الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حميد الحر شاعر القصيدة الساخرة بامتياز

خالد الصلعي

2015 / 2 / 22
الادب والفن


حميد الحر شاعر القصيدة الساخرة بامتياز
******************************
بعيدا عن صخب الحياة الجاف ، وهروبا من لغو الكلام الحلزوني ،وبرودة العلاقات الاجتماعية والمهنية ، اجتمعنا اليوم، 21--2--15 ،على صوت من أصوات صالون طنجة الأدبي بالمقهى الثقافي ، وهو صوت باجماع الحاضرين يمثل معادلة صعبة في انتهاك قلاع اللغة الشعرية الثابتة والمنسوخة .
عبد الحميد الشرايحي ، المشهور ب"حميد الحر " ، يمثل انحرافا شعريا جميلا في الصالون الأدبي ، الذي يضم أطيافا متعددة من جماليات القول الشعري . استطاع عبر فترة زمنية غير قصيرة أن يتفرد بأسلوب شعري ، ويشق طريقه بثبات في عالم قصيدة النثر ، ويمنح للغته نكهتها الأصيلة التي تمتاح من مخزونه الجمالي في هذا الجنس الأدبي المترع بالامكانات التعبيرية والمشرع على فضاءات أسلوبية عجز النقد الأدبي المغربي الراهن على اقتفاء وتبويب خصائصه الفنية والجمالية كتعبير عن رؤية معاصرة وآنية لا تخرج عن اكراهات الزمن المغربي الحاضر .
الكل يجمع أن حميد الحر يتقمص باقتدار تجربة الشاعر العربي الثائر أحمد مطر ، ويضيف الى هذه التجربة عصارة تفاعله اليومي مع ظواهر المجتمع المغربي المختلفة ، ويعبر عنها جماليا بلغة تقترب تارة من المحكي ، وأخرى من السردي ، وان كان يغلب عليها الطابع الحواري ، في قالب سخري يعري واقع المجتمع المغربي والعربي ، مما يضفي على قصائده نوعا من جدلية الفن الواقعي . وان استعصى جماليا وفنيا تغليف الفن وهو نتاج روحي أساسا ، بقشور الواقع المنمط والثابت . من هنا أجد أن اطلاق المصطلحات على عواهنها من أكبر الأخطاء النقدية التي سقط فيها نقادنا شرقا ومغربا .
فحميد الحر حين يقترف جناية الكتابة الشعرية ، وجريمة الالقاء الشعري يفرض على المتلقي الانخراط في هذا العالم الانتهاكي . انتهاك لغوي يفضي الى انبثاق لغة شعرية ذات كثافة دلالية تستوطن شغاف المستمع والقارئ ، وهو يستعرض ذهنيا تلك الصور التي تعتمد أساسا على المفارقة . هذه المفارقة التي نكابد تناقضاتها يوميا ، لكننا لا ننتبه اليها الا من خلال توليفة شعرية يتقن كيمياءها الشاعر المبدع حميد الحر .
فالاتكاء على لغة المتناقضات ، والارتهان لكيمياء الصهر المبدع ، هو ما يجعل من قصائد هذا الشاعر فضاء لغويا له أبعاده الجمالية والفنية الخاصة به ، ويمنحها فرادة قلما نعثر عليها بين أقرانه من شعراء المغرب اليوم . هل هو أسلوب تم اختياره عن قناعة جمالية ؟ أم هو ولادة طبيعية لسوريالية الواقع العربي التي تفرض على مجمل الشعراء نوعا من التمثل والمقاربة التي يجد شاعر ما أنها تفي بأهداف رسالته الشعرية ؟ .
سؤالان لا ننتظر من الشاعر حميد الحر الاجابة عنهما اذا يكفي قراءة قصائده والانصات اليها ليأتي الجواب عفوا ومباشرا . انه حدس الشاعر واستجابته الطبيعية لصدى التفاعل الشعري المعقد الذي ينتج عن تراكمات وصراعات ورهانات تتقاطب فيما بينها على مستويات متعددة ، نفسية وذهنية ولغوية وجمالية .
غير أن اعتماد مكون التناقض والتعارض والتقاطب والتقاطع ، يعتبر أهم مكونات البناء الموضوعي -التيمي - الذي يمنح قصيدة حميد الحر فرادتها وتميزها . فهو ضليع في التقاط تناقضات الواقع لتحويلها الى قصيدة فوق واقعية او وراء واقعية اذا جاز التعبير . لأنني ضد فكرة واقعية الفن ، فالفن وان بدى أكثر التصاقا بالواقع الا انه يؤسس واقعه الذاتي بعيدا عن المباشر والملموس والحسي .
ويبقى في النهاية المفتوحة على قراءة أكثر دقة وتفكيكا لشعر هذا الشاعر القدير ضرورة الاعتراف أن هذه القراءة هي مجرد فتح شهية لدراسة أكثر نفاذا وعمقا .
وقبل اقفال باب هذه الكلمات يجدر التنويه أن الشاعر حميد الحر ، يكتب قصيدة الغزل بعنفوان العاشق المدنف وبلغة غاية في الرواء والانسياب العاطفي الوهاج








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج حسام سليمان: انتهينا من العمل على «عصابة الماكس» قبل


.. -من يتخلى عن الفن خائن-.. أسباب عدم اعتزال الفنان عبد الوهاب




.. سر شعبية أغنية مرسول الحب.. الفنان المغربي يوضح


.. -10 من 10-.. خبيرة المظهر منال بدوي تحكم على الفنان #محمد_ال




.. عبد الوهاب الدوكالي يحكي لصباح العربية عن قصة صداقته بالفنان