الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب المقدسة

مشتاق جباري
كاتب

2015 / 2 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


تتخذ الحروب الوانآ خاصة بها ,وتتغير تبعآ لنوع المعركة وطبيعتها ,والحروب المقدسة هي نوع من الحروب التي تتميز بقابليتها على الاستمرار وسط ظروف معقدة ,وتتخذ هذه الحروب من (الله ) الشعار الذي يجذب لها الكثير من المقاتلين الاشداء الذين يمتازون بألروح المضحية في سبيل معتقداتها ,وكثيرآ ما يمتاز هؤلاء المقاتلين بأمر مخيف جدآ وهو تخليهم عن العقل امام المقدس ,واستسلامهم الجنوني لهكذا حروب تحرق الاخضر واليابس ,والله يناديكم شعار استهوى القوى الكبرى التي تتحكم بشكل العالم اليوم ,ونتيجة دراسة وفهم هذه الدول للدول ذات التوجه العقائدي فأنها وجدت وبعد الاستفاظة بألبحث ان اسهل الطرق للتحكم بألاحداث هو عن طريق استغلال ايمان الجماهير بمعتقداتها ,وفي الحقيقة فأن الاديان في جوهرها لاتدعو الا الى نبذ العنف والتعايش السلمي بين ابناء البشر الا ان بعض المفاهيم والقراءات البشرية للنصوص السماوية اوجدت حيزآ يسمح بألتلاعب بهذه النصوص لتتماشى مع مصالح بشرية خاصة كثيرة ,ونتيجة للتغيرات الكثيرة في عالم الدول اليوم وبعد انتهاء عصر الاستعمار المباشر وانتهاء زمن الدول القومية ذات التوجه الفردي الديكتاتوري تحولت بوصلة الصراع نحو استغلال التيارات الدينية لتغيير معادلات سياسية صعبة ومعقدة ,وليس صحيحآ ان هذه اللعبة انطلقت خلال الاحتلال السوفيتي لأفغانستان كما يقول البعض ,بل الحقيقة ان هذه الحروب وهذا الاستغلال السياسي وصراع النفوذ قد اتخذ الدين الية جديدة للوصول الى اهدافه بعد سقوط الدولة العثمانية وبدأ الاستعمار البريطاني للمنطقة ,والدولة العثمانية كانت رائدة الاستغلال الديني للشعوب المؤمنة عبر شعارات دولة الخلافة التي كانت تدعي بسط نفوذ الله على الارض ,ولاتبتعد الكنسية الكاثوليكية عن هذا الاستغلال السلبي للدين خلال العصور الوسطى او حتى خلال عصرنا الحديث حيث يعود الحديث عن (الحرب الصليبية ) في دوائر صناعة القرار الدولية وعند كبرى دول العالم ,ان ما يميز عهد الاستعمار البريطاني عن غيره انه عهد اسس لوجود دول تتبنى نشر ظاهرة التكفيروهي من اشد الظواهر خطورة في العالم اليوم لما تتميز به من تمتعها بغطاء ديني مقدس وبعمق عقائدي يستند على احاديث وبحوث عديدة اثرت بشكل واضح في عقلية الكثير من الناس الذين انخرطوا في (الحرب المقدسة الجديدة دفاعآ عن الله ونشرآ لكلمته كما يعتقدون ) وهذا التأسيس الاستعماري للأيدلوجيا المنحرفة غذاه بعد ذلك وجود ما سمي (بألاسلام الجهادي ) الذي استند على طروحات فكرية عميقة لمفكرين كثر مثل سيد قطب وغيره ,ان اصرار الدول الكبرى المؤثرة بشكل رئيسي في عالم اليوم على المضي قدمآ في لعبتها القديمة الجديدة يساعدها في ذلك حكومات مسلمة تعتقد ان التجذير لمعتقداتها يجعل منها دولآ ذات تأثيركبير في المنطقة والعالم وان ديمومة وجودها يعتمد على مقدار مساندتها لهكذا توجه يجعل عالمنا اليوم في خطر كبير لما حصل ويحصل من انحراف كبير وخطير في البنية الفكرية للكثير من شعوب العالم بسبب المعتقدات المحرفة بحرفنة كبيرة والمشروع برمته مشروع ,اسقاط وتسقيط , ومشروع ,استغلال واغلال, فهو مشروع اسقاط لفكرة ان الاسلام دين الانسانية , وهومشروع اسقاط لكثير من الانظمة التي تمانع وجود الهيمنة والنفوذ للدول الكبرى على حساب دولها وهو تسقيط لبعض الرموز الوطنية والدينية المعتدلة والتي ادخلت في دوامة حروب مفروضة عليها وهي ستكون بذلك قد حاربت الله في ارضه وهي مشروع لأستغلال الكثير من الشبان العاطفي السطحي الذي عبيء بألكثير من الافكار الفاسدة لتنفيذ مخططات توسعية كبيرة ,وهو مشروع لفرض الاغلال على اي فكر ديني معتدلة حر يأبى اصحابه الدخول في مشاريع مشبوهة تعود نتائجها لصالح دول مثل اسرائيل وامريكا على سبيل المثال لا الحصر ,ان ما يحدث اليوم من تلاعب بألمشهد عبر ادخال المنطقة في رعب الحروب المقدسة وجعل العالم برمته يعيش تحت قلق الارهاب والتطرف والتكفير لأمر سيأتي بنتائج سوداء على كل العالم بدوله الكبرى والصغرى ,ونشر التطرف الاسلامي , سيقابله لامحالة نشوء ظاهرة التطرف المسيحي , والتطرف اليهودي ,وهذه النتاجات السلبية ستجعل العالم يعيش (صراع حضارات ) صراع عقائدي دموي, ان كل ما يحدث ناتج عن تلاعب اصحاب القوة والنفوذ بألمشهد وزج الاعلام المؤدلج للترويج لهذا النوع من الحروب العقائدية الخطيرة وهي حروب لن ترجح كفة على حساب كفة ,نحن نشهد نهاية عصر المؤامرات حيث لن يبقى بيد الدول المنفذة لهكذا مشاريع ما يمكن ان تستخدمه مستقبلآ للوصول الى غاياتها السياسية خصوصآ في بلدان العالم الاسلامي التي هي الضحية الاولى لعصر المؤامرات الذي لن ينتهي ولكنه سيقتل ,ولن تنفع تلك الدول حالة الازدواجية في الخطاب والتعامل بعدة وجوه مع الواقع لأن لكل شي بداية ونهاية ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا