الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرق الأوسط يخرب نفسه بنفسه

مجدى خليل

2015 / 2 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


من الربيع العربى إلى الخراب العربى
الشرق الأوسط يخرب نفسه بنفسه
مجدى خليل
مثلما حدث تطور من وضعية المثقف إلى وضع الناشط ثم إلى وضع الثورى تمهيدا لما سمى ب" الربيع العربى "، حدث تطور آخر من المنظمات الإرهابية إلى المليشيات الإرهابية ثم إلى أشباه الدول الإرهابية تمهيدا لما يمكن أن نسميه " الخراب العربى"، ومما يؤسف له أن هذا التطور الخطير حدث برعاية وتمويل دول في المنطقة. حزب الله شبه دولة برعاية إيرانية كاملة، وإن كان أكثر التزاما وتحديدا لأهدافه من المنظمات السنية المماثلة، ولكن لا ينكر أحد تطوره من منظمة إلى مليشيا قوية إلى شبه دولة له اليد العليا في لبنان. نفس الشئ حدث مع حماس من منظمة مقاومة إلى مليشيا لها أهدافها خارج مسألة المقاومة ثم إلى شبه دولة تحكم غزة على حساب القضية الفلسطينية. والمعروف أن العديد من الدول رعت حماس حتى وصلت إلى هذا الوضع منها قطر والسعودية وإيران علاوة على التنظيم الدولى لجماعة الاخوان. داعش أنطلقت بنفس الطريقة من منظمة تدعى أنها تقاوم الغزو الأمريكي إلى مليشيا إرهابية خطيرة ثم إلى شبه دولة تسيطر على مساحات واسعة من العراق وسوريا، وطبعا داعش رعتها ومولتها تركيا وقطر والسعودية ودول أخرى. بوكاحرام هي منظمة إرهابية تحولت إلى مليشيا خطيرة وفى طريقها إلى أن تصبح شبه دولة، ومعظم تمويل هذه المنظمة الخطيرة جاء من دول البترول العربية . جماعة أنصار الله الحوثية في اليمن هي منظمة أخرى تحولت إلى مليشيا خطيرة ثم إلى شبه دولة في اليمن، وساعدها في ذلك إيران وعلى عبد الله صالح وبعض دول خليجية معروفة. هناك جماعة أخرى هي منظمة أنصار الشريعة في ليبيا،والتى أنتحلت أسم داعش مؤخرا،أو ولاية ليبيا ، والتي أصبحت كذلك مليشيا خطيرة بدعم قطرى أخوانى وهي تسعى للإستيلاء على مساحة ليبية أوسع من سرت لتصنع منها شبه دولة. ومن قبل حدث ذلك مع جماعة أنصار الشباب الصومالى وبدعم فؤائض الإرهاب البترولى، ومع حركة طالبان التي تحولت في وقت ما إلى دولة برعاية باكستانية سعودية كاملة.
هناك خط واضح فى كل هذا التطور وهو ثقافة الكراهية الدينية ودولارات النفط أو ما يمكن تسميته " فؤائض الإرهاب البترولى"،ولن ينتهى مسلسل الإرهاب فى العالم إلا بنهاية حقبة البترول العربى السوداء.
هناك تطور خطير آخر وهو أن العلامة التجارية بدأت تنتقل من القاعدة إلى داعش، فبعد 11 سبتمر 2001 ظهرت العديد من المنظمات التي تدعى أنها فروعا للقاعدة في حين أنها لا علاقة تنظيمية لها بالقاعدة التى انعزلت فى جيوب باكستانية وأفغانية، ولكن أستخدمت علامتها التجارية في القتل والخراب، ورحبت القاعدة بذلك لكى تعطى لنفسها وزنا عالميا يفوق حجمها الحقيقى، الآن انتقل الموضوع إلى داعش حيث تدعى العديد من المنظمات أنها فروعا لداعش على عكس الحقيقة، ولكن هذا يصب في استخدام العلامة التجارية المزدهرة لداعش التي تفوقت على القاعدة في الوحشية والهمجية فأصبحت مثار إعجاب الإرهابيين حول العالم، وأصبحت علامتها التجارية أكثر رعبا وبريقا.
ما هي نتائج كل هذا؟
النتائج المؤكدة لهذا التطور الخطير ليس فقط شرزمة الشرق الأوسط إلى دويلات متصارعة، وليس فقط حروب أهلية واسعة، وليس فقط حروب مذهبية على الهوية الدينية، وليس فقط مزيدا من التطهير العرقى للأقليات غير المسلمة، والمسيحية على وجه الخصوص، وليس فقط مزيدا من قتل الأبرياء..ولكن النتيجة الحتمية هو خراب هذا الشرق تماما وتحويله إلى جحيم ومقبرة لأبناءه.
والسؤال هل هذا يتم برعاية أمريكية كما يدعى الكثيرون في الشرق الأوسط؟.
في تقديرى أن هذا الكلام عار من الصحة، هذه المنظمات والمليشيات المتوحشة صنعتها ومولتها وغذتها بايدولوجية الكراهية دول إسلامية ومن داخل الشرق الأوسط ذاته، وصنعتها ايدولوجية متطرفة تدرس في معظم المعاهد الدينية للدول الإسلامية، وصنعتها حكومات مستبدة زايدت بالدين لكى تستطيع السيطرة على شعوبها، وصنعها فائض الكراهية الرهيب الذى يبث من داخل هذه الدول وفائض العنف الذى هو ثمرة أكيدة لتوحش الكراهية، وفوق هذا صنعها فائض الأموال البترولية التي كانت سببا رئيسيا في تطرف العالم كله.
الحقيقة الناصعة أن الشرق الأوسط يخرب نفسه بنفسه بعيدا عن إسرائيل وأمريكا. نعم إسرائيل وأمريكا تستفيدان من هذا الوضع بحصر العنف والإرهاب داخل هذه الدول بعيدا عن أراضيهم،ونعم هم أكثر المستفيدين مما يحدث، ونعم هم يبيعون الأسلحة وتكونولوجيا الخراب لمن يريدها من الاطراف المتحاربة لإنعاش اقتصادهما، ولكنهم طرفا هامشيا فى اللعبة ذاتها، هم يتفرجون بإستمتاع لما يحدث ولسان حالهم يقول أن خراب الشرق يحدث بدون طلقة واحدة أو دولار واحد ينفق من ميزانيتهما، فمجانين وإرهابى الشرق الأوسط يقومون بالدور بدون أحتياج إلى أمريكا أو إسرائيل.
والسؤال لماذا لا تقوم أمريكا بمنع هذا الخراب؟.
ولماذا تمنعه وهو يعزل هذا الشرق بكراهيته وإرهابييه عن خط الحضارة الغربية وعن إسرائيل؟. ففي تقديرى أن تراجع دور ومكانة بترول الشرق الأوسط في الخريطة العالمية جعل أمريكا أقل اهتماما بأنقاذ هؤلاء الذين بعثروا ثروتهم على نشرالكراهية والإرهاب والخراب والدمار فى كل مكان فى الشرق.
الشرق يتدحرج يوما بعد يوم نحو الخراب الكامل وبأيدى أبناءه، ولا عزاء للمسالمين الذين يدفعون ضريبة ثقيلة نتيجة لفوائض البترول الإرهابى وصحوة الخراب التى تسمى بالصحوة الإسلامية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الخراب
نصر ( 2015 / 2 / 22 - 15:41 )
يبدو ان هذا الخراب سينتهى ببعض المناطق ان تعود بالفعل للعصر المحمدي حضاريا ليعيشوا في خيام متقاتلين عل قليل من الماء... كما يتمنون !


2 - العالم الاسلامي يفخخ نفسه بنفسه
مروان سعيد ( 2015 / 2 / 22 - 17:10 )
تحية للاستاذ مجدي خليل وتحية للجميع
موضوعك صحيح مئة بالمئة ولا استبعد يد اجنبية غير مباشرة هي المحرك لهذه الفوضى الخلاقة والتي ستؤدي الى تفتيت الاوطان وزيادة الكراهية
وهذا ما قلته قبل سنين ومن بداية الحرب بان المسلمين سيقتلون بعضهم احذروا ولكن لامجيب
ولكن اين الحل ومن المنقذ الكل مع تقوية جميع الاطراف وتدريبهم واميركا والغرب مستفيد من بيع الاسلحة وسحب اموال البداوة الحفاة العراة وتركيا لها مصالحها لتتقاسم الكعكة مع الدواعش
الوضع اصبح بنقطة الاعودة والقتل والدمار حاصل لامحال وسيزيد الطين بلة التدخل الاجنبي بتدخيل قوة اميركية على الارض
انه مشروع لسنين عديدة يستنزف بها المسلمين بعضهم البعض وسيكون هناك توازن بين الفصائل جميعها بحيث لايوجد منتصر الا اذا صحوا المسلمين من غفوتهم ووضعوا الحل السياسي نصب اعينهم وتسامحوا مع الماضي ومع المختلف معهم واعتزروا عن جنونهم وقتلهم للابرياء ومسحوا ايات الجهاد والقتل من قرانهم لعل هذا سيؤدي لاانهاء الحرب الضروس والسلام العادل
ومودتي للجميع


3 - البترول أطال من عمر العقيدة الإسلامية
عاد بن ثمود ( 2015 / 2 / 22 - 18:34 )
لكن الخراب و التقتيل لم يعد مقصوراً على الشرق الأوسط. لقد تعدّاه إلى فرنسا و بلجيكا و هولندا و الدانمارك وأأمريكا، كما أن العديد من الدول الغربية تحسّ بأنها مستهدفة من طرف من تربوا في حضنها.
أتفق معك في أن البترول العربي أطال من عمر العقيدة الإسلامية، عقيدة محمد بن عبد الوهاب و آل سعود.
لقد إبتلانا الله في المغرب بأمراء آل سعود، و بمباركة من خَلَف آل إدريس الفار من بأس السلطان العباسي، يقضون وَطَرهم من بنات المغرب الفوسفاطي.


4 - اين نحن الأقليات من بين هؤلاء الهمج ؟
مينا الطيبى ( 2015 / 2 / 22 - 19:10 )
استاذى مجدى خليل مقالتك رائعه
جدآ ياسيدى واننى اتفق تمامآ مع عزيزى مروان سعيد التعليق (3) الاسلام من بدايته وقبل بدايته ايضآ كان هناك الصراع والحروب بين القبائل التى توجد حيث نشآ الأسلام وبعد ان مات رسول الأسلام خرج اكثر من النصف من هذا الدين ولكن النصف الآخر حاربوهم( اقصد الصعالكه من المسلمين ) حتى يرتدوا الى هذه القوة الأجراميه التى تغزو وتقتل وتحصل على الغنائم ومنها العبيد والجوارى لبيعها والحصول على عتاد يقون بها انفسهم حتى وصلوا الى بلاد الفرنجه (فرنسا) وهم لهم النصيب الأكبر من تلك الغنائم هو نفس الحال عزيزى نفس الهدف الذى كان موجود فى تلك الفترة من المسلمين هو نفس النهج الذى تسير عليه المنظمات الأرهابيه الحاليه وهى تحاول جاهدتآ اولآ وجود نظام الخلافه على تلك المنطقه وهذا انظام من الحكم يستطيعون تنفيذ اهدافهم الدنيئه والعوده الى العصور المتخلفه ليحكمون العالم الأسلامى على نظام محمد ومايساعدهم ايضآ على ذلك هو نصوص العقيدة الأسلاميه نفسها وكما يقولون الدين عند الله هو الأسلام وهم ايضآ افضل خلق الله بهذا الشكل الوقح ليصدقون انفسهم بأنفسهم ليصلوا الى اهدافهم وليس الدين كما يقال  


5 - أذا كانت المقاومة تسمى الإرهاب ،فماذا نسمي الإرهاب
john habil ( 2015 / 2 / 23 - 07:01 )
الأستاذ مجدي
تحية مودة وسلام لك
وللقراء والموقع
قالت إحدى الأمريكيات في مؤتمر سياسي بعد حادثة قتل السفير الأمريكي ومعه ثلاثة مواطنين : يكفينا التستر والتملق وتلميع وجه الإسلام ويجب التحدث بصرامة عن جرائم الراديكاليين المسلمين في أمريكا والعالم كله
لا شك أن القاعدة وداعش وبوكو حرام ومنظمات إرهابية أخرى اسلامية تعتمد الجهاد كقاعدة لأنتشار الإسلام بالقوة وإلإرهاب
- اما حزب الله ،كل المسلمين يحاربونه ويعطلون انتخاب رئيس الجمهورية بإرشاد مباشر من السعودية لآن ماجرى في سوريا سيتبعه في لبنان ومن حق الشعب الشيعي المنبوذ من قبل سرٌياً واليوم علنياً أن يدافع عن وجوده ويشارك سوريا لدحر العدوان الآسلامي التكفيري الداعشسي
أنت قبطي وتعرف غيباً معاناة الأقباط في مصر جراء المتطرفين الإسلاميين
وأنا مسيحي من سوريا وأعرف معاناة المسيحية والشيعة جراء المتطرفين الإسلامين+ قصف اسرائيل على الجنوب لردع الفلسطينيين الذين يطلقون النار تجاه اسرائيل ثم يهربون ومن الطبيعي أن تنمو مقاومة لبنانية من هذا الشعب الفقير والبريئ لوقف احتلال لبنان . واليوم هو دفاع عن النفس وقضية وجود للإقليات في المنطقة


6 - جرائم حزب اللا
محمد بن عبدالله عبد المذل عبد المهين ( 2015 / 2 / 23 - 16:08 )
يا جون هل نسيت جرائم حزب حسن نصراللا؟
أتريدني أذكرك بأسماء كل من اغتالهم بدء بالحريري وسمير قصير؟
هل نسيت أن أول انتحاريين في منطقتنا كانوا من مخابيل حزب اللا وفجروا انفسهم في القوات الدولية التي حاولت وقف الحرب الأهلية في لبنان....انتحاريي نصراللا فجروا انفسهم ليقتلوا جنودا فرنسيين وأمريكيين فانسحبت هاتان الدولتان واستمرت الحرب اللبنانية

شيعو أو سنة كلهم ارهابيين مخربين


7 - اداعش العبرية هى الريادة
د/ نصار عبدالله ( 2015 / 2 / 24 - 10:09 )
علينا ألا ننسى من كان لهم فضل الريادة المبكرة فى هذا التخريب المنبثق من محاولة تأسيس دولة على أساس دينى ، علينا ألا ننسى إسرائيل التى كانت باكورة الكيانات الدينية فى المنطقة ، قد يقول البعض إن إسرائيل دولة متحضرة إذا ما قورنت بسواها من هؤلاء المتوحشين ، وهذا ليس صحيحا تماما لأن المنظمات الصهيونية قد ارتكبت من الفظائع فى مرحلة التأسيس ما لا يقل وحشية عما ارتكبته القاعدة وداعش ، إذا كان لنا ألا نكيل بمكيالين فعلينا أن ندين كل محاولة لتأسيس دولة ما على أساس دينى وليس على أساس المواطنة ..بالمناسبة ..بوسعنا أن نطلق على إسرائيل دولة الإستيطان العبرى فى بلاد الشام ، والإختصار وياللمفارقة هوأيضا: داعش : داعش ( دولة ـ استيطان ـ عبرى ـ شام )


8 - نحن أولاد اليوم وليس منا دون خطيئة
john habil ( 2015 / 2 / 25 - 21:00 )
يبدو أن الأخ في تعليق العدد 606267
يجاوبني بمنطق السلفية الوهابية وقول مأثورلبندر بن سلطان يكفينا مليار سنٌة فقط
أخي الكريم
لا تغالط التاريخ
من أنقذ لبنان من الحرب الأهلية عام 1976 كان الجيش السوري.. وفي معركة الجبل تم أسر المئات من المرتزقة الإسلاميين من جميع العالم جاؤا إلى لبنان لتشكيل دولة اسلامية وقتل الكقار المسيحيين.. للتأكد أبحث أفي أرشيف الأمم المتحدة وستجد كل من الجنسيات التالية - افغانستان باكستان الصومال اندونيسيا السعودية اليمن ليبيا وغيرهم
ثانياً : اسرائيل اجتاحت لبنان وخطفت ودمرت ،وليس من هناك أي دعم لآهل الجنوب وعندما تشكلت المقاومة اللبنانية أصبح هناك نظام واحترام للشعب اللبناني أمام العالم وامام الوطن واصبحت مقاومة لبنانية لها مركزها ومكانها في العالم و في التحدي
ثالثاًلا يلزم أن تذكرني بأشخاص لم تُثبت الوقائع صحة أخبار تم تداولها ( من جهة معينة ) ... لكن اسألني أين هو الشيخ الشهال الآن ..؟ أين هو الأسير الطبال ؟ المطر قضل شاكر؟أين هم العساكر اللبنانين المخطوفين، وأين كانوا ومن خطفهم ؟ ولماذا النائب صقر عقاب ( موزع الحليب والبطانيات )غائب 3 سنوات؟.