الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهجوم على الحركة الحقوقية بالمغرب و الأسئلة الحارقة إلى متى و إلى أين ؟

انير بالا

2015 / 2 / 22
حقوق الانسان


لقد أضحى جليا ان هناك من يستهدف الحركة الحقوقية في المغرب و جميع القوى الديمقراطية الحية التي تتجرأ على الصدع بالحقيقة بشكل دائم و بدون كلل و لا ملل في هذا الزمن الرديء. لن نتساءل عن من له المصلحة في إسكات الصوت الحقوقي الحر و المستقل بالبلاد و من يقف وراء المحاولة اليائسة لإلحاقه قسرا بمسلسل الاجماع المفترض أو بالأحرى المرغوب. وذلك لسبب بسيط هو ان الكل على إدراك تام و مثبت لما يجري لاسيما و ان الأمر لا يتطلب التوفر على ذكاء من نوع خاص لفهم ما يحدث.
في المقابل نجد ان هناك من يتساءل عن هذا التغير المفاجئ في تعامل الدولة مع الحركة الحقوقية و في مقدمتها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. أكيد ان ما تتعرض له هذه الأخيرة لخير دليل على وجود نزعة إلغائية-تحجيمية و توحيدية-قسرية تسعى إلى خلق أصنام تهتف بخطابها وتعزف على نفس انغامها، ذلك ولو على حساب المصلحة الحقوقية العليا للمواطن و الوطن و صورته لدى المجتمع الدولي. و ما سيؤدي إليه ذلك من خلق جمود في الحياة الحقوقية و السياسية و من سيادة الرأي الوحيد. لكن لا يجب ان ننسى ان كل هذا جاء ،كذلك، كنتيجة لمسلسل بدأت اطواره بمنع أنشطة مرخصة قانونيا و ممنوعة عمليا. خاصة و ان سنة 2014 شهدت تدهورا خطيرا لأوضاع حقوق الإنسان على كافة الأصعدة، السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و البيئية. الشيء الذي نتج عن العودة القوية للانتهاكات المرتبطة بالاستبداد و الظلم و القهر و الهجوم على الحريات و الحقوق و المكتسبات.
كما ان هذه السنة عرفت هجوم مباشر و غير مسبوق على المدافعين على حقوق الانسان لا مثيل له منذ 1983 و1984. ما جعل المناضلات و المناضلين في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان يتوقعون أي شيء خصوصا بعد تصريحات وزير الداخلية بالبرلمان و المنع التعسفي للأنشطة الحقوقية للجمعية و حرمان بعض الفروع من وصولات الإيداع القانونية. فضلا عن الرسالة الموجهة من طرف والي جهة الرباط سلا زمور زعير و التي هدد فيها الجمعية بحرمانها من صفة المنفعة العامة. الشيء الذي اعتبر آنذاك اجراءات تمهيدية لقرارات و خطوات تعسفية قد تأتي فيما بعد و التي ستكون لاشك اسوأ.
لكن دعونا نتساءل، كيف سينظر إلينا العالم بعد ان انتشر في وسائل الإعلام الدولية أن قوى الأمن المغربية اقتحمت بالقوة مقر أكبر جمعية حقوقية غير حكومية بالمنطقة و بعد ان عنفت مناضلة الجمعية ربيعة البوزيدي ؟
بدون شك ان ما قد يثير الانتباه في السلوكيات الأخيرة للدولة-المخزن هو الطريقة التي غدت تنهجها حيال القوى الحقوقية و الديمقراطية التي لا تتوانى في كشف المستور و فضح خروقات و انتهاكات حقوق الإنسان و الضغط بجميع الوسائل المشروعة لفرض احترام الحقوق و الحريات الأساسية للمواطنين مع الصدع بالحق اينما كان في المغرب و في كل مكان؛ هذه القوى الإنسانية التي تنتصر لحقوق الإنسان كما هي متعارف عليها دوليا في كونيتها و شموليتها ككل لا يقبل التجزئة.
لقد أصبحت الدولة-المخزن تمارس جميع اشكالها الردعية و سياساتها المصادراتية في واضحة النهار و لم تعد تبدل أي جهد يذكر في ستر ما تقوم به، بل غدت تقمع و تعتقل و تمنع و الآن تقتحم تحت ضوء الشمس و أمام مرأى من العالم. ما يدعو إلى التساؤل: هل خفوت نجم الربيع الديمقراطي و الالتواء على حركة العشرين من فبراير يبرر كل ما يتم القيام به ؟ هل هناك غياب الادراك بأن ملامح حركة أقوى من عشرين فبراير تلوح في الأفق ؟ أم ان هذا الوعي و الادراك التام هو ما يقف وراء هذا التصرف بشدة و قوة تصل حذ الشطط ؟ إذن، إلى أين يتجه هذا الهجوم و متى سيتوقف ؟
أيتها القوى الحقوقية و الديمقراطية الحية، يا معشر الديمقراطيات و الدمقراطيين لم يعد خيار امامنا سوى الالتفاف حول بعضنا البعض وتكثيف جهودنا الموحدة و المنظمة من اجل بناء مغرب حقوق الإنسان، مغرب الكرامة و الحرية و العدالة الاجتماعية. أكيد ان السياسة المتبعة الآن لن ينتج عنها إلا عواقب وخيمة ،لا محالة، على بناء المجتمع الديمقراطي المنشود. رغم ان هذا الهجوم ،في جانب آخر، لا يزيد إلا من تقوية عزيمة المناضلات و المناضلين من اجل مغرب حقوق الإنسان للجميع بدون استثناء و بدون تمييز تحت أية يافطة و ذريعة كانت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا تحطم الرقم القياسي في عدد المهاجرين غير النظاميين م


.. #أخبار_الصباح | مبادرة لتوزيع الخبز مجانا على النازحين في رف




.. تونس.. مؤتمر لمنظمات مدنية في الذكرى 47 لتأسيس رابطة حقوق ال


.. اعتقالات واغتيالات واعتداءات جنسية.. صحفيو السودان بين -الجي




.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون: