الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا فرحة كفرحة الشامتين ..!!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 2 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


لا فرحة كفرحة الشامتين ..!!
القول السائر في اللغة العبرية يقول : " لا سعادة كسعادة الشماتة " ، يعني بأن الفرحة الكبيرة التي يشعر بها الإنسان لرؤية المصائب التي تهبط على رأس عدوه ، الذي الحق به اضرارا كبيرة ، هذه الفرحة لا تُوازيها فرحة ..!! وتقول حكمة توراتية، بأن : " الأخرون هم من يقومون بأعمال ومهمات الصِدّيقين " ، ويعني هذا القول بأن الصديقيين ،إذا رغبوا بمعاقبة أحدهم ، فإن الله يُسخّر لهم من يتحمل عنهم عبء تنفيذ العقاب ، أو القيام باعمالهم الوسخة..!!
نستذكر هذه الحِكم والأقوال ، عند متابعاتنا لإستطلاعات الرأي التي تجري في إسرائيل قُبيل الإنتخابات ، حول عدد المقاعد التي من المُتوقع أن تحصل عليها كل قائمة في إنتخابات الكنيست الوشيكة ..
وفي هذه الإنتخابات ولأول مرة في تاريخ إسرائيل ، ستخوض القوائم المحسوبة على الأقلية العربية ، بما فيها القائمة ثنائية القومية ، (قائمة الجبهة الديموقراطية اليهودية العربية )، ستخوض هذه الأحزاب والحركات المتنوعة والمتناقضة أيديولوجيا الإنتخابات في قائمة واحدة ، شراكة بهدف الإنتخابات فقط ..!!
ويعود الفضل في "إخراج " هذه الشراكة وليس الوحدة ، إلى حيز الوجود ، يعود الفضل للوزير أفيغدور ليبرلمان وزير الخارجية وزعيم حزب إسرائيل بيتنا ، الذي بنى حزبه وايديولوجيته على بند واحد فقط ، وهو معاداة عرب إسرائيل . ففي كل الإنتخابات يطرح حزبه شعاراته الإنتخابية والتي تتركز حول طرد العرب ، إستبدال العرب ، حقوق العرب مرهونة بالولاء ، على العرب أن يُقسموا يمين الولاء ، أن يخدموا في الجيش وما إلى ذلك من شعارات يمينية وفاشية أحيانا ، وإستطاع حزب ليبرمان من خلالها ، أن يحصل على عدد كبير من المقاعد ليُصبح شريكا أساسيا وكبيرا في الإئتلاف الحكومي ..
لكن حزبه هذه المرة خطا خطوة واحدة زائدة ، إذا تمكّن من سنّ قانون يرفع من نسبة الحسم للكنيست . الأمر الذي يعني بأن الحزب الذي يرغب في أن يكون مُمثّلا في البرلمان الإسرائيلي ، عليه أن يحصل على عدد مُحدد من الأصوات ، وفي حالة لم يحصل (اي حزب ) على نسبة 3.25 % من جميع الأصوات الصحيحة ، فسيبقى خارج البرلمان .
وبما أن الأحزاب العربية ليس لها أمل بأن تجتاز نسبة الحسم وهي مُنفردة ، تحققت الشراكة ، شراكة مُكره أخاك لا بطل .. وفي هذه خير للأحزاب وللأقلية العربية ، لأن المراقبين وإستطلاعات الرأي تتوقع للقائمة المشتركة أن تحتل المرتبة الثالثة في عدد الأصوات والمقاعد ، بحيث لا يُمكن تجاهلها ولا يمكن إلغاء تأثيرها في الحياة البرلمانية على الأقل ..!!
وتزامن الأمر بتعرض اعضاء ، وتحديدا ، عضوة الكنيست ونائبة الوزير، فايينا كيرشنباوم ، من حزب ليبرمان للتحقيق بتهمة الفساد المالي وتلقي رشاوى ، ومعها قيادات كبرى من الحزب ، بحيث ونتيجة لما كشفتهُ الشرطة ، خسر حزب إسرائيل بيتنا، قواعده الإنتخابية ، ويتوقع له المراقبون وتؤكد ذلك إستطلاعات الرأي ، يتوقعون أن لا يتمكن حزب إسرائيل بيتنا ، من تجاوز نسبة الحسم ، وبهذا يختفي من الحياة السياسية تماما ..
إن رفع نسبة الحسم ، أجبرت العرب وشركاؤهم من اليهود على التحالف في شراكة إنتخابية .. ليتحولوا الى القوة السياسية الثالثة أو الرابعة في إسرائيل .
ومن صمّم على رفع نسبة الحسم ، ليمنع العرب من المشاركة في الحياة السياسية ، ربما سيجد نفسه خارج الحياة السياسية نتيجة لقانونه ..!!
نعم ، سنتفق مع إخوتنا اليهود ، ونفرح فرحة الشامتين !! ومع ذلك على الأحزاب العربية أن تُرسل لليبرمان باقات الورد ، علامة على الشكر له ولحزبه ..!!
وللتأكيد فالأحزاب العربية ليست أحزاب صِدّيقين ، ولا أقل من ذلك حتى ..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قائمة عربية لا قائمة ثنائية القومية
يعقوب ابراهامي ( 2015 / 2 / 21 - 16:26 )
الزميل قاسم محاجنة يتكلم عن (القوائم المحسوبة على الأقلية العربية ، بما فيها القائمة ثنائية القومية) ولا يشعر بالتناقض فيما يقوله. إذا كانت القائمة محسوبة على الأقلية القومية العربية فإنها لا يمكن أن تضم قائمة ثنائية القومية. أما المرشح اليهودي الموجود في القائمة العربية المشتركة فإن عليه أن ينسحب منها حالاً إذا كان يحترم نفسه ويحترم هويته اليهودية
القائمة اليهودية-العربية الوحيدة الموجودة على الساحة الإسرائيلية هي القائمة اليسارية ميريتس
أنا أقول ذلك طبعاً مع تأييدي لقيام القائمة العربية المشتركة لكي يستطيع مواطنو اسرائيل العرب أن يلقوا بثقلهم المناسب في المعركة ضد الفاشية والحرب


2 - الزميل العزيز يعقوب
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 2 / 21 - 16:50 )
تحياتي
نختلف في قضية -تعريف- الجبهة الديموقراطية ، هل هي قائمة عربية أم قائمة يهودية عربية ؟
شخصيا اعتقدبأنها ثنائية القومية ، كنتُ عضوا في الحزب الشيوعي سنين طويلة وكذلك في الجبهة . وشعرتُ دائما بأنني عضو في حزب ثنائي القومية .
لك مودتي

اخر الافلام

.. طارق متري: هذه هي قصة القرار 1701 بشأن لبنان • فرانس 24


.. حزب المحافظين في المملكة المتحدة يختار زعيما جديدا: هل يكون




.. الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف الأسلحة نحو إسرائيل ويأسف لخيارا


.. ماكرون يؤيد وقف توريد السلاح لإسرائيل.. ونتنياهو يرد -عار عل




.. باسكال مونان : نتنياهو يستفيد من الفترة الضبابية في الولايات