الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يخفي العنوان الداعشي؟

هيثم بن محمد شطورو

2015 / 2 / 22
الارهاب, الحرب والسلام


ما هي داعـش؟ مما تـتـكون و لماذا ظهرت الآن و لماذا في سوريا و العراق؟ و هل هي تـنـظيم منسجم و واحد أو مجموعة تـنـظيمات أطلـقـت على نـفـسها نـفـس الاسم؟
منـذ يـومين في قناة البي بي سي، محـلل سياسي عـراقي شاب يتحـدث من بغـداد. وجه صارم و عينان مثـقـلتان بالحزن العـراقي. يتحـدث عن الهجوم الأخير لداعش على موقع يسيطر عـليه الأكراد. في معـرض حـديثه قال ان الهجوم اعتمد أسلوبا جـديدا و هو الانـتـشار البطيء و التـقـدم نحو ارض المواجهة على الأقـدام و استعمال ملابس خاصة كي لا تـلـتـقـطها أجهـزة الاستـشعار، كما يـبـدو أنهم يحملون أجهـزة الرؤية الليلية. و قال ان ضباط الحرس الجمهوري و الـقوات الخاصة لجـيش صدام هم من خططوا و قادوا مختـلف العمليات العـسكرية..
و لم نعـد نسمع عن كتائب ثورة العـشرين و عن هيئة عـلماء المسلمين و لا عن جـيش الطريقة النـقـشبندية و لا عن جبهة التحـرير. تلك الأسماء المعروفة في مقاومة الاحتلال الأمريكي و التي لم نعد نسمع بها بعد فترة قصيرة من السيطرة على الموصل و غـرب العراق..
و من الواضح ان الدخـول الإيراني الواضح في الحرب هو الذي فرض الارتكان إلى تسمية ما يسمى بالدولة الإسلامية التي أعـلنها البغـدادي. و لكن الأمر لا يعني انسجاما بـين جميع الفصائل و لكن الارتكان إلى نـفـس التسمية. و ربما يوجد نوع من التـنسيق و لكن من المستحيل ان يوجـد اتـفـاق تام خاصة على المستوى الإيديولوجي..
فهي خليط من البعثيـيـن و الجـيش العراقي السابق و الإسلاميين بمختلف أنواعهم بما فيهم الداعشيون الحقيقيـون الذين أعـطوا صورة حرق الكـتب و فرض النـقـاب و منع التدخين في شوارع الموصل و غيرها من مظاهر العـنـف بما فيها الذبح..
تحولت المسالة إلى البحث عن التجيـيش الأقصى، و بالتالي فان اسم الـدولة الإسلامية يغري الشباب اليائس و المحتـقـن و الغارق في فوضى المعنى. هذا الشباب الذي لا يجـذبه اسم صدام حسين و لا بعضا من تراكيب المنطق البعثي أو أي إيديولوجية فيها رائحة الحـداثة. فالحـداثة أصبحت لا تعني غير الاحتلال و القهر و القتل على الهوية و نهب ثروات البلاد و الاحتلال الإيراني البغـيض. أما لماذا في العراق و الشام فـذاك ان النظام السوري في ارتباط و تحالف استراتيجي مع إيران، خاصة و انه ورط نـفـسه لمصلحة إيران في ضرب منطقـة القائم الحـدودية بالطائرات في الأيام الأولى من طرد جيش المالكي من الموصل ..
و عن ليـبـيا فان فجر ليـبـيا في تناقض تام مع ما سمي بداعـش ليـبـيا. فالـداعـشية الليـبـية متمركزة في سرت. و هذه المدينة هي معـقـل الـقـذافيـيـن، و يتأكـد هذا الاستـنـتاج من خلال تصريح قـذاف الدم ابن عم معمر القـذافي و الذي دافع فيه عن داعـش ليـبـيا. أي ان مـسمى الدولة الإسلامية انـضوى تحته رجال النظام الـقـديم بما ان متـنهم الإيـديـولوجي لم يعـد يجـذب المقـاتـلين الشباب من جهة و لان أسماء زعمائهم لم تعـد تـجـذب بل تـنــفر. و يؤكد شريط فيديو ذبح المصريـين هذا الأمر، فالـقـتـلة من خلال طولهم و مشيتهم و لباسهم يؤشرون إلى كونهم فرقة عسكرية قـتالية من النخبة كما ان تـقـنية التصوير تـؤكـد ان في الأمر تـقـنيات رفيعة لا يمكن ان تمتـلكها شراذم من مقـاتـلين عـشوائـيـين. و من الواضح ان العملية ضد المصريـين كانت ترمي إلى استدارج الجـيش المصري لمحاربة ما يسمى بفجر ليـبـيا..
فالداعـشية إذن هي خليط من رجال النـظام الـقـديم مع بعض السلـفية الإسلامية ذات الخطاب و الممارسة المغلقة و الصارمة و المطـلـقة و ذاك تمشيا مع روحية اليائسين و الـذين لا يجـذبهم إلا مثل تـلك الاطلاقية في عالم يضج بالنسبـية و الأفكار المتـناحرة. إنهم لا يريدون الحياة و إنما الانـتـقـام فـقط.
هيثم شطورو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله وإسرائيل.. تصعيد متواصل على الحدود اللبنانية| #غرفة


.. تقارير: إسرائيل استهدفت قادة كبار في أعلى هرم الهيكل التنظيم




.. جهود التهدئة.. نتنياهو يبلغ بايدن بقرار إرسال وفد لمواصلة ال


.. سلطات الاحتلال تخلي منازل مستوطنين في القدس بعد اندلاع حريق




.. شهداء بقصف إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين وسط غزة