الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من المسئول عن تنامي الارهاب؟

اسلام احمد

2015 / 2 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


ينعقد حاليا في الولايات المتحدة المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب وهو المؤتمر الذي تقرر عقده عقب حادث شارلي ايبدو في فرنسا لبحث سبل مكافحة التطرف في العالم خاصة بعد المستجدات التي حدثت في مصر وليبيا , وما أود الإجابة عنه هنا قبل الحديث عن سبل مكافحة الإرهاب هو من المسئول عن تنامي الإرهاب في العالم؟

في تقديري أن الدول الغربية وعلى رأسها الولايات وبريطانيا تتحمل المسئولية الكبرى في تنامي الإرهاب إذ قامت الولايات المتحدة والغرب بدعم الجماعات الإسلامية في الشرق بشكل عام وفي أفغانستان وباكستان بشكل خاص خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي بهدف مواجهة المد الشيوعي في ذلك الوقت , ولقد نجحت في تلك المهمة إلى حد كبير بسقوط الاتحاد السوفيتي في 1991 , غير أن النتيجة كانت فادحة إذ انقلب السحر على الساحر ودفعت الولايات المتحدة الثمن في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 حين قام تنظيم القاعدة بضرب البرجين في الحادث الشهير

وحين حاولت الولايات المتحدة إصلاح خطئها وقامت بشن حرب على الإرهاب في أفغانستان ثم العراق إبان عصر الرئيس السابق جورج بوش كانت النتيجة أفدح فقد تسببت تلك الحرب الفاشلة في سقوط نظام صدام حسين في العراق وإحلال نظام طائفي مكانه وهو ما ساهم بشكل كبير في تنامي ظاهرة الإرهاب لا انحساره , فجزء كبير من أسباب ظهور داعش وانضمام آلاف من الشباب المسلمين إليه هو مواجهة النظام الشيعي في العراق وسوريا بعد أن تسببت الولايات المتحدة في إشعال حرب طائفية في المنطقة

يأتي في المقام الثاني في تحمل المسئولية عن تنامي الإرهاب الحكومات العربية المستبدة ليس فقط بسبب فسادها واستبدادها الذي أدى إلى أزمات اقتصادية واجتماعية مهدت التربة لنمو التطرف والإرهاب وإنما أيضا بسبب دعم بعضها للإسلام السياسي وللجماعات الإسلامية , فإذا أخذنا مصر على سبيل المثال فلا شك أن الرئيس السادات يتحمل جزء كبير من تنامي الإرهاب في مصر حين سمح بحدوث مد إسلامي في السبعينيات بهدف مواجهة اليساريين والناصريين آنذاك , فكانت النتيجة انتشار الفكر الإسلامي المتطرف في مصر والدول العربية ثم انتقاله لاحقا إلى بقية أنحاء العالم!

الغريب أن الرئيس السادات دفع الثمن مثلما دفعته الولايات المتحدة حيث قامت الجماعات الإسلامية التي ساهم في نموها باغتياله في السادس من أكتوبر 1981 تماما كما يقول المثل : سمّن كلبك يأكلك!

وإذا أردنا التعلم من أخطاء الماضي فينبغي أن يكون مفهوما أن الحلول الأمنية والعسكرية وحدها لن تحل المشكلة بل ربما تزيدها تعقيدا لذا يتعين على الولايات المتحدة والغرب تبني إستراتيجية سياسية لمواجهة الإرهاب تبدأ بالتخلي عن دعمها للإخوان المسلمين ودعم الحكومات الديمقراطية في العالم العربي خاصة مصر في حربها ضد الإرهاب كما يتعين تشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق لا تستبعد السنة أو تقصيهم من المشهد فضلا عن دعم المعارضة السورية المعتدلة في سوريا وصولا إلى حل وسط للأزمة السورية يستبدل النظام أو جزء منه ولا يهدم الدولة كما حدث من قبل في العراق والأمر نفسه ينسحب على ليبيا

بينما يتعين على الحكومات العربية وفي مقدمتها مصر تبني إستراتيجية فكرية لمواجهة التطرف والإرهاب يتولاها الأزهر على غرار المراجعات الفكرية التي أجرتها الدولة المصرية مع قادة الجماعات الإسلامية في الثمانينات والتسعينات وذلك من خلال إرسال قوافل دعوية إلى المناطق المعروفة بالتشدد مثل سيناء ومرسى مطروح والمنيا وأسيوط للقيام بعملية مراجعات فكرية للشباب المغرر به وتعريفه بحقيقة الإسلام الحنيف مع التشديد على حرمة القتل باعتباره من أكبر الكبائر في الإسلام , فضلا عن ذلك أعتقد أنه آن الأوان لفتح ملف المصالحة في المجتمع مع كل من لم يتورط في جرائم عنف أو إرهاب

وأخيرا يجب البدء فورا في حوار مع الغرب يستهدف الوصول إلى صيغة قانونية عالمية تقيد حرية الرأي والتعبير بما لا يمس بالأديان والمقدسات الدينية منعا لتكرار مأساة شارلي ايبدو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصطفى البرغوثي: الهجوم البري الإسرائيلي -المرتقب- على رفح -ق


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. تطورات في ملفي الحرب والرهائن في غزة




.. العراق.. تحرش تحت قبة البرلمان؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إصابة 11 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية




.. ا?لهان عمر تزور مخيم الاحتجاج الداعم لغزة في كولومبيا