الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روسيا ومصر .. تعاون ام تحالف ؟

خالد اليعقوبي

2015 / 2 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


ربما ستكون زيارة بوتين الاخيرة الى مصر لها تأثير كبير في رسم خارطة التوازن العالمية القادمة والتي تعاني فوضى منذ انتهاء الحرب الباردة عام 1991 م ، ومن ثم تصدر الولايات المتحدة لزعامة العالم لأكثر من عقد من الزمان ، والتي انتهت زعامتها المطلقة بعد حربي افغانستان والعراق وأصبحت منشغلة بترميم وضعها الداخلي ولملمة جراحات إدارة بوش الابن الى ان وصل الامر بتوجيه العديد من الاستراتيجيين داخل الولايات المتحدة انتقادات الى الرئيس اوباما بتخليه عن جوهر القضايا التي تصب في مصلحة الامن القومي وترك منطقة ذات أهمية جيوستراتيجية ، منطقة صدام المصالح الدولية مثل الشرق الأوسط تعيش فوضى غير مسبوقة تنذر بكوارث ابشع وخسائر مادية وبشرية اكثر مما جرى لحد الان.
لايخفى للعديد من المتتبعين للشأن السياسي ان سياسة المحاور هي السائدة في عالم اليوم وان لم تصل بعد الى مرحلة الإعلان الرسمي كما حصل بعد الانتهاء من الحرب العالمية الثانية ، لكن ثمة محور روسي صيني إيراني مع بعض الأطراف العربية هو محور صاعد وناجح لحد الان وسعى للتصدي للعديد من المشاريع الغربية سواء على الصعيدين العسكري او السياسي .
ويبدو ان هذا المحور تمكن لحد الان من استيعاب كل الضغوط الهائلة في المجال السياسي والاقتصادي الناتجة عن مواقفه ، واتفاق الطرفين على ان يكون التبادل التجاري بين البلدين بالعملة المحلية اي الروبل الروسي والجنيه المصري خطوة ذكية لتخفيف الاعباء الاقتصادية عن كاهل البلدين واتوقع خطوة مماثلة بين مصر والصين في المستقبل القريب.
التنسيق المصري الروسي ومحاولة استقطاب مصر الى هذا المحور سيتطلب عمل شاق بالرغم من التقارب الكبير والانسجام بين شخصيتي الرئيسين السيسي وبوتن ، اذ نعتقد ان التقارب المصري الإيراني هو المفتاح الكبير في هذا المحور لانه سيشكل عنصر ضاغط وكبير تجاه دول الخليج والولايات المتحدة ، وهذا التقارب اذا مانجحت روسيا في انجازه سيشكل نقطة تحول كبيرة في المعادلة السائدة في الساحة وسيغير من خارطة التحالفات ومن ثم ستكون له نتائج ميدانية في سوريا والعراق ومناطق ساخنة اخرى هي ساحة صراع لهذين المحورين.
ستحاول الولايات المتحدة عدم التفريط بمصر، ربما سياسيا او في وضع العراقيل امام السيسي وفتح جبهات صراع جانبية سواء داخلية او خارجية ، او اقتصاديا عبر الضغط على دول الخليج لوقف الدعم الى مصر وخصوصا العربية السعودية التي اعتقد ان دور الملك الراحل عبدالله سوف لن يتكرر بنفس قوة القيادة السعودية الحالية تجاه مصر ، لكن اعتقد جازما ان المصريين قد وضعوا ذلك في حساباتهم وما ردهم القوي والفوري على إعدام المغدورين في ليبيا الا دليلا على ذلك .
على المصرين الاستفادة من العراق وتعزيز نتائج زيارة رئيس مجلس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي في كانون الثاني الماضي، وعلى العراقيين ان يلعبوا دورا اكثر جراءة ووضوح للتقارب مع مصر وانفتاح كل طرف على أصدقاء وحلفاء الاخرين لان خارطة التوازن الدولي في عالم اليوم أصبحت متسارعة بشكل اكبر واللعب فيها اصبح على المكشوف اكثر من السابق .
كما ان من شأن الانفتاح العراقي المصري الإيراني والمعادلة القائمة في سوريا ولبنان واليمن وبعض الدول الاخرى وماتمتلكه من اعتدال ووسطية في مؤسساتها الفكرية العريقة ان يقوم باعادة رسم الخارطة السياسية الى وضعها الطبيعي وتشكيل نواة لأمن إقليمي هو الضمانه الحقيقية لأمن وسيادة دول المنطقة وصيانة كرامة وحقوق شعوبها
يقول نيلسون مانديلا "النظام الظالم الذي لايمكن اصلاحه يجب التخلص منه ".

د.خالد اليعقوبي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب