الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استشهاد الطيار الأردني معاذ الكساسبة والموقف الرسمي العراقي

فرات المحسن

2015 / 2 / 22
مواضيع وابحاث سياسية



درجت السلطة العراقية على اتخاذ نهج تصالحي لتوطيد العلاقات مع جميع دول العالم حتى التي تعمل على إيذاء الشعب العراقي، إن كان تلك الدول تقوم بالتحريض على إسقاط السلطة عبر عملية سياسية أو الدفع لاستشراء وتصاعد عمليات الإرهاب من خلال تمويل المنظمات الإرهابية وتسهيل عمليات الالتحاق بها لمن يرغب بالقتال داخل العراق. ودائما ما مثلت محاولات تحسين وتوطيد العلاقات التي تقوم بها السلطة العراقية، باب واسع لتقديم تنازلات سخية، سياسية كانت أم اقتصادية، أرضاء لتلك الدول وحكامها، ولكن الملاحظ إن جميع تلك المحاولات لم تؤتي اكولها حتى اليوم ،ولنا في العلاقة مع السعودية مثال لا تحسد عليه حكومتنا.
واحدة من تلك الإجراءات التي تلجأ أليها تلك البلدان وتستغل بها رغبة السلطات العراقية بإعادة العلاقات أو توطيدها هو الضغط في موضوعة رعاياها الملقى القبض عليهم والمودعين في السجون العراقية. حيث تطالب العديد من تلك البلدان ، وبالذات العربية منها،بتسليم رعاياها والسماح بعودتهم لأوطانهم مهما بلغت درجة الأحكام الصادرة بحقهم وبغض النظر عن الأسباب التي تم بموجبها إيداعهم السجون .بالرغم من عدم وجود معاهدات واتفاقيات مع الجانب العراقي لتبادل السجناء.
يوجد في السجون العراقية عدد ليس بالقليل من مختلف الجنسيات، ولم تنفذ الأحكام الصادرة بحقهم لحد الآن ومنهم أعداد من الأردنيين المتهمين بالإرهاب، صدرت بحقهم أحكام ثقيلة منها الإعدام، على خلفية مشاركتهم في تنفيذ عمليات إرهابية راح ضحيتها العشرات من العراقيين، ورغم صدور تلك الأحكام بعد تدوين الاعترافات والتحقيق الذي استغرق فترة طويلة وتم خلاله كشف الدلالة. فان السلطات الأردنية لا تعترف بهذه النتائج وبقرارات القضاء والقانون العراقي، ولا تقبل بما يصدر عنه. وبشكل مستمر حالها حال باقي الدول العربية. وتصر على وجوب إطلاق سراح هؤلاء وتسليمهم للحكومة الأردنية، التي تدعي أنها فقط وليس غيرها من يمتلك سلطة القرار على أبناء بلدها، حتى وهم يتواجدون خارج بلدهم، وان واجب الحكومة العراقية الاعتراف بهذا الحق.
الحكومة العراقية تفتقد مثل هذه الأعراف وليس في وارد مؤسساتها الدبلوماسية العمل بذات المنطق الذي يجعلها قادرة على مواجهة مثل هذا الموقف من قبل الأردن أو غيره ، ليس فقط في مسألة المطالبة بالسجناء أو الرعايا، وإنما بما يتخذه من إجراءات أخرى غير معنية بالأعراف والتقاليد الدبلوماسية وحسن الجوار. فالتعامل الأردني دائما ما يتعدى حدود اللياقة ويتجاوز بالمطلق أية أعراف للتعامل والتعاون بين بلدين يجمعهما الكثير من المتشابهات. والشعب الأردني مثل حكوماته غير راضي عن ما يقدم له من مساعدات ومنح وهبات يغدقها العراق عليهم مثل السعر التفضيلي للنفط وتنشيط التجارة عبر ميناء العقبة واستيراد البضائع وتشغيل رؤوس الأموال، لا بل يعد كل ذلك نوعا من ضرائب واستحقاقات توجب العراقي على دفع فواتيرها، ودون ذلك فسوف يقوم الأردن بفتح أبواب جهنم عليه. ودائما ما واجه العراق إصرار، وتعمد على إنكار تلك الهبات والعطايا، ومواجهة الكرم العراقي باحتضان جميع ومختلف أعداء العراق، وتقديم التسهيلات لهم للعمل على تقويض العملية السياسية والإضرار بعموم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وكأن هذا الموقف يبنى على حقد تاريخي متأصل وردة فعل راكدة في العقل الأردني تشكلت على خلفية الإطاحة بالنظام الملكي في العراق عام 58 ومن ثم إعدام عراب وراعي السلطة والنقابات ووسائل الإعلام والعشائر الأردنية المقبور صدام حسين.
في مقابل المطالبات الأردنية برعاياه في السجون العراقية رغم تلطخ أياديهم بالدم العراقي، لم نجد من السلطات العراقية ما يواكب الأحداث ويتعامل بذات النهج ويطالب بالرعايا العراقيين القابعين في السجون الأردنية، وخير مثال ما حدث لساجدة الريشاوي وزياد الكربولي. فبالرغم من كونهما استحقا الإعدام، كان المفترض أن يقوم العراق بالمطالبة بهما لينالا عقابهما فيه كونهما من رعاياه، ولكن لم يكن للعراق وحكومته أي تدخل أو محل للإعراب في مشهد محاكمتهما وأخيرا إعدامهما، فهل يا ترى تستطيع الحكومة العراقية معاملة السجناء الأردنيين من المحكومين بالإعدام بمثل ما عومل ويعامل السجين العراقي في الأردن. وبعد الجريمة البشعة التي ارتكبها رجال داعش بحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة فهل يتغير إيقاع التعامل الأردني مع العراق، ويكون هناك أيضا عدم ممانعة من إعدام المجرمين القابعين في السجون العراقية وجلهم من حثالة منظمات القاعدة وداعش .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا تساهل مع الإرهاب
نضال الربضي ( 2015 / 2 / 22 - 11:47 )
أخي الكريم،

أي إرهابي يتورط في الدم فليدفع الثمن، لذلك حتى لو كانوا أردنين من جماعة القاعدة أو داعش أو غيرها، و عاثوا فسادا ً في العراق، و ما دام قد تم تقديمهم لمحاكمات عادلة ثبت فيها تورطهم و تم حكمهم بالإعدام، فليعدموا غير مأسوف عليهم.

الموضوع أكبر بكثير من أردني عراقي، الموضوع و هو إنساني بالدرجة الأولى اتخذ أبعادا ً سياسية، اقتصادية، جغرافية، طائفية، إثنية و ديموغرافية!

إن المنطقة كلها تتشكل من جديد، بوجه جديد، و جوهر جديد، و هوية جديدة، و علينا أن نرتفع لننظر من الأعلى إلى الصورة الكاملة.

تحياتي لك.


2 - تحية طيبة
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 2 / 22 - 13:24 )
لاردن دولة مارقة...تتمتع بسفالة سياسية منذ المقبور عبد الله الاول مروراً بالحسين الذي قام بعمل يدل على انه من سلالة مارقة عندما ذهب الى جبهات المعارك في الحرب مع ايران و اطلق قذائف المدفعية بيدية ضد ايران ...و لم يفعلها ضد اسرائيل...بدل من ان يقوم بعمل يُحمد عليه في البحث عن حل لإيقاف تلك الحرب
غدر بالكويت عندما احتلها صدام حسين و وقف مع احتلالها الذي سيدفع ثمنها يوماً فالكويتيون لن ينسوها له كما أن الايرانيين لن ينسوا استهتاره بالأعراف الدولية
غدر بالفلسطينيين و نحر ثورتهم و تآمر عليها
فتح ابواب الاردن لكل المرتزقة و الجيوش التي غزت العراق عام 1991 و 2003 و ما بعدها لليوم و احتضانه لداعش و النصرة و غيرها حتى انه قبل ان يرد على جريمة احراق الكساسبة اطلق سراح ابو محمد المقدسي الذي تسببت فتاويه بقتل الاف العراقيين بيد المشعول النافق ابو مصعب الزرقاوي
و كان له الدور الاول و الرئيسي في انتشار داعش في العراق
تعامله المخزي مع الحالة السورية فجعل من الاردن كما كانت في كل تاريخها مرتعاً للمجرمين و القتلة و الارهابيين و اليوم يمد النصرة و اتباعها بالكلاب المسعورة و التمويل و السلاح و
الخدمات


3 - الأخ العزيز عبد الرضا حمد جاسم
نضال الربضي ( 2015 / 2 / 23 - 08:28 )
أخي عبد الرضا لم أتوقع منك هذه النبرة أنت بالذات، فأنا أتوسم فيك الحكمة و الاتزان في التحليل.

عندما دعم الأردن العراق ضد إيران كانت الروح القومية مشتعلةً لها أبناؤها و مريدوها، و كان العراق يقود جبهة عربية هي الأقوى وجودا ً. و ليس موقف الحسين إلا انسجاما ً مع هذه الروح و لا أرى فيه ما يعيب. لقد كان التلفزيون الأردني يذيع: بغداد يا قلعة الصمود، يا كعبة المجد و الخلود!

لقد شربنا حب العراق صغارا ً من داخل الأردن!

الحسين رأى بحكمته الوبال و الدمار الذي سيجره دخول الأمريكي إلى المنطقة فكان الزعيم العربي الوحيد الذي دعا و عمل إلى حل المشكلة الكويتية العراقية عربيا ً لكنهم خذلوه جميعا ً و جاؤوا بالأمريكان إلى المنطقة في قواعد السعودية و الكويت و التي لولاها لكان العراق الآن ما يزال الأقوى عربيا ً و كنت أتوقع أن نقطة كهذه ما كانت لتغيب عنك.

أما موضوع النصرة و داعش فهذه مشكلة يعاني منها الأردن و من يتسرب منهم عبر الحدود لا يذهب بمباركة أردنية و لا تدريب أردني و لا أي شيء من هذا الكلام، و باقي كلامك اتهامات يا سيدي نسمعها كل يوم.

أسجل عتبي فما هكذا يكون النقد.

دمت أخا ً عزيزا ً.


4 - الغالي نضال الربضي المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 2 / 23 - 11:45 )
تحية و اعتزاز و تقدير و احترام
لم يكن للاردن الرسمي اي موقف قومي في يوم من الايام
وقف مع العراق لذبح العراق في مؤامرة كبيرة الغرض منها الوصول لما يجري اليوم
كانت المؤامرة تقودها تركيا و السعودية و الكويت لغرض انجاز مشاريع جنوب شرق الاناضول المائية التي تعني مد خطوط النفط صعوداً الى تركيا و مد خطوط الماء نزولاً من تركيا و كانت تواجه تلك المشاريع تصاعد القوة في العراق و اضطراب و عدم استقرار تركيا
لم يحصل ربما في التاريخ ان ذهب رئيس دولة الى جبهات القتال بين دولتين ليطلق قذائف مدفعية من اراضي احداهما باتجاه الاخرى
لقد وقف ملك حسين موقف سمسار رخيص في سبيل اطالة امد الحرب ليستفيد منها و هذا ما جرى
و اتفق مع صدام باقامة الاتحاد العربي و هو يعرف خطورة ذلك و وقف مع غزو الكويت و هو يعرف خطورة ذلك...كل موقف من هذه الثلاثة جريمة ضد الشعب العراقي و الانسانية
و وقف قبل ذلك مع البعث في جريمة 8شباط 1963 و هو يعرف حق المعرفة من هم قتلت اولاد عمه ...القتله ليسوا عراقيين
هذه العائلة طُردت من سوريا و قتلت في العراق و ستخرج من الحياة السياسية او التأثير في هذا العقد او بداية القادم
لك محبتي و احترامي

اخر الافلام

.. إسرائيل وحزب الله... على حافة الحرب؟ - ثلاثة أسئلة وثلاثة أج


.. تأثير المطورين بالذكاء الاصطناعي في استبدال المؤثرين الحقيقي




.. تحذيرات من تحول الحرب في السودان إلى صراع إقليمي | #رادار


.. عادل مارديني: نفذنا 371 ألف رحلة حول العالم في 2023




.. مشاهد لإصابتين في مدينة جنين برصاص الاحتلال الإسرائيلي