا




.. سرقة على طريقة أفلام الآكشن.. شرطة أتلانتا تبحث عن لصين سرقا